العلم
حياة
لسابق بن عبد الله البربري
(? - 132 هـ / ? - 749 م)
التعريف بالشاعر :
فقيه ومحدث وأحد شعراء الزهد في العهد الأموي أخذ الشعر عنه وتتلمذ
على يده أبو
العتاهية ، من أهل خراسان
(مقسمة ما بين إيران وطاجيكستان وأوزبكستان وأفغانستان وتركمنستان الآن) ، سكن الرقة ، عرف بأبي أمية البربري
، والبربري لقب له ولم
يكن من البربر وكان قاضى الرقة
بالموصل وإمام مسجدها وكثيراً ما وفد على عمر بن عبد العزيز فأنشده من مواعظه ؛
لأنه يعلم أن الدين النصيحة ، وأحق الناس بالنصيحة الحاكم .
التمهيد :
في حياة الإنسان قيم لا يعيش بدونها ؛ قيم روحية وقيم مادية ، ومن
القيم الروحية
: الإيمان بالقضاء والقدر ، والتقوى ، والهدى ، والحق. أما
القيم المادية
فهي استشارة الآخرين ، وطلب الحق ، والظفر بالأشياء والبصر بالأمور ، والعلم الذي
يكشف مكنون الأشياء فيجعلها واضحة جلية ، كما يجلو القمر الظلام . ومن هذه المعاني
وتلك القيم انطلق الشاعر يضمنها هذا النص.
بيئة النص:
ينتمي هذا النص إلى العصر الأموي ، ويمثل غرضاً من أغراض الشعر ، وهو النصح والإرشاد الذي يتسق مع طبيعة الفترة التي عاش فيها الشاعر معاصراً الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين ، حيث كان سابق البربري يفد على الخليفة يعظه . ويؤكد بعض القيم مثل : استشارة الآخرين والعدل والحق والعلم والتقوى مركزاً على أثر العلم في حياة الإنسان.
مناسبة
القصيدة
يقال : أن عمر بن العزيز كتب إلى سابق البربري ينشده الوعظ والنصيحة فأرسل إليه بهذه
القصيدة ..
وهناك من يقول أن سابق البربري أرسلها لعمر كتعزيه بوفاة ولده .
لمعرفة المزيد عن سابق بن عبد الله البربري اضغط هنا
الأبيات :
1 -
بِاسـمِ الذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِندِهِ السُّوَرُ
والحَــمدُ للَّهِ أمَّا بَعدُ يا عُـمَرُ
2 - إن كنتَ تَعــلَمُ ما تأتي وما تَـذَر
فَكُن
على حَــذر قد يَنفَعُ الحَذَرُ
3 - واسـتَخبِرِ الناسَ عمّا أنت جَـاهِلُه
إذا
عَمِيتَ فقد يَجلو العَمَى الخَبَرُ
اللغويات :
أنزلت
: هبطت
×
رُفِعَت -
السور
:
م
سورة -
الحمد
: الثناء ، الشكر
×
الذم ، الجحود -
أما بعد
: فصل خطاب لفصل المقدمة عن الموضوع -
تعلم
: تعرف
×
تجهل -
ما تأتي
: ما تفعل
×
تترك ، تذر -
تذر
: تترك
ماضيه
: وذر -
حذر
: حيطة ، احتراس
×
تهور ، اندفاع ، غفلة -
ينفع
: يفيد
×
يضر -
استخبر
: اطلب المعرفة الصحيحة ، اسأل ، استشر
×
أخبر -
عميت
: أي جهلت
×
أدركت ، أبصرت -
يجلو
: يزيل
، يكشف
×
يثبت -
العمى
: أي الجهل -
الخبر
: أي المعرفة والعلم والإدراك .
