الحب والزواج (هل هناك فرق؟!!)- مجموعة المكتبيين العرب

الصفحة الرئيسية دليل المواقع Call to Islam اتصل بنا
الموضوعات التقنية الموضوعات الدينية الحياة الزوجية وتربية الأطفال المكتبات والمعلومات
التعليم في بلادنا أخبار محلية أخبار عالمية سجل الزائرين

العنوان: الحب والزواج (هل هناك فرق؟!!)

التاريخ : Apr 17, 2005

المصدر:  موقع إسلام أون لاين . نت

نص الموضوع :

قد يكون مهماً أن نعرف كل شئ عن الزواج وأن نطلع على المشاكل حتى تتسع
رؤيتنا للأمور ولكن بشرط ألا يتسبب

ذلك في إصابتنا بالقلق أو المخاوف من أن تقع كل مشكلة نقرؤها معنا أو
نتحسب لحدوثها أو نتصور أنفسنا مكان

صاحبتها ونعيش حالة الألم أو المهانة التي تعيشها أو عاشتها ...
إن تفاصيل كل حل يختلف مع اختلاف تفاصيل كل مشكلة ولكن هناك خط عام هو
الذي يجب أن نبحث عنه أو

نستفيد منه في الحياة الزوجية عامة أو الحياة الجنسية خاصة وستجدين هذا
الخط واضحاً في كل الردود وكل

المقالات إنه التفاهم والحوار منطلقاً من أرضية الوعي والإدراك لطبيعة
الزواج ودور كل من الزوجين وآليات

العلاقة بينهما ، مع محاولة التعرف على الطرف الآخر تدريجياً لفهمه على كل
المستويات النفسية والاجتماعية

والثقافية... ويسبق ذلك بالتأكيد معرفة الإنسان لذاته ولطبيعة ... حتى
يستطيع تحديد نقاط الالتقاء مع

الشريك الآخر لتكون هي نواة الاندماج لتكوين الكيان الجديد ... الكيان
الزوجي ... وتحديد نقاط التميز

ولا أقول الاختلاف التي ستعطى هذا الكيان تنوعه المثمر... ويكون تميز كل
طرف إضافة إليه وليس خصماً

منه أو سبباً في تبعثره وتمزقه ...

ولذا فإنه لا يصلح السؤال كيف لا يتكرر لي ما حدث لصاحبة المشكلة خاصة
وأن خطيبيك يعيش لفترة طويلة

وحده ... لأننا عندما نوضح حالة هذا الزوج في هذه المشكلة فنحن نتحدث عن
حالة بعينها ليس من حق أحد أن

يعممها أو يسقطها على أحد لأن هذا يخص هذه الملابسات بذاتها أي لا يصح أن
نضع تقول أن كل من تأخر به سن

الزواج بالضرورة يمارس العادة السرية وقد اعتاد عليها
وبالتالي سيمارسها بعد الزواج ولن يتخلص منها إلا بعد سنوات عندما يتحقق
التوافق بينه وبين زوجته ...
لا توجد قاعدة بذلك ولا يمكن أن يتم التفكير في الأمور بهذه الصورة .
وبالتالي فلا يصبح هناك موضعٌ لسؤال

مثل كيف نتحدث في هذا الموضوع أو كيف أعبر له عن مخاوفي ...

لأنها ليست قضية عامة أو أحداث طبيعية مثل ليلة الزفاف مثلاً يصبح مستساغاً
الحديث عنها أو الحوار حولها ،

ولا يوجد شئ اسمه سيكولوجية الرجل في سن الثامنة والثلاثين أو كيف يمكن
اكتسابه وإرضاؤه ...
ولكن يوجد كما أسلفنا القواعد العامة التي تحكم العلاقة بين أي رجل وأي
امرأة في أي سن وتحت أي ظروف

التفاهم والحوار وبذرة الحب التي يرعاها الطرفان بهدوء وبصبر حتى تنمو
شجرة وارفة الظلال يستظل الزوجان

في حمايتها ويأكلان من ثمرها. قد يكون من المناسب هنا أن نتحدث عن قواعد
عامة في التعامل بين الزوجين

منطلقين من رؤيتنا لهم ككيان زوجي جديد يتكون من طرفين يندمج جزء مشترك
فيه ويظل جزء متميز فيه ...

