علم وعمل
للحسن البصري
(21 - 110هـ ، 642 - 728م)
التعريف
بالخطيب :
هو الحسن بن أبى الحسن البصري وكنيته أبو سعيد مولى الأنصار . ولد
سنة إحدى وعشرين من الهجرة ، وتوفى سنة مائة وعشر ، وهو من العباد الفقهاء الخطباء
في
مسائل علم التوحيد وتلميذه واصل بن عطاء رأس المعتزلة .
تمهيد :
كان
الحسن البصري واعظاً يأمر بالمعروف ويرشد المسلمين وكان يلقي العظات الدينية حافلة
بالحكمة فهو يذّكر بالله واليوم الآخر ، ويحث على التقوى ويرشد المسلمين إلى ما يجب
أن يكونوا عليه من الأخلاق الكريمة من اقتران القول بالعمل والصبر في طلب العلم
والتحلي بشمائل تصونهم عن الزلل مثل : (الحلم - الفراسة - الصبر - الشفقة) وهذا
النص مما قاله في هذا الباب .
س1 :
من أي فنون النثر هذا النص ؟ وما موضوعه ؟
جـ : النص من فن
الخطابة
.
- وخطبته من
خطب
الوعظ
التي
تحث
على
مكارم الأخلاق
وتبث القيم والتعاليم الدينية في الناس ، وتأخذ بأيديهم وعقولهم فتستقيم حياتهم .
لمعرفة المزيد عن الحسن البصري اضغط هنا
الخطبة :
استهل الإمام الحسن البصري خطبته الشهيرة
فقال :
" هيهاتَ هيهاتَ .... أهلكَ الناسَ الأمانيٌّ : قولٌ بلا عملٍ ، ومعرفةٌ بغير صبرٍ
،
وإيمانٌ بلا يقين ، مالي أرى رجالاً ولا أرى عقولاً! وأسمع حسيساً
(صوتاً) ولا أرى أنيساً!
دخل القومُ والله ثم خرجوا ، وعرفوا ثم أنكروا ، وحرَّموا ثم استَحَلُّوا ، إنما دينُ
أحدِكم لعقةٌ
(أي شيء قليل)
على لسانه ، إذا سُئِل أمؤمنٌ أنت بيوم الحساب؟ قال : نعم! كذَبَ ومالكِ
يومِ الدين إن من أخلاق المؤمن قوةً في دين ، وإيمانًا في يقين ، وعلمًا في حِلم
(صبر)
،
وحِلمًا بعلم ، وكيْساً
(فطنة وعقل )
في رفق ، وتحمُّلاً في فاقة
(فقر)
، وقصداً في غنى ، وعطاءً في
الحقوق ، وإنصافاً في الاستقامة ، لا يحيفُ
(يجور وبظلم)
على من يُبْغِضُ ، ولا يَاثمُ في مساعدة من
يُحِبُّ ، لا يهمزُ
(يغتاب)
ولا يغمزُ
(يعرض بإنسان)
ولا يلمزُ
(يعيب ، ينتقص)
، ولا يغلو ولا يلهو ولا يلعبُ ، ولا يَشْمَتُ
بالفجيعة
(المصيبة )
إن نزلت بغيره ، ولا يُسَرُّ بالمعصية إذا نزلت بسواه .
المؤمن في الصلاة خاشعٌ ، وإلى الركوع مسارعٌ ، قولُه شفاءٌ ، وصبرُه تُقى ، وسكونه
فكرةٌ ، ونَظَرُهُ عِبرةٌ
(عظة)
، يخالطُ العلماءَ ليعلمَ ، ويسكتٌ بينهم ليسلمَ ، ويتكلمُ
ليغنمَ ، وإن سَفِه عليه حَلِم ، وإن ظُلِم صبر ، وإن جِيرَ عليه عَدَل "
.
