" وصية إلى ولدي"
للمنفلوطي
لي ولد وحيد في السابعة من عمره لا أستطيع على حبه إياه وافتتاني به أن أتركه من
بعدي غنياً لأني فقير وما أنا بآسف على ذلك ولا مبتئس لأني أرجو بفضل الله وعونه ورحمته
وإحساسه أن أترك له ثروة من العقل والأدب هي عندي خير ألف مرة من ثروة
الفضة والذهب .
أحب أن ينشأ معتمداً على نفسه في تحصيل رزقه وتكوين حياته لا على أي شيء آخر حتى
الثروة التي يتركها له أبوه ومن نشأ هذا المنشأ وألف ألا يأكل إلا من الخبز الذي
يصنعه بيده نشأ عزوفاً عيوفاً
(عازفاً) مترفعاً لا يتطلع إلى ما في يد غيره ولا يستعذب
طعم الصدقة والإحسان .
أحب أن يعيش فرداً من أفراد هذا المجتمع الهائل المعترك
(أي الصراع)
في ميدان
الحياة يصارع العيش ويغالبه ويزاحم العاملين بمنكبيه ويفكر ويتروى ويجرب ويختبر
ويقارب الأمور بأشباهها ونظائرها ويستنتج نتائج الأشياء من مقدماتها ويعثر
(يزل ، يقع) مرة وينهض أخرى ويخطئ حيناً
ويصيب أحياناً فمن لا يخطئ لا يصيب ومن لا يعثر لا ينهض حتى تستقيم له
شئون حياته .
ذلك خير له من أن يجلس في شرفة من شرف قصره مطلاً على العاملين والمجاهدين يمتع
نظره بمرآهم كأنما يشاهد رواية تمثيلية في أحد ملاعب التمثيل .
أحب أن يمر بجميع الطبقات ويخالط جميع الناس ويذوق مرارة العيش ويشاهد بعينيه
بؤس البؤساء وشقاء الأشقياء ويسمع بأذنيه أنات المتألمين وزفرات المتوجعين ؛ ليشكر
الله على نعمته إن كان خيراً منهم ويشاركهم في همومهم وآلامهم إن كان حظه في
الحياة مثل حظهم لتنمو في نفسه عاطفة الرفق والرحمة فيعطف على الفقير عطف الأخ على
الأخ ويرحم المسكين رحمة الحميم
(القريب)
للحميم .
الآن أستطيع غير خاشٍ لوما ولا عيباً أن اقضي للناشئ الفقير على الناشئ الغني قضاء
لا مجاملة فيه ولا محاباة ومن ذا الذي يجامل الفقراء ويحابيهم وأن أقول للناشئ
الفقير صبراً يا بني وعزاء فإنك لم تخلق إلا للعمل فاعمل واجتهد ولا تعتمد في
حياتك إلا على نفسك ولا تحصد غير الذي زرعته يدك فإن لم تجد معلماً فعلم نفسك والزمن خير مؤدب
ومهذب وإن ضاقت بك المدارس فادرس في مدرسة الكون ففيها علوم
الحياة بأجمعها وإن كنت ممن لا يعدون وظائف الحكومة ومناصبها غنماً
(مكسباً) عظيما كما
يعدها القعدة العاجزين فها هو ذا فضاء الأرض أمامك فامش فيه وفتش عن قوتك كما تفتش
عنه الطيور التي ليس لها مثل عقلك وقوتك فإن الله لم يخلقك في هذا العالم ولم
يبرزك إلى هذا الوجود لتموت فيه جوعاً أو تهلك ظمأ ولا تصدق ما يقولونه لك من أن
الناشئ الغني أسعد منك حالاً وأوفر حظاً وإن راقك
(أعجبك)
منظره وأعجبك ظاهره
فلكل نفس
همومها وآلامها وهموم الفقر على شدتها أقل هموم الحياة وأهونها .
و حسبك من السعادة في الدنيا ضمير تقي ونفس هادئة وقلب شريف وأن تعمل بيدك فترى
بعينك ثمرات أعمالك تنمو بين يديك وتترعرع فتغتبط
(تسعد)
بمرآها اغتباط الزارع بمنظر الخضرة والنماء في الأرض التي فلحها بيده وتعهدها بنفسه
وسقاها من عرق جبينه .