(1)الاحترام والإعجاب المتبادل المستمر بين الزوجين والذي لا يسأم كل طرف
في التعبير عنه للطرف

الآخر وينتهز كل فرصة لذلك ... إن كلمة الإعجاب والمديح يظل لها وقع في
نفس الزوج والزوجة مهما

تكررت ومهما مرت السنون فلا يضن بها أحد على شريك حياته .

(2)ألا يحاول طرف أن يغير الطرف الآخر أو أن يكون هذا هو هدفه في علاقته
معه ... بل تتكون

لديهما إرادة مشتركة في أن يغير كل طرف نفسه من أجل زيادة مساحة الاندماج
وتقليل مساحات التميز والاختلاف

فلا يتصور طرف أنه يربى الآخر أو يعوده على ما يحب أو أن الطرف الآخر لابد
أن يتغير أو يتوافق معه أما هو

فلا يتغير ... أو يتصور أنه قد شرح طبعه أو احتياجاته للطرف الآخر وعلى
الطرف الآخر أن يبادر بتغيير

نفسه أو الاستجابة لاحتياجاته إذا كان يحبه حقاً ... إن الحب عاطفة متبادلة
وينتج عنها أفعال مشتركة

بإرادة متوحدة من الطرفين فلا يصح أن يتصور طرف أنه سيستطيع أن يغير طرف
أو أن على الطرف الآخر أن

يتغير ... أو يتصور الطرفان أن الاختلافات بينهما ستنتهي تماماً ليتوافقا
تماما فهذا أمر مستحيل ولا يمكن

حدوثه ...

(3)سياسة الخلاف ... الخلاف أمر وارد ولابد أن يحدث ولذا فلابد أن نحدد
سياساته وآراءه قبل أن

يقع حتى إذا ما وقع كان لدينا قواعدنا الحاكمة التي لا توسع هوة الخلاف
وتحوله إلى أزمة مستحكمة لا حل لها

...

أ – أن يكون الخلاف نبيلاً بمعنى أن يكون الخلاف بدون إيذاء ... بدون ضرب
تحت الحزام ... لا

يهين فيه أحد الطرف الآخر ولا يجرحه من أجل الانتصار في هذا الخلاف ...
فيكون الأمر في حدود سبب

الخلاف والوصول لحل له دون أن يكون الخلاف سبباً مثلاً في الطعن في
الرجولة ... فتقول المرأة للرجل

... أن تصرفك هذا ليس تصرف الرجال أو لا يتسم بالرجولة في موقف بسيط أو
حتى كبير وبالمثل لا يقول

الرجل للمرأة أنت لست امرأة أو أنثى أو تصرفك هذا لا يتسم بالأنوثة من
الأساس...
ما نقصده عبارات جارحة ينتهي الخلاف ويظل أثرها في النفس غائراً فإذا ما
تعددت الخلافات وتعددت الجروح

الغائرة وصلنا إلى طريق مسدود لا رجعة فيه حيث لا يمكن أن تلتئم النفس أو
تهدأ حيث أصبحت ممزقة مهترئة.

ب- قد يبدو هذا الأمر مثل سابقه ولكنني أقصد به شيئا مختلف وهو محدودية
وموضوعية الخلاف بمعنى ألا

يكون الخلاف مزحة لفتح مواضيع أخرى أو أسباب خلاف أخرى فإن كنا قد اختلفنا
بسبب تأخر في ميعاد فلا داعي

للحديث عن الطعام الذي احترق والمصاريف الزائدة بحيث تختلط الأمور وتتسع
بدون سبب واضح ويضيع سبب

الخلاف الأصلي الذي بدأ به الأمر ويتحول الأمر إلى معركة شاملة يحاول فيها
كل طرف أن يشحذ كل أسلحته من

أجل إيذاء الطرف الآخر .