لمعرفة المزيد عن الفروق اللغوية اضغط هنا
الشـرح :
(1) يبدأ الشاعر النص باسم الله الذي أنزل سور القرآن لهداية البشرية وبعد أن حمد الله وجه خطابه إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز قائلاً : (2) إن كنت تعرف ما تحب أن تفعل ، وما يجب أن تترك ، فإن عليك أن تكون حذراً واحترس ، فقد يمنع الحذر من وقوع الشر . (3) واسأل واستشر ذوي الخبرة وأهل المعرفة عما لا تعرفه ، فقد يزيل الاستخبار ما خفي عليك ويكشف لك جوانب لم تكن مدركة من قبل .
س1 : تبدو
الروح الإسلامية واضحة في مطلع القصيدة . وضح .
جـ :
بالفعل الروح الإسلامية واضحة في مطلع القصيدة نشعر بها في قول الشاعر : "بِاسـمِ
الذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِندِهِ السُّوَرُ
" وقوله : "
والحَمدُ
للَّهِ
" ، وهي بداية تدل على النزعة الإيمانية .
س2 : بم
تفسر خطاب سابق لعمر بن عبد العزيز ؟
جـ : لأنه يؤمن بأن الدين النصيحة ، لذلك فهو يسدي نصائحه للخليفة ، ويذكِّره بما
ينبغي أن يكون عليه ،
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)
(الذاريات:55)
س3 : ما
النصائح التي قدمها الشاعر لعمر في الأبيات السابقة ؟
جـ : أن
يكون على
حذر
في كل الأمور التي يبحث عنها أو في الأمور التي يريد أن يتركها ، وأن
يسأل ذوي الخبرة وأهل المعرفة عما لا يعرفه ، فقد يزيل الاستخبار
(السؤال)
ما خفي عليه ويكشف له
جوانب لم تكن مدركة من قبل ، وتذكر
(لا خاب من استشار).
س 4 : علل : حِرْص كل حاكم على أن يكون له مستشارون في كافة المجالات . [أجب بنفسك] .
التذوق :
(بِاسمِ الذِي) : إيجاز بحذف المبتدأ ، وتقديره : (ابتدائي أو قولي) .
(بِاسمِ الذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِندِهِ السُّوَرُ) : كناية عن الله سبحانه وتعالى ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(أُنزِلَتْ مِنْ عِندِهِ السُّوَرُ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (من عنده) على نائب الفاعل (السور) يفيد التخصيص والتوكيد ، وبناء الفعل (أنزلت) للمجهول إيجاز بالحذف للعلم بالفاعل وهو الله .
(أمَّا بَعدُ) : استخدام " أما بعد " التي تستخدم في الخطابة (النثر) يدل علي أن الشاعر أثرت فيه الروح الإسلامية تأثيراً عظيماً .
(يا عُمَرُ) : نداء للتعظيم ولجذب الانتباه لما هو قادم .
(السور - عمر) : محسن بديعي / تصريع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .
(تأتي - تَذَر) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد ، وأيضاً إيجاز بحذف المفعول به يفيد العموم والشمول .
(تَذَر - حَذر) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .
(فَكُن على حَذر) : أسلوب إنشائي / أمر ، غرضه : النصح والإرشاد .
(فَكُن على حَذر) : نتيجة للشرط قبلها (إن كنتَ تَعـلَمُ) .
(قد يَنفَعُ الحَذَرُ) : استخدام (قد + الفعل المضارع ينفع) للشك في نفع المعرفة أمام قضاء الله ؛ لأن الله غالب علي أمره ، قال رسول الله - - : " لا يُنْجِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ .." .
(قد يَنفَعُ الحَذَرُ) : إطناب بالتذييل يؤكد المعنى ، والجملة فيها تعليل لما قبلها .
(حَذر - الحَذَرُ) : تكرار للتوكيد .
(واستَخبِر الناس) : أسلوب إنشائي / أمر ، غرضه : النصح والإرشاد ، وجاءت كلمة (الناس) معرفة ؛ للتخصيص أي أصحاب الخبرة والمعرفة والعلم .