اللغويــات :
افتتاني : إعجابي
- مبتئس : حزين × فرح
- تحصيل : تجميع
- عزوفاً : زاهداً
- عيوفاً : عازفاً ، كارهاً ، تاركاً
- مترفعاً : متسامياً ، متنزهاً
- يستعذب : يستلذ ، يجده عذباً
- الإحسان : البر
- المعترك : أي الصراع
- يصارع العيش : يغالبه
- يغالبه : يحاول أن يقهره
- بمنكبيه : م منكب وهو مجتمع رأس العضد والكتف ج مناكب
- يتروى : ينظر ويتفكر في الأمر ، يتأنى × يتعجل
- بأشباهها : أمثالها م شبيه , شبه
- نظائرها : م نظيرة , أما نظير فجمعها نظراء
- يستنتج : يستنبط
- يعثر : يزل ، يكبو ، يقع × ينهض
- يصيب : يحقق والمراد × يخطئ
- بمرآهم : برؤيتهم
- ملاعب التمثيل : أماكنه
- بؤس : شقاء × نعيم
- البؤساء : م بائس وهو الفقير شديد الحاجة × السعداء
- شقاء : تعاسة
- الأشقياء : التعساء
- أنات : تأوهات م أنة
- زفرات : م زفرة وهي إخراج النفس بعد مده
- نعمته : عطيته من رزق ومال ونحوه ج نعم ، أنعام × نقمة
- الحميم : القريب ج أحِمَّاء × البعيد
- أقضي : أحكم
- مجاملة : عامله بالجميل ، لطف
- محاباة : ميل ، تحيز ، انحياز
- يجامل : يلاطف
- يحابيهم : يميل إليهم , يختصهم
- عزاء : صبر ، سُلْوان
- تحصد : أي تجني
- غنماً : غنيمة ، مكسباً × غرماً ، خسارة
- القعدة : المتراخين ، المتقاعسين ، الكسالى م قاعد × النشيطين
- العاجزين : أي المتكاسلين × القادرين
- يبرزك : يظهرك × يخفيك
- راقك : أعجبك
- حسبك : يكفيك
- تقي : ورع يخاف الله × فاجر، فاسق
- تترعرع : تنشأ ، تتحرك
- فتغتبط : تفرح
- بمرآها : برؤيتها
- فلحها : شقها ، حرثها ، والمراد : زرعها
- عرق جبينه : أي من عمله
- يعثر : يزل ، يكبو ، يقع × ينهض
- عتباً : لوماً
- أهونها : أسهلها
س & جـ
س1:
ما أهم ما يتركه الآباء لأبنائهم ؟ ولماذا ؟
جـ :
أهم ما يتركه الآباء لأبنائهم : النصائح الغالية .
- لأنها
تنقل خبرة جيل إلى جيل آخر لمنعه من الوقوع في الأخطاء .
س2:
لماذا لا يستطيع الكاتب أن يترك ابنه من بعده غنياً ؟ وما شعوره تجاه ذلك ؟
جـ : لأنه فقير .
- لا
يشعر بالأسف أو الضيق لذلك .
س3:
ما الثروة التي يتمنى الكاتب أن يتركها لابنه ؟
جـ :
يتمنى أن يترك له ثروة
من العقل والأدب التي هي عند الكاتب خير ألف مرة من ثروة الفضة والذهب .
س4:
ما التنشئة التي أراد الكاتب أن ينشئ ابنه عليها ؟
جـ :
أحب
أن ينشأ معتمداً على نفسه في تحصيل رزقه وتكوين حياته لا على أي شيء آخر حتى الثروة
التي يتركها له أبوه .
س5:
ما أثر أن ينشأ الإنسان معتمداً على نفسه ؟
جـ :
من نشأ
معتمداً على نفسه
وألف
(اعتاد) ألا يأكل
إلا من الخبز الذي الذي يصنعه بيده نشأ عزوفاً
(زاهداً) عيوفاً
(تاركاً)
مترفعاً لا يتطلع إلى ما في
يد غيره ولا يستعذب طعم الصدقة والإحسان .
س6:
لماذا
أحب الكاتب أن
يعيش ابنه فرداً من أفراد هذا المجتمع الهائل ؟
جـ :
أحب الكاتب ذلك
؛ ليصارع
العيش ويغالبه ويزاحم العاملين بمنكبيه - يفكر ويتروى ويجرب ويختبر ويقارب الأمور
بأشباهها ونظائرها - يستنتج نتائج الأشياء من مقدماتها - يعثر مرة وينهض أخرى -
يخطئ حيناً ويصيب أحياناً فمن لا يخطئ لا يصيب ومن لا يعثر لا ينهض حتى تستقيم له
شئون حياته - يمر بجميع الطبقات ويخالط جميع الناس - يذوق مرارة العيش
ويشاهد بعينيه بؤس البؤساء وشقاء الأشقياء ويسمع بأذنيه أنات المتألمين وزفرات
المتوجعين ، وبذلك يصبح
قوياً يستطيع مجابهة مشاق الحياة .