اللغويات :
استهل
: افتتح
×
اختتم -
هيهات
: اسم فعل ماضي بمعنى بعد -
أهلك
: أفنى ، أمات
×
أحيا -
الأماني
: الآمال ، المطالب
م
أمنية -
صبر
: جلد وتحمل
×
جزع -
إيمان
: تصديق
×
كفر -
يقين
: تأكد ، ثقة
×
شك ، ظن -
حسيساً
: صوتاً خفياً -
أنيس
: صديق حميم حسن الألفة والملاطفة ، رفيق
، جليس -
دخل القومُ ثم خرجوا:
أي جاءوا الدنيا ثم رحلوا عنها -
أنكروا
: جحدوا ، تنصلوا
×
أقروا ، اعترفوا -
حرموا
: منعوا ، حظروا
×
أباحوا -
استحلوا
: عدوه حلالاً ، استباحوا
×
حرموا -
دين أحدكم
: ملته
ج
أديان ، والمقصود : مقدار تدينه -
لعقة
: ملء ملعقة ، لحسة ،
والمقصود
: الشيء القليل
ج
لعقات -
إيماناً
: تصديقاً
×
كفراً -
حِلم
: أَناة ، صبر ، ضبط نفْس
، تعقّل ، تمهل
×
طيش ، رعونة ، تهوّر
ج
أحلام ، حلوم -
كيْس
: فطنة ، عقَل
×
حمق -
رفق
: لين
×
قسوة -
فاقة
: فقر ، عَوَز ، حاجة
×
غنى ، اكتفاء -
قصْد
: توسط في الإنفاق ، اقتصاد ، اعتدال
×
إسراف -
إنصاف
: عدل
×
جور ، ظلم -
الاستقامة
: الصلاح ، الاعتدال
×
الانحراف ، الميل -
يحيف
: يجور ويظلم
×
يعدل ، ينصف -
يبغض
: يكره ، يمقت
×
يحب -
يأثم
: يذنب -
لا يهمز
: لا يغتاب ولا يعيب ولا يطعن -
لا
يغمز
: لا يعرض بإنسان
ويطعن فيه
-
لا يلمز
: لا يغتاب ولا يعيب
ولا ينتقص
×
يمدح -
لا يغلو
: لا يتجاوز الحد ، يتشدد ، يبالغ
×
يعتدل ، يتساهل -
يشمت
: يظهر الفرح في المصيبة -
الفجيعة
: المصيبة المؤلمة
ج
الفجائع -
نزلت
: جاءت ، حلت ، أصابت
×
انكشفت ، زالت -
لا يسر
: لا يسعد
×
لا يحزن -
المعصية
: الإثم ، الخطيئة ، العصيان
×
الطاعة -
خاشع
: متضرع ، خاضع لله
×
عاصٍ ، متمرد
ج
خشع ، خاشعون -
الركوع
: الانحناء والسجود ، جُثُو×
القيام -
مسارع
: مبادر
×
متباطئ -
شفاء
: برء ، علاج ، إبلال
×
مرض -
صبره
: جلده وتحمله
×
جزعه -
تقى
: ورع ، إيمان
×
فجور -
سكونه
: صمته وطمأنينته
×
كلامه -
فكرة
: أي تفكّر ، تأمل -
عِبرة
: عظة
ج
عبر -
يخالط
: يجالس ، يختلط
، يعاشر
×
يعتزل ، يتجنب -
يسلم
: يخلص وينجو من الأذى
×
يُؤذى -
يغنم
: يربح ، يكسب ، يفوز
×
يغرم ، يخسر -
سفه
عليه
: أهين ، تعرض لطيش
×
كرّم -
جير عليه
: ظلم ، اعتدي عليه
×
أنصف .
فروق لغوية :
1
-"قصد
مكان الحفل" : توجه إليه.
2 -"قصده،
وله وإليه" : توجه إليه عامداً.
3 -"قصد
من حديثه تنبيه الرأي العام" : عنى .
4 -"قصد
الشاعر" : أنشد قصائد.
5 -"قصد
في النفقة" : اقتصد.
6 -"قصد
في مشيه" : مشى مستوياً معتدلاً.
7 -"قصد
في الحكم" : كان عادلاً.
8 -"قصد
قصده" : نحا نحوه.
لمعرفة المزيد عن الفروق اللغوية اضغط هنا
الشـرح :
بدأ
الإمام الحسن البصري خطبته ببيان أهمية التطبيق العملي للقول حتى لا تكون الأقوال
مجرد أماني لا تقدم بها أو انتفاع .