(عمّا أنت جَـاهِلُه) : التعبير بـ(ما) الاسم الموصول يفيد العموم والشمول ، و(أنت) للتخصيص .
(إذا عَمِيتَ) : كناية عن الجهل وعدم المعرفة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(يَجلو العَمَى الخبر) : استعارة مكنية حيث شبه الخبر بشخص يزيل ويجلي ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وصور العمى بشيء مادي يزال ويمحى ، وسر جمال الصورة التجسيم .
(العَمَى) : استعارة تصريحية ، حيث صور الشاعر الجهل الذي يتخبط فيه الجاهل بالعمى ، وسر جمال الصورة : التوضيح ، وهي صورة توحي ببشاعة الجهل والتنفير منه .
(يَجلو العَمَى الخبرُ) : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (العمى) على الفاعل (الخبر) يفيد التخصيص والتوكيد والاهتمام بالمتقدم .
(قد يَجلو العَمَى الخبر) : إطناب بالتذييل يؤكد المعنى ، والجملة فيها تعليل لما قبلها .
(استَخبِر - الخبرُ) ، (عَمِيتَ - العَمَى) : محسن بديعي / جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .
الأبيات :
4 - مَن يَطلُبِ الجَورَ لا يَظفَر بحـاجَتهِ
و طالِبُ
الحقِّ قد يُهـدَى له الظَّفَرُ
5 - وفي الهُدَى عِبَرٌ تَشفَى القلوبُ بها
كالغَيثِ
يَنضِرُ عن وَسمِيِّه الشَّجـَرُ
6 - وليسَ ذُو العِـلم بالتَّقوى كَجـاهِلِها
ولا
البَصيرُ كأعــــمَى ما له بَصَرُ
اللغويات :
يطلب
: أي يريد
×
يترك -
الجور
: الظلم ، الحَيْف ، الضَيْم ، البَغْي
×
العدل ، الإنصاف -
يظفر
: يفوز ، ينال
×
يخسر ، يفقد -
حاجته
: طلبه
ج
حاج ، حوائج
×
استغناءه -
يهدى
: يعطى ، يمنح
×
يُسلب ، يُحرم -
الظفر
: الفوز
×
الخسارة -
الهدى
:
الهداية
، الرشاد
×
الضلال والغواية -
عبر
: مواعظ
م
عِبرة -
تشفى
: تبرأ ، تتعافى
×
تمرض ، تسقم -
الغيث
: المطر
ج
غيوث ، أغياث
×
الجفاف -
ينضر
: يخضر
×
ييبس ، يذبل -
الوَسْمِيّ
: مطر الربيع الأَول -
التقوى
: الورع ، الإيمان ، خشية الله
×
الفجور ، الفسوق ،
مادتها
: وقي -
البصير
: أي العليم الخبير ، ثاقب النظر
ج
بصراء
×
الأعمى -
أعمى
: كفيف ، فاقد البصر ،
والمقصود
: جاهل
ج
عمي وعميان ، عماة -
بصر
: أي إدراك ، فهم .
الشـرح :
(4) واعلم أن من يحاول تحقيق أهدافه وأماله بالظلم والجور فلن يحقق شيئاً ولن يفوز بما يطلبه ، ومن كان عادلاً يسعى إلى إحقاق الحق ، فهذا هو الذي ييسر الله له سبل النجاح ويوفقه في كل أعماله . (5) وفى الهداية عظات تريح القلوب وتحييها ، مثلما يحيى الغيث الشجر اليابس ويعيد إليه الحياة . (6) فليس صاحب العلم التقى الورع كالجاهل ، وليس البصير المهتدي كالأعمى الذي لا يبصر شيئاً فيتخبط في ظلامه .
س1 : ما جزاء
من يحاول تحقيق طموحاته
بالظلم
؟ وما جزاء من يحاول تحقيق طموحاته
بالحق والعدل
؟
جـ : من يحاول تحقيق طموحاته بالظلم يجازى بالفشل
والخسران ولا يوفقه الله في عمله .