س7:
الصراع
في الحياة والكفاح خير للابن . وضح .
جـ : بالفعل فالصراع في الحياة والكفاح خير للابن
من أن يكون غنياً يجلس
في شرفة من شرف قصره مطلاً على العاملين والمجاهدين يمتع نظره بمرآهم كأنما يشاهد
رواية تمثيلية في أحد ملاعب التمثيل ، فالصراع هو الذي يقويه ويمده بالإصرار لتحقيق
الطموحات .
س8:
لماذا أراد الكاتب لابنه أن يمر بجميع الطبقات
ويخالط جميع الناس ؟
جـ :
ليشكر الابن الله على
نعمته إن كان خيراً منهم ، ويشاركهم في همومهم وآلامهم إن كان حظه في الحياة مثل
حظهم ؛ لتنمو في نفسه عاطفة الرفق والرحمة فيعطف على الفقير عطف الأخ على الأخ
ويرحم المسكين رحمة الحميم
(القريب)
للحميم .
س9:
ما فائدة مخالطة الفقراء والمساكين للابن ؟
جـ : فائدة مخالطة
الفقراء
: تنمو في نفسه عاطفة الرفق والرحمة فيعطف الإنسان على الفقير عطف الأخ على الأخ .
-
وفائدة
مخالطة المساكين :
تجعله يرحمهم رحمة الحميم
(القريب)
للحميم .
س10:
بمَ نصح
الكاتب ابنه الناشئ الفقير ؟
جـ :
نصح الكاتب ابنه الناشئ الفقير بـ :
1 -
الصبر والعمل والاجتهاد فهو لم يخلق إلا للعمل.
2 - عدم الاعتماد في حياته إلا على نفسه .
3 - ألا يحصد غير ما زرعته يده .
4 - إن لم يجد معلماً فعليه أن يعلم نفسه
فالزمن خير مؤدب
ومهذب .
5 - إن ضاقت به المدارس فليتعلم في مدرسة الحياة .
6 - أن ينطلق في الأرض باحثاً على رزقه غير معتمد على وظائف الحكومة .
7 - ألا يصدق ما يقوله البعض أن الناشئ الغني أسعد منك حالاً أو أوفر حظاً إذا كنت
فقيراً .
س11:
بمَ وصف الكاتب من يعتمدون على وظائف الحكومة ؟
جـ : وصف
الكاتب الذين يعتبرون وظائف الحكومة ومناصبها غنماً بأنهم قعدة عاجزون .
س12:
ما أقل هموم في الحياة
؟
جـ :
أقل هموم في الحياة هي :
هموم الفقر التي على شدتها أقل هموم الحياة وأهونها
.
س13:
كيف نصل إلى السعادة في الدنيا ؟
جـ :
نصل إلى السعادة في الدنيا بضمير تقي - ونفس هادئة -
وقلب شريف - وأن نعمل بأيدينا فنرى ثمرات أعمالنا تنمو بين يدينا وتترعرع فنغتبط
(نسعد)
بمرآها اغتباط الزارع بمنظر الخضرة والنماء في الأرض التي فلحها بيده وتعهدها بنفسه
وسقاها من عرق جبينه .
س14: من كاتب هذا المقال ؟ وماذا تعرف عنه ؟
جـ :
الكاتب :
مصطفى لطفي المنفلوطي أديب مصري نابه في الإنشاء والأدب ، ولد في منفلوط سنة 1876م
. تعلم في الأزهر الشريف ، ومن مؤلفاته : العبرات - في سبيل التاج - النظرات ، وهذا
النص من كتاب ( النظرات ) – الجزء الأول .
تدريبات :
(1)
س1 : ضع علامة
(صح)
أمام
العبارة الصحيحة وعلامة
(خطأ)
أمام العبارة الخاطئة :
1
- يمتلك المنفلوطي أسرة كبيرة العدد.
2 - الكاتب مفتتن بولده لا يستطيع أن يتركه غنيا لأنه فقير.
3 - يفضل الكاتب أن ينشأ ابنه عيالا على غيره.
4 - يحب الكاتب أن يعيش ابنه مفكرا ومجربا ومستنتجا.
5 - يعلم الكاتب ابنه كيفية الجلوس في الشرفة ليمتع نظره برؤية العاملين.
6 - يفضل الكاتب أن يمر ابنه بجميع الطبقات في المجتمع ويخالط جميع الناس.
