ابن حزم الأندلسي
ابن حزم الأندلسي (384 - 456هـ، 995 - 1063م). علي بن أحمد بن سعيد بن حزم،
الأندلسي، الظاهري، شاعر وكاتب وفيلسوف وفقيه. ولد في مدينة قرطبة وكان يلقب
القرطبي إشارة إلى مولده ونشأته.
اختُلف في نسبه، أينحدر من أصول فارسية أم من أصل أسباني أم هو عربي صميم النسب؟!.
وعلى كلٍّ، فقد كانت أسرته من تلك الأسر التي صنعت تاريخ الأندلس.
عَمُرَت حياته في صباه بالدرس والتحصيل، فأخذ المنطق عن محمد بن الحسن القرطبي،
وأخذ الحديث عن يحيى بن مسعود، وأخذ الفقه الشافعي عن شيوخ قرطبة، ونشأ شافعي
المذهب ثم انتقل إلى المذهب الظاهري حتى عرف بابن حزم الظّاهري.
عانى ابن حزم من الفتنة التي شبت بقرطبة، وكتب متمثلاً تلك الفترة في كتابه طوق
الحمامة في الألفة والأُلاف. ثم ترك قرطبة واستقر بمدينة ألمريّة، وكان مشغولاً
بهاجس السياسة وإعادة الخلافة للأمويين. ولقي من جراء ذلك عذابًا كثيرًا؛ فظل يعاني
النفي والتشريد بعيدًا عن قرطبة، ويحن للعودة إليها. ولما سقطت الخلافة الأموية
نهائيًا بالأندلس وزالت دولة الأمويين، تفرغ ابن حزم للعلم والتأليف. فأثرى المكتبة
العربية بمؤلفات مفيدة في مختلف فروع المعرفة من أشهرها: الفِصَل في المِلَلْ
والأهواء والنِّحَل؛ طوق الحمامة؛ جمهرة أنساب العرب؛ نُقَطُ العروس؛ ورسالته في
بيان فضل الأندلس وذكر علمائه؛ الإمامة والخلافة؛ الأخلاق والسير في مداواة النفوس
والمحلّى بالآثار؛ الإحكام في أصول الأحكام.
يُعد ابن حزم درة في تاريخ الأندلس السياسي والفكري والأدبي، وقد عاش حياة مليئة
بالمحن والمصائب، قضاها مناضلاً بفكره وقلمه، أكثر من أربعين عامًا، ولكن فقهاء
عصره حنقوا عليه وألبوا ضده الحاكم والعامة، إلى أن أحرقت مؤلفاته ومزقت علانية
بإشبيلية. توفي بقرية منتليشم من بلاد الأندلس.
المصدر / الموسوعة
العربية
العالمية
الإمام علي بن حزم
الأندلسي
384 / 456 هـ
ترجمته /
هو الأمام البحر , ذو الفنون والمعارف , أبو محمد , علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن
غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي اليزيدي مولى
الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي ,أندلسي أصله من بادية ولبة , أكبر علماء
الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري ، وهو إمام حافظ , فقيه ظاهري ، ومجدد القول
به، بل محيي المذهب بعد زواله في الشرق ، متكلم ، اديب ، وشاعر , و ناقد محلل ، بل
وصفه البعض بالفيلسوف , وزير سياسي لبني امية. يعد من أكبر علماء الأندلس . قام
عليه جماعة من المالكية وشرد عن وطنه . توفي في منزله في أرض أبويه منت ليشم (مونتيخار,
لبله, ولبة حاليا)
مؤلفاته /
هو أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري , ألف ابن حزم في الأدب كتاب
طوق الحمامة ، وألف في الفقه وأصول الفقه , وشرح منطق أرسطو و اعاد صياغة الكثير من
المفاهيم الفلسفية , و ربما يعتبر أول من قال بالمذهب الاسمي في , الفلسفة الذي
يلغي مقولة الكليات الأرسطية ( الكليات هي أحد الأسباب الرئيسة للكثير من الجدالات
بين المتكلمين و الفلاسفة في , الحضارة الإسلامية و هي أحد أسباب الشقاقات حول
طبيعة الخالق و صفاته ) . ذكر ابنه أبو رافع الفضل أن مبلغ تآليف أبي محمد هَذَا
فِي الفقه والحديث والأصول والتاريخ والأدب وغير ذَلِكَ بلغ نحو أربع مئة مجلد
تشتمل عَلَى قريب من ثمانين ألف ورقة .
نشأته \
نشأ في تنعُّم ورفاهية ، ورُزق ذكاء مفرطاً ، وذهناً سيَّالاً ، وكتباً نفيسة كثيرة
. وكان والده من كبراء أهل قرطبة ؛ عمل الوزاره في الدولة العامرية وكذلك وزر أبو
محمد في شبيبته .
وكان قد مهر أولاً في الأدب والأخبار والشعر ، وفي المنطق وأجزاء الفلسفة ، فأثرت
فيه تأثيراً ليته سلم منها ، فإنه رأس في علوم الإسلام متبحر في النقل ، عديم
النَّظير ، على يُبسٍ فيه ، وفرط ظاهرية ، في الفروع لا في الأصول .
قيل أنه تفقه أولاً للشافعي ، ثم أدّاه اجتهاده إلى القول بنفي القياس كله ، جليّه
وخفيه والأخذ بظاهر النص وعموم الحديث ، والقول بالبراءة الأصلية واستصحاب الحال .
نماذج من شعره /
يقول ابن حزم فيما أحرق له المعتضد بن عباد من الكتب ، يقول :
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي
تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يسير معي حيث استقلت ركائبـي
وينزل إن أنزل ويدفن في قبري
دعوني من إحراق رق وكاغدٍ
وقولوا بعلم كي الناس من يدري
وإلا فعودوا في المكاتيب بدأةً
فكم دون ما تبغون لله سترة
كذاك النصارى يحرقون إذا علت
أكفّهم القرآن في مُدن الثغر
وله يفتخر :-
أنا الشمس في جو العلوم منيرة
ولكن عيبي أن مطلعي الغربُ
ولو أنني من جانب الشرق طالع
لجدَّ على ما ضاع من ذكري النهبُ
ولي نحو أكناف العراق صبابة
ولا غرو أن يستوحش الكلف الصبُّ
فإن يُنزل الرحمن رحلي بينهم
فحينـئذ يبدو التأسف والكربُ
فكم قائل أغفلته وهو حاضرٌ
وأطلب ما عنه تجيء به الكتبُ
هنالك يدرى أن للبعد قصةً
وأن كساد العلم العلم آفته القربُ
فواعجباً من غاب عنهم تشوّقوا
له ودنو المرء من دراهم ذنبُ