-
من يحاول تحقيق طموحاته بالحق والعدل ييسر له الله
كل أسباب النجاح والفلاح .
س2 : متى تشفى
القلوب ؟
جـ :
تشفى
القلوب بالهدى .
التذوق :
(مَن يَطلُبِ الجَورَ لا يَظفَر بحاجَته) : أسلوب شرط يفيد التأكيد أي التأكيد على حدوث الجواب (لا يَظفَر بحاجَته) إن تحقق الشرط ( يَطلُبِ الجَورَ)
(لا يَظفَر) : استخدام أداة النفي (لا) للدلالة على استمرارية فشل الباحث عن الظلم ، و(لا يظفر) نتيجة لما قبلها .
(يَطلُبِ الجَورَ) : استعارة مكنية حيث شبه الجور بشيء مادي يطلبه الإنسان ، وسر جمال الصورة : التجسيم .
(وطالب الحق) : استعارة مكنية حيث شبه الحق بشيء مادي يطلبه الإنسان ، وسر جمال الصورة : التجسيم .
(يُهدَى له الظَّفَرُ) : استعارة مكنية فيها تشبيه للظفر بالهبة والهدية التي تقدم لطالب الحق ، وسر جمال الصورة : التجسيم .
(يُهدَىُ) : بناء الفعل للمجهول إيجاز بالحذف ؛ للدلالة علي الفاعل وهو " الله " .
(يُهدَى له الظَّفَرُ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (فيه) على نائب الفاعل (الظفر) للتخصيص والتوكيد.
(قد يُهدَى له الظَّفَرُ) : إطناب بالتوضيح يؤكد المعنى لعبارة (طالب الحق) .
(الظَّفَرُ) : معرفة للتعظيم فهو هدية الله لطالب الحق .
(لا يَظفَر - الظَّفَرُ) ، (يَطلُب - طالب): محسن بديعي / جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .
(البيت الرابع) : بين شطريه محسن بديعي / مقابلة تبرز المعنى وتوضحه وتقويه بالتضاد .
(عِبَرٌ تُشفَى القلوبُ) : استعارة مكنية حيث شبه العبر بالدواء الشافي للقلوب ، وسر جمال الصورة : التجسيم .
(وفي الهُدَى عِبَرٌ) : أسلوب قصر ؛ للتخصيص والتوكيد .
(وفي الهُدَى عِبَرٌ .. كالغيث) : تشبيه تمثيلي فيه تشبيه فعل الهداية في شفاء القلب كفعل المطر للشجر في جعله ينمو ويزداد خضرة ورونقاً وجمالاً ، وسر جمال الصورة : التوضيح .
(الغَيثِ) : معرفة للتعظيم .
(ينضر عن وسميه الشجر) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور(عن وسميه) على الفاعل (الشجر) يفيد التخصيص والتوكيد .
(تُشفَى - يَنضُرُ) : مضارع للتجدد والاستمرار .
(وليسَ ذُو العِلم بالتقوى كجاهلها) : تشبيه منفي ينفي فيه الشاعر أن يكون العالم التقي الورع كالجاهل الذي يتخبط في جهله ، وسر جمال الصورة : التوضيح .
(ذُو العِلم - جاهِلِها) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(ولا البصير كالأعمى) : تشبيه منفي ينفي فيه الشاعر أن يكون المبصر المدرك كالأعمى الذي يتخبط في طريقه ، وسر جمال الصورة : التوضيح .
(البَصيرُ) : استعارة تصريحية ، حيث صور الشاعر الإنسان المدرك المهتدي بالبصير ، وسر جمال الصورة : التوضيح .
(أعمَى) : استعارة تصريحية حيث صور الشاعر الإنسان الجاهل الذي يتخبط في جهله بالأعمى ، وسر جمال الصورة : التوضيح .