كما أن المعرفة تحتاج إلى الصبر في اكتسابها والوصول إليها ، كما يحتاج الإيمان إلى اليقين ؛ لتقوى
العزائم وتنجز الأعمال ، ويتعجب من الرجال الذين يعطلون عقولهم ولا يتفكرون ، ومن أصحاب الأصوات
العالية الذين لا يشعر الإنسان معهم بأنس أو أمان ولا نفع ينتظر منهم .
ثم انتقل الإمام الحسن البصري إلى بيان ما يصيب بعض الناس من تبدّل الأحوال ،
وضعف العزيمة وسفاهة العقل وسوء الفهم لأمور الدين وشئون الدنيا .
ويؤكد أن المؤمن راجح العقل قوي العزيمة ، فهو قوي في الدين ، وحليم في علمه ، و
كيِّس فطِن صابر في الضراء معتدل في السراء ، عطوف رحيم ، مؤدٍّ الحق لصاحبه ، ينصف
الآخرين وإن كان على خلاف معهم ، لا يسيء للآخرين بغمز أو لمز أو همز ، معتدل الحال ،
لا يحقد على أحد ولا يشمت فيه.
وهو خاشع في صلاته مخلص في عبادته ، تقي ثاقب البصر في الأمور ذو بصيرة نافذة ، يخالط
العلماء ويحسن معاشرتهم ويجلهم ، صبور ، حليم ، عادل .
س1 : ما الذي أهلك الناس من وجهة نظر الخطيب ؟
جـ : الذي أهلكهم
ميلهم
إلي شهوات النفس وأمانيها الخداعة .
س2 :
اذكر بعض
الأماني التي أهلكت الناس ؟
جـ : منها
القول
بلا عمل أو جهد ،
والمعرفة
التي يود تحصيلها بغير صبر عليها ،
والإيمان
الضعيف بلا يقين قوي في الله .
س3 : ما الذي يتعجب منه الإمام الحسن البصري في الخطبة ؟
جـ :
يتعجب من
كثرة الأجسام وضخامتها غير أنها تفتقر إلي الحكمة والعقل وضعف العزيمة واتصافها
بسفاهة العقل وسوء الفهم لأمور الدين وشئون الدنيا.
س4 : للمؤمن صفات وضحها الخطيب . اذكرها .
جـ : صفات المؤمن
:
1
- قوة الدين وإيمان بالله كله يقين .
2 - علم مع الرفق بالناس .
3 - الصبر على الفقر .
4 - الاقتصاد وعدم الإسراف عند الغنى .
5 - يعطي كل ذي حق حقه .
6 - عادل مع كل الناس .
7 - لا يظلم من يكرهه .
8 - لا يساعد في معصية تغضب الله .
9 - لا يغتاب أو يعيب الناس بالقول أو الإشارة .
10 - كلامه كله فيه مخافة من الله .
11 - لا يشمت إن رأى المصيبة قد نزلت بغيره .
12 - لا يفرح إن رأى أحداً على معصية .
13 - خاشع في صلاته مسارع إليها .
14 - يشفي صدور الناس بقوله .
15 - صبره خوف من الله .
16 - سكوته تدبر وتفكر في ملكوت الله .
س5: متى يصمت المؤمن ؟
[أجب بنفسك].
17 - نظره اتعاظ واعتبار .
18 - يجالس للعلماء ؛ ليتعلم منهم ويسكت بينهم ليسلم من الخطأ .
س6: لماذا يحتاج
المؤمن لمخالطة العلماء ؟
[أجب بنفسك].
19 - يتكلم لفائدة .
س7: متى يتكلم المؤمن ؟
[أجب بنفسك].
20 - إن آذاه الناس عفا عنهم وصبر على أذاهم .
21 - إن ظلمه الناس تحمل وأنصفهم .
س8: كيف يعامل المؤمن الناس ؟
[أجب بنفسك].
التذوق :
(هيهات هيهات) : إطناب بالتكرار فيه تأكيد على استحالة تحقق أماني البشر إلا إذا تحلوا بصفات المؤمنين الحقيقية ، والتعبير فيه براعة استهلال تجذب السامعين لخطبته .
(هيهات هيهات) : إيجاز بحذف الفاعل ، وتقديره : (السعادة) .
