|
|
|
لا
مستحييييييييل ؟!!!!!
مستحييييييييل !!!
:
لا مستحييييييييل !!!!!!
يقول ابن القيم- رحمه الله- : لو أن
رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته ؛
لأزاله .
لقد توصلت - بعد سنوات من الدراسة
والبحث والتأمل- إلى : أنه لا مستحيل
في الحياة ؛ سوى أمرين فقط .
الأول : ما كانت استحالته كونية (
فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي
بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ
فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ) (البقرة:
من الآية258)
الثاني : ما كانت استحالته شرعية ؛
مما هو قطعي الدلالة ، والثبوت ، فلا
يمكن أن تجعل صلاة المغرب ركعتين ،
ولا أن يؤخر شهر الحج عن موعده (
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات) (البقرة:
من الآية197) ، ولا أن يباح زواج الرجل
من امرأة أبيه ( إِنَّهُ كَانَ
فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ
سَبِيلاً )(النساء: من الآية22) وما عدا
هذين الأمرين وما يندرج تحتهما من
فروع ؛ فليس بمستحيل .
قد تكون هناك استحالة نسبية لا كلية ،
وهو ما يدخل تحت قاعدة عدم الاستطاعة
فقد يعجز فرد عن أمرٍ ؛ ولكن يستطيعه
آخرون، وقد لا يتحقق هدف في زمن ؛
ولكن يمكن تحقيقه في زمن آخر ، وقد لا
يتأتى إقامة مشروع في مكان ، ويسهل في
مكان ثان ، وهكذا .
إن الخطورة: تحويل الاستحالة الفردية
، والجزئية ، والنسبية ؛ إلى استحالة
كلية شاملة عامة .
إن عدم الاستطاعة هو تعبير عن قدرة
الفرد ذاته ، أما الاستحالة ؛ فهو وصف
للأمر المراد تحقيقه ، وقد حدث خلط
كبير بينهما عند كثير من الناس ،
فأطلقوا الأول على الثاني .
إن من الخطأ أن نحول عجزنا الفردي إلى
استحالة عامة ؛ تكون سبباً في تثبيط
الآخرين ، ووأد قدراتهم ، وإمكاناتهم
في مهدها .
إن أول عوامل النجاح ، وتحقيق
الأهداف الكبرى هو: التخلص من وهم ( لا
أستطيع – مستحيل ) ، وهو بعبارة أخرى:
التخلص من العجز الذهني ، وقصور
العقل الباطن، ووهن القوى العقلية .
إن الأخذ بالأسباب الشرعية ،
والمادية يجعل ما هو بعيد المنال
حقيقة واقعة .
إن كثيراً مـن الـذين يكررون عبـارة :
لا أستطيـع ، لا يشخصون حقيقة واقعـة
،يعذرون بها شرعاً وإنما هو انعكاس
لهزيمـة داخلية للتخلص من المسئولية.
إن من الخطوات العملية لتحقيق
الأهداف الكبرى هو: الإيمان بالله ،
وبما وهبك من إمكانات هائلة تستحق
الشكر. ومن شكرها : استثمارها ؛
لتحقيق تلك الأهداف التي خلقت من
أجله .
أي عذر لإنسان ؛ وهبه الله جميع القوى
التي تؤهله للزواج ، ثم هو يعرض عن
ذلك دون مبرر شرعي . إن هذا من كفر
النعمة لا من شكرها ، وهو تعطيل
لضرورة من الضرورات الخمس التي أجمعت
جميع الديانات السماوية على وجوب
المحافظة عليها ، وهو النسل .
وحري ، بمن فعل ذلك أن تسلب منه هذه
النعمة الكبرى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ
رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ
لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ
كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي
لَشَدِيدٌ) (إبراهيم:7) .
وقل مثل ذلك : في كل نعمة ، وموهبة
وهبها الله الإنسان .