(البَصيرُ- أعمَى) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(البَصيرُ - بَصَرُ): محسن بديعي / جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .
نقد : يؤخذ على الشاعر قوله : (ما له بصر) بعد (أعمى) فهي مجلوبة للقافية ؛ لأنها لم تضف جديداً للمعنى ، ويجوز أن نقول أن التعبير بـ (ما له بصر) إطناب بالتفسير بعد قوله : (أعمى) ؛ لتأكيد المعنى .
الأبيات :
7 - والرُّشـدُ نافلةٌ تُهدَى لصاحِــبِها
والغَيُّ
يُكرَه منه الوِردُ و الصَّـدَرُ
8 - و الذِّكرُ فيه حَـــيَاةٌ لِلقُلُوبِ كما
يُحـيِي
البِلادَ إذا ما ماتَت المَطَرُ
9 - والعِلمُ يَجلُو العَمَى عن قلبِ صاحبِه
كما
يُجَلّي سـوادَ الظُّلمةِ القَمَرُ
اللغويات :
الرشد
: العقل ، الهدى
×
الغواية ، الضلال -
نافلة
: هبة زائدة ، هدية
ج
نوافل -
صاحبها
: أي من يستحقها ج صحب ، صحاب ، أصحاب -
الغي
: الضلال ، الغواية
×
الهداية ، الرشاد -
الورد
: الإِشرافُ على الماء للشرب ، الإتيان ، الحضور ، والمقصود
: أوله -
الصدر
: الانصراف عن الماء ، الرجوع ، والمقصود
: آخره
×
الورد
-
الذكر
: أي القرآن الكريم أو التسبيح والدعاء لله
ج
ذكور ، أذكار -
حياة
: أي بقاء ، عيْش
ج
حَيَوات
مادتها
: حيي -
يجلو
: يزيل ، يمحو ، يكشف ، يطمس
×
يثبت -
العمي
: أي الجهل -
يجلى
: يكشف ، يزيل ، يمحو
×
يثبت -
سواد
: عتمة
×
بياض
ج
أسودة .
الشـرح :
(7) إن التعقل هبة ومنحة ربانية للإنسان الذي هداه الله ، وإن الضلال مكروه في كل الأوقات. (8) فالذكر يحيى القلوب ويغذيها ويطهرها مثلما يحيى المطر البلاد بما فيها ومن فيها . (9) كما أن العلم يزيل صدأ القلوب وجهالتها مثلما يكشف القمر ويبدد الظلام الدامس.
س1 : متى
تحيا القلوب ؟ ومتى يزول الجهل ؟
جـ :
تحيا القلوب
بالذكر
(القرآن)
، ويزول الجهل
بالعلم
.
التذوق :
(والرُّشدُ نافلة) : تشبيه للرشد بالهدية أو الهبة التي يمنحها الخالق لكل عاقل حكيم ، وسر جمال الصورة : التجسيم .
(نافلة تُهدَى لصاحبها) : استعارة مكنية للنافلة بالهدية أو الهبة ، وسر جمال الصورة : التجسيم . وكلمة (نافلة) استخدمت في صورتين وهذا يسمى خيالاً تركيبياً .
(تُهدَى) : بناء الفعل للمجهول إيجاز بالحذف ؛ للدلالة علي الفاعل وهو " الله " .
(الرُّشدُ - الغَيُّ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(الغَيُّ يُكرَه منه الوِردُ و الصَّـدَرُ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور(منه) على نائب الفاعل (الوِردُ) يفيد التخصيص والتوكيد .
(الورد - الصدر) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(والذِّكرُ فيه حياة للقلوب) : استعارة مكنية فيها تصوير للقلوب بأشخاص تحيا بفضل الذكر . (..أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد من الآية28] .
(والذِّكرُ فيه حَيَاةٌ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور(فيه) على الخبر (حياة) يفيد التخصيص والتوكيد .