(أهلكَ الناسَ الأمانيّ) : استعارة مكنية تصور الأماني بأمراض خطيرة تُهلك , وسر جمالها التوضيح ، وتوحي بخطورة الأحلام التي لا يساندها العمل الجاد .
(أهلكَ الناسَ الأمانيّ) : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (الناس) على الفاعل (الأماني) يفيد التخصيص والتوكيد ، وجاءت (الأماني) جمعاً ؛ لبيان كثرة أحلام وآمال البشر في الحياة .
(قول بلا عمل) : إيجاز بحذف المبتدأ ، وتقديره : (إيمانكم) ؛ للتركيز على معنى الخبر .
(قول بلا عمل) : استعارة مكنية فيها تشخيص للقول بإنسان لا يعمل ، ويجوز أن تكون كناية عن التكاسل .
(قول - عمل) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(معرفةٌ بغير صبرٍ) : استعارة مكنية فيها تشخيص للمعرفة بإنسان لا يتحلى بالصبر .
(قولٌ بلا عملٍ ، ومعرفةٌ بغير صبرٍ ، وإيمانٌ بلا يقين) : علاقة هذه الجمل بما قبلها (الأماني) تفصيل بعد إجمال .
(قولٌ بلا عملٍ ، ومعرفةٌ بغير صبرٍ ، وإيمانٌ بلا يقين) : محسن بديعي / ازدواج يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(مالي أرى رجالاً ولا أرى عقولاً ؟) : استفهام غرضه التعجب والسخرية وإظهار الدهشة والحيرة من قوة بنيان البعض وضعف العقل مما يثير الأسى على حال الأمة . وجاءت (رجالاً) جمعاً ؛ لتدل على الكثرة .
(أرى رجالاً) : كناية عن القوة الجسدية ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(لا أرى عقولاً) : استعارة مكنية تصور العقول بشيء مادي يرى , وسر جمالها التجسيم . وجاءت (عقولاً) جمعاً ؛ لتدل على كثرة العقول المغيبة ضعيفة الإيمان ، ويجوز أن تكون كناية عن الفكر التافه الضعيف ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(أرى - لا أري) : محسن بديعي / طباق بالسلب يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(أرى رجالاً - لا أري عقولاً) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(أنيساً) : نكرة للتقليل .
(حسيساً - أنيساً) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(دخل .. - عرفوا .. - أنكروا .. - حرَّموا .. - استَحَلُّوا ..) : إيجاز بحذف المفعول به .
(دخل القومُ - والله ثم - خرجوا) : إطناب بالاعتراض ، وأسلوب مؤكد بالقسم (والله) .
(دخل - خرجوا) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(القوم) : جاءت معرفة للعموم والشمول .
(عرفوا - أنكروا) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(حرَّموا - استَحَلُّوا) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(إنما دين أحدكم لعقة) : أسلوب قصر بـ(إنما) يفيد التأكيد .
(دين أحدكم لعقة) : تشبيه بليغ يصور الدين بطعام يلعقه الإنسان ويزول مذاقه سريعاً ؛ لأن الجسم لم يستفد منه ، وسر جماله : التجسيم ، وفيه توضيح لضعف التأثر بالدين وعدم قوة ورسوخ الإيمان لدى البعض ، ويجوز أن تكون كناية عن ضعف الإيمان .
(سُئِلَ) : بناء الفعل للمجهول فيه إيجاز بحذف الفاعل يثير الذهن .
(أمؤمن أنت بيوم الحساب؟) : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه : الاستنكار والتعجب وإظهار الدهشة .
(يوم الحساب) : كناية عن يوم القيامة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(كذَبَ ومالكِ يومِ الدين) : أسلوب إنشائي غير طلبي / قسم غرضه : التوكيد ولبيان صدقه.
(مالكِ يومِ الدين) : كناية عن الخالق - سبحانه وتعالى - ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(يوم الحساب .. يومِ الدين) : إطناب بالترادف ؛ يفيد التأكيد .
(دين - يقين) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن
(قوةً في دين ، وإيمانًا في يقين) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن
(وعلماً في حِلم ، وحِلماً بعلم ، وكيْساً في رفق) : كناية عن التعقل والحكمة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(وعلماً في حِلم ، وحِلماً بعلم) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن
(علم - حلم) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(وكيْسًا في رفق) : كناية عن الحكمة .