إنني لست بصدد بيان عوامل النجاح ،
ومرتكزات القيادة ، والريادة ؛
ولكنني أحاول أن أزيل هذا الوهم الذي
سيطر على عقول كثير من رجال الأمة ،
وشبابها ؛ فأوصلنا إلى الحالة التي
سرّت العدو ، وأحزنت الصديق .
إن الأمة تمر بحالة تاريخية ذهبية من
العودة إلى الله ، وتلمس طريق النجاة
، والنجاح ، والسعادة ، والرقي .
وإذا لم تستثمر تلك الإمكانات ،
والطاقات الهائلة ، والأمة في حال
إقبالها ؛ فإنه سيكون الأمر أشد
وأعسر في حال فتورها .
إن من الأخطاء التي تحول بين
الكثيرين ، وبين تحقيق أعظم الأهداف
، وأعلاها ثمناً تصور أنه لا يحقق ذلك
إلا الأذكياء .
إن الدراسات أثبتت أن عدداً من عظماء
التاريخ كانوا أناساً عاديين ، بل إن
بعضهم قد يكون فشل في كثير من
المجالات كالدراسة مثلاً .
لا شك أن الأغبياء لا يصنعون التاريخ
؛ ولكن الذكاء أمر نسبي يختلف فيه
الناس ويتفاوتون ، وحكم الناس غالباً
على الذكاء الظاهر ، بينما هناك
قدرات خفية خارقة لا يراها الناس ؛بل
قد لا يدركها صاحبها إلا صدفة ، أو
عندما يصر على تحقيق هدف ما ؛ فسرعان
ما تتفجر تلك المواهب مخلفة وراءها
أعظم الانتصارات ، والأمجاد .
إن كل الناس يعيشون أحلام اليقظة ،
ولكن الفرق بين العظماء وغيرهم : أن
أولئك العظماء لديهم القدرة ، وقوة
الإرادة والتصميم على تحويل تلك
الأحلام إلى واقع ملموس ، وحقيقة
قائمة ، وإبراز ما في العقل الباطن
إلى شيء يراه الناس ، ويتفيئون في
ظلاله .
إن من أهم معوقات صناعة الحياة :
الخوف من الفشل ، وهذا بلاء يجب
التخلص منه، حيث إن الفشل أمر طبيعي
في حياة الأمم ، والقادة ، فهل رأيت
دولة خاضت حروبها دون أي هزيمة تذكر ؟!
وهل رأيت قائداً لم يهزم في معركة قط
؟!
والشذوذ يؤكد القاعدة ، ويؤصلها ،
ولا ينقضها.
إن من أعظم قادة الجيوش في تاريخ
أمتنا – خالد بن الوليد – سيف الله
المسلول ، وقد خاض معارك هزم فيها في
الجاهلية ، والإسلام ، ولم يمنعه ذلك
من المضي قدماً في تحقيق أعظم
الانتصارات ، وأروعها .
ومن أعظم المخترعين في التاريخ
الحديث ؛ مخترع الكهرباء ( أديسون )
وقد فشل في قرابة ألف محاولة ؛ حتى
توصل إلى اختراعه العظيم ، الذي أكتب
لكم هذه الكلمات في ضوء اختراعه
الخالد .
وقد ذكر أحد الكتاب الغربيين ؛ أنه لا
يمكن أن يحقق المرء نجاحاً باهراً
حتى يتخطى عقبات كبرى في حياته .
إن الذين يخافون من الفشل النسبي ، قد
وقعوا في الفشل الكلي الذريع ( أَلا
فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ) (التوبة:
من الآية49)
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
إن البيئة شديدة التأثير على أفرادها
؛ حيث تصوغهم ولا يصوغونها ( إِنَّا
وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ
وَإِنَّا عَلَى )( وَإِنَّا عَلَى
آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)(الزخرف: من
الآية23 )، ولذلك فهي من أهم الركائز
في التقدم ، أو التخلف ، والرجال
الذين ملكوا ناصية القيادة والريادة
؛لم يستسلموا للبيئة الفاسدة ولم
تمنعهم من نقل تلك البيئة إلى مجتمع
يتسم بالمجد والرقي والتقدم ؛ ولذلك
أصبح المجدد مجدداً ؛ لأنه جدد لأمته
ما اندرس من دينها وتاريخها وقد ختمت
النبوة بنبينا محمد -صلى الله عليه
وسلم - فلم يبق إلا المجددون
والمصلحون ؛ يخرجونها من الظلمات إلى
النور فحري بك أن تكون أحد هؤلاء .