(والذِّكرُ فيه حياة للقلوب كما يُحيى البلادَ إذا ما ماتت المطر) : تشبيه تمثيلي حيث صور الذكر في إحيائه للقلوب بالمطر الذي ينمو به النبات وتحيا به الأرض ، وهي صورة توحي بأهمية القرآن في إعمار القلوب وإراحتها .
(كما يُحيى البلادَ .. المطر) : استعارة مكنية فيها تصوير للبلاد بأشخاص تحيا بفضل المطر . قال تعالى : (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ..) [الأنبياء من الآية 30]
(كما يُحيى البلادَ إذا ما ماتت المطر) : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (البلادَ) على الفاعل (المطر) يفيد التخصيص والتوكيد .
(يُحيِي - ماتَت) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(حَيَاةٌ - يُحيِي) : محسن بديعي / جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن
(والعِلمُ يَجلُو العمى) : استعارة مكنية حيث صور العلم بالنور الذي يزيل ويبدد عمى القلب .
(العمى) : استعارة تصريحية حيث صور الجهل والضلال بالعمى الذي يزال بالعلم .
(والعِلمُ يَجلُو العَمَى عن قلبِ صاحبِه كما يُجلي سوادَ الظُّلمةِ القَمَرَُ) : تشبيه تمثيلي حيث شبه حال العلم وهو يكشف ويزيل الجهل بحال القمر وهو يزيل الظلام ، والصورة فيها توضيح لأهمية العلم في حياة كل إنسان (وتجري الصورة مجري الحكمة).
(العلم - العمى) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(الظلمة - القمر) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(يُجلّي سوادَ الظُّلمةِ القَمَرُ) : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (سواد الظلمة) على الفاعل (القمر) يفيد التخصيص والتوكيد .
التعليق
:
س1 : ما بيئة النص ؟
جـ : يمثل النص بيئة العصر الأموي .
س2 : ما الغرض الشعري للنص ؟
جـ : يمثل النص غرض
النصح والإرشاد
والذي يتماشى مع عصر الشاعر حيث كان شاعرنا سابق البربري يفد على الخليفة يعظه ؛
لأن الدين النصيحة.
س3 :
ما
القيم
التي يؤكدها الشاعر في النص وحرص على تقديمها لعمر؟
جـ : يؤكد قيم أهمية الحذر والإيمان بالقضاء والقدر ، وضرورة استشارة الآخرين ، العدل ، الحق ، العلم ،
التقوى .
س4 :
ما سمات أسلوب الشاعر ؟
جـ :
من سمات أسلوب الشاعر :
1 - استخدام المفردات الدينية.
2 - الإقناع بصور الحكمة والنصح.
3 - استخدام بعض المحسنات مثل : الطباق والمقابلة والجناس .
4 - المباشرة والخطابية والتقرير.
5 - وضوح اللغة وسلاسة العبارة.
6 - تنوع الأساليب بين الخبر والإنشائي.
س5 : لِمَ آثر الشاعر الأسلوب الخبري في الأبيات ؟
جـ : آثر الشاعر الأسلوب الخبري في الأبيات ؛ لأنه
يعرض حقائق واقعة لا مجال للشك فيها ، ولتقرير المعنى وتوضيحه ،
والنصيحة التي يقدمها الشاعر يلائمها الأسلوب الخبري القائم على الإقناع وسوق الأدلة.
س6 :
علل
: استخدام الشاعر لحرف العطف (الواو)
في الأبيات بكثرة .
جـ :
لبيان تعدد وتنوع وكثرة النصائح التي يحتاجها أي حاكم عادل لتسيير دفة الحكم إلى
وجهتها الصحيحة .
عناصر البناء الفني في النص :
ينتمي هذا النص إلى غرض
النصح والإرشاد
الذي يعبر عن حكمة قائله وخبرته بالحياة وإبراز خبرة الشاعر وتجربته في الحياة
منطلقاً في ذلك من نصح الخليفة عمر بن عبد العزيز.