(تحمُّلاً في فاقة) : كناية عن الرضا والقناعة .
(وكيْسًا في رفق ، وتحمُّلاً في فاقة ، وقصداً في غنى ، وعطاءً في الحقوق ، وإنصافاً في الاستقامة) : ازدواج يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(فاقة - غنى) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم في مساعدة من يُحِبُّ) : كناية عن عدالته التامة .
(لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم في مساعدة من يُحِبُّ) : محسن بديعي / مقابلة تبرز المعنى وتوضحه وتقويه بالتضاد .
(المؤمن .. لا يهمزُ ولا يغمزُ ولا يلمزُ) : كناية عن تقوى المؤمن وعظمة خلقه.
(لا يهمزُ ولا يغمزُ ولا يلمزُ) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن ، واستخدام الفعل المضارع يفيد التجدد والاستمرار واستحضار الصورة ، والعطف يفيد تعدد وتنوع صفات المؤمن السامية الرائعة .
(لا يهمزُ ولا يغمزُ ولا يلمزُ) : استخدام أداة النفي (لا) يفيد استمرارية تحلي الإنسان المؤمن بصفات المؤمن الحق لذلك (لا) هنا أجمل من (لم) التي تفيد النفي في الماضي ، ومن (لن) التي تفيد النفي في المستقبل ، وتكرار (لا) يفيد التأكيد على استمرارية تلك الصفات الطيبة السامية عند المؤمن.
(يهمزُ - يغمزُ - يلمزُ) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(يلغو - يلهو) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(يلهو - يلعب) : إطناب بالترادف يؤكد المعنى .
(ولا يَشْمَتُ بالفجيعة إن نزلت بغيره ، ولا يُسَرُّ بالمعصية إذا نزلت بسواه) : كناية عن حسن الخلق .
(بالفجيعة إن نزلت بغيره) : استعارة مكنية تصور الفجيعة بضيف ثقيل ينزل , وسر جمالها التشخيص .
(بالمعصية إذا نزلت بسواه) : استعارة مكنية تصور المعصية بإنسان ينزل , وسر جمالها التشخيص .
(ولا يَشْمَتُ بالفجيعة إن نزلت بغيره ، ولا يُسَرُّ بالمعصية إذا نزلت بسواه) : محسن بديعي / ازدواج يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(المؤمن في الصلاة خاشعٌ ، وإلى الركوع مسارعٌ) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(المؤمن في الصلاة خاشعٌ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (في الصلاة) على الخبر (خاشعٌ) يفيد التخصيص والتوكيد ، واستخدام اسم الفاعل (خاشع) يدل على التجدد والاستمرار .
(وإلى الركوع مسارعٌ) : كناية عن التقوى والورع ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(الركوع) : مجاز مرسل عن الصلاة ، علاقته : الجزئية ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز .
(قولُهُ شفاءٌ) : استعارة مكنية حيث صور قول المؤمن بالدواء الشافي ، وسر جمال الصورة : توضيح أثر قول المؤمن الطيب العظيم في نفوس الآخرين .
(قولُهُ شفاءٌ ، وصبرُه تُقى) : محسن بديعي / ازدواج يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(وسكونه فكرةٌ ، ونظره عِبرةٌ) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(يخالطُ العلماءَ ليعلمَ ، ويسكتٌ بينهم ليسلمَ ، ويتكلمُ ليغنمَ) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن ، والأفعال (ليعلم - ليسلم - ليغنم) تعليل للجمل التي جاءت قبلها .
(يسكتٌ - يتكلمُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(يخالطُ - ليعلمَ - يسكتٌ - ليسلمَ - يتكلمُ - ليغنمَ) : استخدام الفعل المضارع هنا بكثرة يفيد التجدد والاستمرار واستحضار الصورة .
(وإن سَفِه عليه حَلِم) : كناية عن رزانة وتعقل المؤمن .
(وإن سَفِه عليه حَلِم ، وإن ظُلِم صبر ، وإن جِيرَ عليه عَدَل) : ازدواج يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(سَفِه - ظُلِم - جِيرَ) : بناء الفعل للمجهول فيه إيجاز بحذف الفاعل يثير الذهن ويفيد العموم والشمول .