وأختم هذه المقالة بإشارات تفتح لك
مغاليق الطريق :
1-ذلك الكم الهائل من عمرك والذي يعد
بعشرات السنين ، قد تحقق من أنفاس
متعاقبة وثوان متلاحقة ، وآلاف
الكيلو مترات التي قطعتها في حياتك ؛
ليست إلا خطوات تراكمت فأصبحت شيئاً
مذكوراً.
وكذلك الأهداف الكبرى ؛ تتحقق رويداً
رويدا ، وخطوة خطوة ، فعشرات
المجلدات التي يكتبها عالم من
العلماء ، ليست إلا مجموعة من الحروف
ضم بعضها إلى بعض ، حرفاً حرفاً ؛
فأصبحت تراثاً خالداً على مر الدهور
والأجيال .
2-علو الهدف يحقق العجائب ، فمن كافح
ليكون ترتيبه الأول ؛ يحزن إذا كان
الثاني ومن كان همه دخول الدور
الثاني ؛ يفرح إذا لم يرسب إلا في نصف
المقررات والمواد .
وإذا كانت النفوس كـباراً
تعبت في مرادها الأجسام
مـن يهـن يسهــــــل عليه
ما لجــــرح بميت إيـلام
3-الإبداع لا يستجلب بالقوة , وتوتر
الأعصاب ؛ وإنما بالهدوء , والسكينة
وقوة الإيمان , والثقة بما وهبك الله
من إمكانات ، مع الصبر والتصميم ,
وقوة الإرادة والعزيمة ؛ ولذلك فأكثر
الطلاب تفوقاً ؛ أكثرهم هدوءاً ,
وأقلهم اضطراباً عند الامتحان . وكان
النبي -صلى الله عليه وسلم- أشجع
الناس ، وأربطهم جأشاً ، وأثبتهم
جناناً ، وأقواهم بأساً ؛ يتقون به
عند الفزع لا يعرف الخوف إلى قلبه
سبيلاً .
4-التفكير السليم المنطقي يقود إلى
النجاح ، والتخطيط العلمي العملي
طريق لا يضل سالكه .
وفشل كثير من المشروعات منشؤه الخطأ
في طريقة التفكير ، والمقدمات
الخاطئة تقود إلى نتائج خاطئة .
5-الواقعية لا تتعارض مع تحقيق أعظم
الانتصارات , والريادة في صناعة
الحياة ؛ بل هي ركن أساس من أركانها ،
وركيزة يبنى عليها ما بعده ، وعاصم من
الفشل والإخفاق بإذن الله .
6- كثير من المشكلات الأسرية ,
والشخصية , والاجتماعية ؛ منشؤها
توهم صعوبة حلها , أو استحالته . بينما
قد يكون الحل قاب قوسين أو أدنى ؛
ولكن الأمر يحتاج إلى عزيمة وتفكير ،
يبدأ من تحديد المشكلة ثم تفكيكها
إلى أجزاء ، ومن ثم المباشرة في علاج
كل جزء بما يناسبه .
7– ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِين ُ) (الفاتحة:5) جماع الأمر
، ومدار العمل ، والقاعدة الصلبة
التي بدونها تكون الحياة هباء
منثوراً .
أخذنا من وقتكم كثيراً ، فهلموا إلى
العمل والمجد والخلود .
بقلم أ.د. ناصر بن سليمان العمر 30/10/1422هـ
رابط الموضوع الأصلي :
http://www.islamtoday.net/articles/...id=39&artid=492
من منتدى سوالف
للجميع
|
|
|
|