تدريبات :
س 1 :
1 -
بِاسـمِ الذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِندِهِ السُّوَرُ
والحَــمدُ للَّهِ أمَّا بَعدُ يا عُـمَرُ
2 - إن كنتَ تَعــلَمُ ما تأتي وما تَـذَر
فَكُن
على حَــذر قد يَنفَعُ الحَذَرُ
3 - واسـتَخبِرِ الناسَ عمّا أنت جَـاهِلُه
إذا
عَمِيتَ فقد يَجلو العَمَى الخَبَرُ
(أ) -
هات من الأبيات كلمة بمعنى (حيطة
-
يزيل)
، وكلمة مضادها (رُفِعَت
-
تترك)
.
(ب) - ما قيمة الحذر ؟ وما فائدة الاستخبار ؟
(جـ) - استخرج من الأبيات :
1 - إطناباً ، وقدره .
2 - محسناً بديعياً .
3 - أسلوباً إنشائياً وبين غرضه البلاغي .
4 - استعارة تصريحية.
(د) - ما مصدر الموسيقى الإضافية في البيت الأول ؟
(هـ) - إلى أي العصور الأدبية ينتمي هذا النص ؟ و ما غرضه ؟
س 2 :
4 - مَن يَطلُبِ الجَورَ لا يَظفَر بحـاجَتهِ
و طالِبُ
الحقِّ قد يُهـدَى له الظَّفَرُ
5 - وفي الهُدَى عِبَرٌ تَشفَى القلوبُ بها
كالغَيثِ
يَنضِرُ عن وَسمِيِّه الشَّجـَرُ
6 - وليسَ ذُو العِـلم بالتَّقوى كَجاهِلِها
ولا
البَصيرُ كأعــمَى ما له بَصَرُ
(أ) -
اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :
- مرادف (الجور)
: (الظلم - الحَيْف - الضَيْم - كل ما سبق)
- مضاد (تشفى)
: (تبرأ - تقوى - تسقم - الإلحاد)
- جمع (البصير)
: (البصراء - الأبصار - البصائر - البصيرات)
(ب) - كيف يظفر الإنسان بما يريد في الحياة ؟ ومتى يفشل ؟
(جـ) - هات من الأبيات :
- تشبيهين مختلفين .
- كناية .
- أسلوب قصر .
- إطناباً ، وقدره .
- محسناً بديعياً .
(د) - ما قيمة الهداية للقلوب ؟ وبمَ شبهها الشاعر ؟
(هـ) - ما أهم سمات أسلوب الشاعر؟
س 3 :
7 - والرُّشـدُ نافلةٌ تُهدَى لصاحِــبِها
والغَيُّ
يُكرَه منه الوِردُ و الصَّـدَرُ
8 - و الذِّكرُ فيه حَـــيَاةٌ لِلقُلُوبِ كما
يُحـيِي
البِلادَ إذا ما ماتَت المَطَرُ
9 - والعِلمُ يَجلُو العَمَى عن قلبِ صاحبِه
كما
يُجلي سـوادَ الظُّلمةِ القَمَرَُ
(أ)
- هات مرادف (نافلة
-
قلب)
، ومضاد (الصدر
-
يجلو)
، وجمع (سواد
-
حياة)
، في جمل من عندك.
(ب) - للذكر أثر عظيم في قلوب البشر . وضح .
(جـ) - هات من الأبيات :
- محسنين بديعيين مختلفين .
- تشبيهاً تمثيلياً .
- أسلوب قصر .
- استعارة تصريحية .
- استعارة مكنية .
(د) - لماذا فضل الشاعر للأسلوب الخبري على الأسلوب الإنشائي في الأبيات السابقة ؟
(هـ) - ما أثر كل من (
الرشد
-
الذكر
-
العلم
) على الإنسان ؟
(و) - بماذا تسمي أو تصف الحاكم الذي يتقبل النصيحة والحاكم الذي لا يتقبلها ؟