(حَلِم - صبر - عَدَل) : عبارات فيها نتيجة لما قبلها (لا تنسَ جواب الشرط نتيجة لجملة الشرط قبله).
(ليعلمَ - ليسلمَ - ليغنمَ) : عبارات فيها تعليل لما قبلها .
(جِيرَ عليه عَدَل) : كناية عن إنصافه حتى مع ظالميه ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
( ظُلِم - جِيرَ عليه) : إطناب بالترادف يؤكد المعنى .
( ظُلِم - جِيرَ عليه) : بناء الفعل للمجهول فيه إيجاز بحذف الفاعل يثير الذهن .
(ظُلِم ، جِيرَ عليه - عَدَل) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
س1 : علل : أكثر الخطيب من مطابقاته في خطبته .
جـ : ليوضح
الفارق الكبير بين جمال وروعة صفات المؤمن الحق وبين الآخرين من البشر
، وأيضاً
لتأكيد فكرته.
التعليق
:
ينتمي هذا النص إلى العصر
الأموي
وإلى فن
الخطابة
، وقد قوي هذا الفن في العصر الأموي وازدهر وتنوعت موضوعاته فوجدنا خطب التأييد
للسلطان أو معارضته ، وأخرى للحث على الجهاد أو التبشير بفتح جديد ، علاوة على خطب
الوعظ في المساجد والرؤساء في المحافل ، والخلفاء يرغبون ويحذرون . وخطبة الحسن
البصري من خطب
الوعظ
التي تبث القيم والتعاليم الدينية في الناس ، وتأخذ بأيديهم وعقولهم فتستقيم حياتهم
.
س1 :
ما سمات أسلوب
الخطيب
؟
جـ :
اتسم أسلوب الإمام الحسن البصري بما يلي :
1 - سهولة العبارة حتى توشك ألا تحتاج إلى شرح مع جزالة اللفظ .
2 - قوة التعبير ، والخلو من الحشو والفضول ، وهذا هو السهل الممتنع الذي يراه
الجاهل فيظن أنه يحسن مثله ، فإذا أراد أن يقول مثله فلن يقدر منه على شيء .
3 - وفيها تعبيرات بلغت الذروة في البلاغة والإيجاز (أسمع حسيسا ولا أرى أنيسا) ،
(سكوته فكرة ونظره عبرة) ، مع ما يتضمنه من المعنى البديع.
4 - المعاني غزيرة مرتبة ليس فيها غموض ولا خفاء .
5 - الفكر مرتبة متسلسلة.
6 - قلة الصور في خطبته مع براعة في عرض المعاني وتقريبها والإقناع بها .
7 - اعتمد على التناسق اللفظي والتوازن الموسيقى الناتج عن
الازدواج
، واستخدم المحسنات البديعية مثل :
السجع
دون تكلف في مواضعها .
س2 :
يتميز
أسلوب الحسن البصري بأنه السهل الممتنع . وضح
المقصود بكل من
(السهل)
و(الممتنع)
.
جـ : المقصود
بأنه أسلوب سهل :
وضوح الفكرة ، ويسرها وسهولة إدراكها .
- والمقصود
بأنه أسلوب ممتنع :
القدرة على تركيز المعنى ، وانتقاء اللفظ ، واختيار
الكلمات المعبرة .
س3: ما
سمات خطبة الحسن البصري
؟
جـ :
سمات خطبة الحسن البصري
:
1
- جمال التقسيم .
2 - قصر الجمل وتوازنها .
3 - الاستشهاد بآي القرآن .
4 - صدق اللهجة وحرارة العاطفة
5 - عذوبة اللفظ .
6 - السجع غير المتكلف .
7 - ضرب الأمثال .
ملامح شخصية الخطيب من خلال النص :
فقيه - عالم - عاقل - مُجرِّب - لين الخلق - يقدم مواعظه من خلال خطبه في لين ودون
تزيُّد في الكلام .
تدريبات :
س1 :
( هيهاتَ هيهاتَ .... أهلكَ الناسَ الأمانيٌّ : قولٌ بلا عملٍ ، ومعرفةٌ بغير
صبرٍ
، وإيمانٌ بلا يقين ، مالي أرى رجالاً ولا أرى عقولاً! وأسمع
حسيساً
ولا أرى أنيساً ! ) .
