النص التربوي الموجه، يكون مذيلا بسؤالين أو أكثر،
والمطلوب من المترشح هو تحليل النص مركزا عليها
بالدرجة الأولى:
1
ــ النص المقترح:
إن توطيد العلاقة بين المعلم و التلميذ يعتبر
الخطوة الأولى و الأكثر أهمية في عملية التنشئة
الاجتماعية التي توليها المدرسة كل اهتمامها و لا
شك أن هذه العلاقة بالنسبة للطفل سوف تنطبع في
نفسه و إحساسه من حيث لا يدري و لا يعلم، و
بالتالي سوف تؤثر إلى حد كبير على كيفية توافقه و
سعادته في المدرسة. كما أن نوعية هذه العلاقة سوف
تحدد المدى الذي سيصل إليه الطفل من نجاح أو فشل.
و
بالنسبة للمدرسة فإن هذه العلاقة المبكرة تعتبر
أيضا ذات أهمية، إذ تساعد على إلقاء الضوء على
الطريقة التي نشأ بها الطفل بواسطة والديه و
علاقته معهما أو مع الكبار الذين سبق و أن تفاعل
معهم في المنزل أو المجتمع الصغير اللذين عايشهما
من قبل. و ذلك لأن درجة التماثل بين التنشئة
الاجتماعية فيما قبل المدرسة و ما تحدثه المدرسة،
سوف يؤثر على ما يتقبله أو ما لا يتقبله الطفل من
خبرات مدرسية جديدة. و إذا ما حدث التباين بين
المعايير التي خبرها الطفل من قبل و معايير
المدرسة، فإن الطفل [...] قد يواجه بمشكلات معقدة
إذ لا يستطيع أن يتخير إتباع أي مجموعة من القيم
في أي وقت و في أي المواقف على أنها أكثر ملاءمة.
د. أحمد فاروق محفوظ و د. شبل بدران (1993) أسس
التربية، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية،
ص.77-78.
أسئلة:
•
أبرز الإشكالية التي يدور حولها النص و حلل
مكوناتها.
•
ناقش النص في ضوء تجربتك المهنية.
2ــ عناصر ميسرة للجواب عن السؤالين:
-
إبراز إشكالية النص و تحليل مكوناتها:
-
الإشكالية:
أهمية العلاقة بين المعلم و التلميذ في العملية
التنشئة الاجتماعية كوظيفة أساسية للمدرسة.
-
المكونات:
*
يحتوي النص على مكونين أساسين:
•
أهمية العلاقة معلم / تلميذ بالنسبة لهذا الأخير.
•
أهمية العلاقة معلم / تلميذ بالنسبة للمدرسة /
المعلم.
*
لاحظ ارتباط هذين المكونين بالإشكالية المطروحة
باعتبارهم بعدين أساسين للعلاقة المذكورة.
*
أبعاد المكون الأول موضوع التحليل:
•
الأهمية أبرزت في شكل التأثير الذي تحدثه تلك
العلاقة في شخصية الطفل / التلميذ، خاصة على مستوى
توافقه الدراسي الذي يمكن مقاربته من زاويتين:
الزاوية الوجدانية و الزاوية المعرفية التحصيلية.
•
يحسن أثناء المقاربة السالفة الذكر عدم إغفال
التأثير اللاشعوري خاصة و أن أثر تلك العلاقة يتم
̋من
حيث لا يدري و لا يعلم̏
الطفل / التلميذ. يمكن التعرض لبعض الآليات التي
من شأنها تكييف العلاقة معلم / تلميذ و خاصة آلية
التقمص و التحويل.
•
يفضي بنا التحليل في هذا الاتجاه إلى إبراز
التداخل الكائن بين الجانبين الوجداني و المعرفي
في شخصية الطفل / التلميذ، و خاصة من حيث تمظهر
الأول و الثاني، فالتعثر الدراسي ذو الطابع
المعرفي قد يكون مؤشرا لخلل في التواصل الوجداني
بين المعلم و التلميذ.
•
التنصيص على
̋نوعية̏
العلاقة في النص يسمح بالوقوف عند تصنيفات العلماء
للتمييز بالخصوص بين العلاقة السلطوية و العلاقة
الديمقراطية للتأكيد على خصائص هذه الأخيرة في
ارتباطها بالتوافق / النجاح الدراسي.