7 - الكاتب يبعد عن ابنه مشاهد البؤس والشقاء.
8 - من يشاهد بعينيه بؤس البؤساء يشكر الله على نعمته إن كان خيرا منهم.
9 - لابد للقاضي أن يقضى للفقير على الغنى ويجامله.
10 - أوصى الكاتب الناشئ الفقير بالصبر والعزاء فإنه لم يخلق للعمل.
11 - يحصد الإنسان غير الذي زرعته يداه.
12 - الزمن خير مؤدب ومهذب.
13 - من ضاقت به المدارس فعليه أن يدرس في مدرسة الكون.
14 - ينصح الكاتب ابنه التعلم من الطيور في تحصيل رزقها.
15 - الناشئ الغنى أسعد حالا من الناشئ الفقير.
16 - حسب الإنسان من السعادة في الدنيا ضمير تقي .
17 - السعادة الحقيقية أن يعمل الإنسان بيده ويرى ثمرة عمله.
(2)
(لي
ولد وحيد في السابعة من عمره لا أستطيع على حبه إياه وافتتاني به أن أتركه من بعدي
غنياً لأني فقير وما أنا بآسف على ذلك ولا مبتئس لأني أرجو بفضل الله وعونه ورحمته
وإحساسه أن أترك له ثروة من العقل والأدب هي عندي خير ألف مرة من ثروة الفضة والذهب
.. أحب أن ينشأ معتمداً على نفسه في تحصيل رزقه وتكوين حياته لا على أي شيء آخر حتى
الثروة التي يتركها له أبوه).
(أ) - ما مرادف (افتتاني) وما مضاد (رحمته)؟ وما جمع (حياته) ؟
(ب) - ما الذي يحب الأب أن يتركه له بعد مماته ؟ وما رأيك في هذه التركة ؟
(جـ) - ما فائدة أن ينشأ الإنسان معتمداً على نفسه ؟
(د) - بمَ يوحي التعبير بـ(أترك له ثروة من العقل والأدب) ؟
(هـ) - الصراع في الحياة والكفاح خير للابن . وضح مبيناً رأيك .
(3)
(أحب
أن يمر بجميع الطبقات ويخالط جميع الناس ويذوق مرارة العيش ويشاهد بعينيه بؤس
البؤساء وشقاء الأشقياء ويسمع بأذنيه أنات المتألمين وزفرات المتوجعين ؛ ليشكر الله
على نعمته إن كان خيراً منهم ويشاركهم في همومهم وآلامهم إن كان حظه في الحياة مثل
حظهم لتنمو في نفسه عاطفة الرفق والرحمة فيعطف على الفقير عطف الأخ على الأخ ويرحم
المسكين رحمة الحميم للحميم ).
(أ) - هات من الفقرة السابقة كلمة بمعنى (تعاسة - يطعم) ، وكلمة مضادها (البعيد -
يجحد) .
(ب) - ما الذي أحب الأب أن يعايشه الابن ؟ ولماذا ؟
(جـ) - بمَ يوحي التعبير (يشاركهم في همومهم وآلامهم) ؟
(د) - لماذا لا يستطيع الكاتب أن يترك ابنه من بعده غنياً ؟ وما شعوره تجاه ذلك ؟
(هـ) - ما علاقة (ليشكر الله على نعمته) بما قبلها ؟
(4)
(و حسبك
من السعادة في الدنيا ضمير تقي ونفس هادئة وقلب شريف وأن تعمل بيدك فترى بعينك
ثمرات أعمالك تنمو بين يديك وتترعرع فتغتبط بمرآها اغتباط الزارع بمنظر الخضرة
والنماء في الأرض التي فلحها بيده وتعهدها بنفسه وسقاها من عرق جبينه ) .
(أ) - اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :
- مرادف (تغتبط) : (تشاهد - تتمنى - تسعد - تحلم)
- مضاد (تعهدها) : (تبادلها - أهملها - حقرها - شوهها)
- جمع (الدنيا) : (الدنا - الدنيوات - الدواني - الدنان)
(ب) - ما الذي يكفي الابن ليحقق سعادته في الدنيا ؟
(جـ) - بمَ يوحي التعبير (يشاركهم في همومهم وآلامهم) ؟
(د) - يرى الكاتب أن الناشئ الفقير أفضل من الناشئ الغني . علل.
(هـ) - أيهما يفضل الكاتب لولده: مزاحمة العاملين بمنكبيه أم إمتاع النظر بمرآهم من
شرفة قصره ؟ ولماذا ؟