(
أ ) - اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :
- مرادف (حسيساً)
: (إحساساً رقيقاً - غناء ساحراً - صوتاً - كلاماَ) .
- مضاد (صبر)
: (ضعف - جزع - تراخٍ - تبلّد) .
- (حسيساً
-
أنيساً)
محسن بديعي نوعه : (طباق - جناس - سجع - حسن تقسيم) .
(ب) - ما سبب هلاك الناس ؟ وما الذي يتعجب منه الخطيب ؟
(جـ) - استخرج من الفقرة السابقة :
1 - استعارة مكنية .
2 - مجازاً مرسلاً .
3 - إيجازاً ، وقدره .
4 - محسناً بديعياً .
5 - أسلوباً إنشائياً ، وبين غرضه .
(د) - أكمل : النص من فن ............................ ، وموضوعه
.
س2 :
(دخل القومُ والله ثم خرجوا ، وعرفوا ثم
أنكروا
، وحرَّموا
ثم استَحَلُّوا إنما
دينُ
أحدِكم لعقةٌ على لسانه ، إذا سُئِل أمؤمنٌ أنت بيوم الحساب ؟ قال : نعم!
كذَبَ ومالكِ يومِ الدين .. ).
(أ) - هات مرادف (أنكروا)
, ومضاد (حرَّموا)
, وجمع (دين)
, في جمل من عندك.
(ب) - أين دخل القوم ؟ وماذا عرفوا ؟
(جـ) - استخرج من الفقرة السابقة :
- أسلوب قصر .
- تشبيهاً .
- محسناً بديعياً .
- أسلوباً إنشائياً .
- كناية .
(د) - ما مظاهر ازدهار فن الخطابة في العصر الأموي ؟
س3 :
(إن
من أخلاق المؤمن قوةً في دين ، وإيمانًا في
يقين
، وعلمًا في حِلم ، وحِلمًا بعلم ، وكيْساً في
رفق
، وتحمُّلاً في فاقة ، وقصداً في غنى ، وعطاءً في الحقوق ، وإنصافاً في الاستقامة ،
لا
يحيفُ
على من
يُبْغِضُ
، ولا يَأثمُ في مساعدة من يُحِبُّ ، لا يهمزُ ولا يغمزُ ولا يلمزُ ، ولا يغلو ولا
يلهو ولا يلعبُ ، ولا يَشْمَتُ
بالفجيعة
إن نزلت بغيره ، ولا يُسَرُّ
بالمعصية
إذا نزلت بسواه ).
(أ) - هات مرادف (يقين
-
يحيف)
, ومضاد (يبغض
-
رفق)
, وجمع (الفجيعة
-
المعصية)
, في جمل من عندك.
(ب) - للمؤمن صفات رائعة . وضح .
(جـ) - استخرج من الفقرة السابقة :
1- ثلاثة محسنات بديعية مختلفة ، وبين سر الجمال فيهم .
2 - أسلوب قصر ، وبين فائدته .
3 - صورة خيالية ، وبين سر جمالها .
(د) - ما أهم سمات أسلوب الخطيب ؟
س4 :
(المؤمن في الصلاة خاشعٌ ، وإلى الركوع مسارعٌ ، قولُه شفاءٌ ، وصبرُه تُقى ،
وسكونه فكرةٌ ، ونَظَرُهُ عِبرةٌ ، يخالطُ العلماءَ ليعلمَ ، ويسكتٌ بينهم ليسلمَ
، ويتكلمُ ليغنمَ ، وإن سَفِه عليه حَلِم ، وإن ظُلِم صبر ، وإن جِيرَ عليه عَدَل )
.
(أ) - هات من الفقر ة كلمة بمعنى (متضرع
-
يربح)
، وكلمة مضادها (أنصف
-
فجور)
(ب) - بمَ يتصف المؤمن في : صلاته - ركوعه - قوله - سكوته - نظره ؟ وماذا يفعل إن
ظُلِم ؟
(جـ) - الإيقاع الموسيقي قوي في الفقرة السابقة . علل .
(د) - استخرج من الفقرة السابقة : كناية - طباقاً - سجعاً
(هـ) - للخطابة في العصر الأموي خصائص فنية . وضحها .