*
أبعاد المكون الثاني موضوع التحليل:
•
الأهمية أبرزت على مستوى ما تتيحه تلك العلاقة
للمدرسة (و للمعلم بالتالي) من إمكانية الإطلاع
على طبيعة التنشئة التي تلقاها الطفل داخل أسرته.
•
يمكن أن يغني تحليل هذا العنصر بيان ما في متناول
المعلم / المدرسة من إمكانيات ذاتية و موضوعية
مرتبطة باستثمار العلاقة معلم / تلميذ، للإطلاع
على التنشئة الاجتماعية الأسرية للتلميذ.
•
تعليل ما تقدم بكون السير الدراسي للطفل محددا
بمدى التقارب بين الأسرة و المدرسة على مستوى
التنشئة الاجتماعية لهذا الأخير. على أن العكس (
أي التباعد) يفضي إلى عجز التلميذ عن اختيار
منظومة القيم الخاصة به و إخفائه بالتالي في تكوين
شخصية منسجمة مستقلة.
•
يمكن تأسيس تحليل هذا العنصر على الاجتهادات
السوسيوــ بيداغوجية التي أعطت لفكرة تمركز
العملية التعليمية / التعلمية حول الطفل، معنى
انفتاح المدرسة، و المنهاج الدراسي بالخصوص، على
الخصوصية المجتمعية للطفل. و ذلك للحيلولة دون
تحول عملية التمدرس إلى عملية اغتراب اجتماعي.
3ــ مناقشة النص في ضوء التجربة المهنية:
ـــ المناقشة تقتضي العودة إلى مكونات النص و
فحصها لبيان أن التجربة المهنية للمتر شح كواقع
معيش، تؤكد صحتها أو عدمها كلا أو بعضا. و هنا
يلزم الإتيان ببراهين و أمثلة تؤكد ذلك.
ـــ الأمثلة و البراهين قد تكون مستقاة من واقع
الممارسة داخل المدرسة ككل أو حتى ثمرة للتفاعل مع
الوثائق الرسمية ( نحيل هنا على المذكرة الوزارية
الصادرة في شأن تمتين العلاقة بين الأسرة و
المدرسة) كما يمكن أن يكون المثال عبارة عن حالة
محددة يعرضها المتر شح بإيجاز مبينا من خلالها مدى
المصداقية الواقعية للنص.
ـــ أحيانا يمكن أن تكون مصداقية بعض أفكار النص
جزئية لحاجتها إلى تعديل نسبي.
ففي هذا النص نجد الكاتب يتحدث عن ضرورة إطلاع
المدرسة / المعلم على التنشئة الأسرية للطفل /
التلميذ و لكن بتركيزه على الزمن الماضي ( نشئ،
الذي سبق و أن تفاعل، عايشها من قبل، فيما قبل
المدرسة، خبرها الطفل من قبل ). و رغم أن هذا صحيح
بدليل الحالات التي تحفل بها مدارسنا و الحالات
التي قدمها علماء النفس و التربية من خلال
مؤلفاتهم، فإن نفس الحالات المذكورة تؤكد أيضا
أهمية الحاضر الأسري للطفل بالنسبة للمعلم /
المدرسة.
ـــ يمكن الختم بتخريج مركز من شأنه فتح آفاق للنص
على الواقع المهني للمتر شح كأن نبين بأن تمتين
العلاقة التربوية بين المعلم و التلميذ و من
خلالها مد جسور التكامل و التعاون بين المدرسة و
الأسرة تستلزم توفر شروط: منها ما هو ذاتي له
اتصال بمواصفات شخصية المعلم كطرف أساس، و منها ما
هو موضوعي مرتبط بإصلاح أحوال المؤسستين المدرسية
و الأسرية خاصة على مستوى إعادة الهيكلة و توزيع
الأدوار في إطار التكامل مع دور المعلم ( دور
جمعية الآباء، دور التعاونية المدرسية، دور
المدير، دور المفتش، و أدوار أطراف أخرى يمكن
اقتراح إحداثها مثل اختصاصي في السيكولوجيا
المدرسية...
منقول بتصرف