حـ- ألا يتدخل في الخلافات أي طرف خارجي سواء بأن نحكي لـه أسرار خلافاتنا
أو ندخله طرفاً فيها ونتعود

أن ننهى خلافاتنا بأنفسنا ... ونعطى لأنفسنا وقتاً وفرصة للتفاهم فلا نتخذ
قراراً ونحن منفعلين أو نصر على

الوصول الحل في ذروة الخلاف أو يفضل أن نتباعد زمنياً ومكانياً كل في غرفة
ونهدأ بعض الساعات ثم يبدأ الحوار

مرة أخرى وقد هدأ الانفصال قليلاً وفكر كل طرف في موقعه ... نتعود على ذلك
فلا يتدخل أحد في حياتنا

... لأن تدخل الأهل يفسد أكثر مما يصلح ... لأن كل طرف يتدخل بخلفيته
وأغراضه النفسية التي لا

يدريها أحد ولذا ربط القرآن الكريم بين الحكمان وبين إرادتهما في الإصلاح
، لأنه أمر قد لا يتوفر في هؤلاء الحكام

...
بسم الله الرحمن الرحيم : ((وإن خفتم شِقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله
وحكما من أهلها إن يريد إصلاحاً

يوفق الله بينهما إن الله كانَ عليما خبيرَا)) صدق الله العظيم "سورة النساء
الآية 35".

(4)أن يدرك كل طرف أنه مهما عرف الطرف الآخر أثناء الخطوبة أو عقد
الزواج فإنه مع إغلاق الباب

على الزوجين بعد الزفاف وحياتهما تحت سقف واحد فسيكتشف كل طرف منهم شخصاً
آخر غير الذي يعرفه فلا

يفاجأ بذلك ولا ينزعج فهذا أمر طبيعي فلابد أن يعد نفسه له ولا يعتبر أن
الطرف الآخر قد خدعه أو أظهر لـه

صورة أخرى لأن هناك تفاصيل كثيرة في حياة كل واحد منا لن يعرفها أحد إلا
بالمعاشرة المباشرة..فطريقة

نومنا وصحونا وعاداتنا الدقيقة والتفصيلية في الطعام ، وعند الغضب بل
وعند الفرح ... تفاصيل كثيرة

ستكتشفها في شريك حياتنا علينا أن نعود للبنود الثلاثة السابقة حتى
نستطيع أن نتعامل معها .

(5)مهم إدراك أن حب الخطوبة غير حب العقد غير حب الزفاف غير حب ما بعد
الإنجاب غير حب سنوات

العِشرة الطويلة ...
لكل طبيعته ومشاكله فلا نحاول أن نمد فترة حب إلى فترة أخرى لأن كل فترة
لها ملابساتها وظروفها وأحداثها

... التي تجعل الحب يتطور ويتحول إلى شكل جديد فلا يتصور أحدهم أن الحب
قد انتهى ... فالحقيقة

أنه موجود ولكن مهم أن ندرك وجوده حتى لا يختفي عندما لا نهتم به لأننا لا
ندرك وجوده فحب الكلمات المعسولة

والرومانسية في الخطوبة غير حب اللحظات الجميلة والفسح ومواقف الأنس في
عقد الزواج ... غير حب

شهر العسل الذي تعبر اللحظات الحميمة الساخنة عنه غير حب الاشتراك في
المسئولية عن الطفل الذي وصل غير

حب العشرة الطويلة والمشاركة في رحلة الكفاح بعد سنوات الزواج ...

إنها قواعد عامة تحتاج إلى من يفهمها ويعيها حتى يعيش سعادة حقيقية في
الزواج شعارها :
بسم الله الرحمن الرحيم "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا
إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في

ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون" صدق الله العظيم (سورة الروم الآية 21).

وفي النهاية نشكرك على مشاركتك ، وندعوك إلى متابعتنا دائما ، وأهلا بك
مرة أخرى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.