اللغة
والمجتمع
لأحمد سعيدان
( 1914 – 1991م)
التعريف
بالكاتب :
أحمد سليم سعيدان ولد عام 1914 م بالأردن ، حصل على درجة الدكتوراه ، حقق ما يزيد
على عشرين مخطوطة رياضية ، وألف أكثر من خمسين كتاباً مدرسياً ، نال جائزة الكويت
الأولى في تحقيق الكتب التراث ، وأسهم في
حملة تعريب العلوم
في الجامعة بالأردن
والسودان .
تمهيد:
إن اللغة العربية هي اللغة
الوحيدة التي لم تتغير ولم تحرف وظلت قوية لعصور طويلة ، وذلك لأنها لغة الذكر
الحكيم ، وقد ارتبطت بأهلها ارتباطاً وثيقاً منذ القدم ، فهي تواكب حياتهم قوة
وضعفاً . والكاتب في هذا النص يوضح عراقة اللغة العربية التي استوعبت العلم
والحضارة دون عجز أو وهن وهذه اللغة تستحق منا أن نعتز بها ونفخر .
لمعرفة المزيد عن أحمد سعيدان اضغط هنا
النص :
(اللغة
ظلُّ أصحابِها إنْ تقَدَّموا تقدَّمت ، وإنْ تأخَّروا تأخَّرت ، وليس هُناك لُغةٌ
هي بطبيعَتِها لغةُ عِلمٍ ، وأخرى هي بطبيعتها عاجزةٌ عن احتِواءِ العلم أو أداءِ
معانيه ، ولكن المجتمعَ قد يَنْشطُ فينمو فيه العِلمُ ، وتنمو لغتُه للتعبيرِ عمَّا
يسْتحدثُه نموُّ العِلْمِ من أفْكارٍ ، أو قد يخمُلُ المجتمعُ فيقفُ فيه نموُّ
العلم ، وتدخلُ فيه اللغةُ مرحلةَ سُبات كسُبات النَّبتَةِ في فصْل الخريفِ ، تجفُّ
أطرافُها وتتساقَطُ الأَورَاقُ) .
اللغويات :
اللغة
: ما يتكلمه الإنسان من أصوات يعبر بها عن أغراضه
،
اللسان
ج
اللغات ،
مادتها
: [ل غ و] -
ظل
: فيء ، كنف
ج
ظلال
×
حرور
، هجير
-
أصحابها
: أي أهلها ، المتحدثين بها
-
ظل أصحابها
:
أي المعبرة عنهم -
تقدموا
: تطوروا ، ارتقوا
×
تخلفوا ، تأخروا -
تأخروا
: تخلفوا ، تراجعوا
×
تقدموا ، تطوروا -
عاجزة
: ضعيفة ، قاصرة
×
قادرة
ج
عاجزات ، عواجِز -
احتواء
: استيعاب ، احتضان ، إحاطة -
ينشط
: تدب فيه الحركة
×
يخمل -
يستحدثه
: يبتكره
×
يقلده ،
يحاكيه
-
نمو
: زيادة ،
والمقصود
تطوّر -
يخمل
: يكسل
×
ينشط -
سبات
: سكون ، نوم خفيف
×
حركة ، يقظة -
النبتة :
ما تخرجه الأرض من شجر وعشب ، الزرعة
ج النبت ، النبات -
تجف
:
تيبس
، تنشف
×
تينع ، تنضر -
الخريف
:
×
الربيع .
فروق لغوية :
1 - " جلس تحت
ظل الشجرة " :
أي تحت فيئها ، ضوء شعاع الشمس عندما يستتر بحاجز ما .
2 - " يتبعه
كظله
" :
أي كخياله .
3 - " عاش في
ظله معززاً مكرماً " :
أي في كنفه ، في
حمايته ورعايته .
4 - " إنسان خفيف
الظل
" :
أي مرح ، نشيط ، خفيف الروح .
5 - " إنسان ثقيل
الظل
" :
أي ممل ،
مضجر ، ثقيل الروح ، طفيلي .
الشـرح :
إن اللغة جزء ممن يتحدثونها فهي المعبرة عن أهلها أصدق تعبير ، وهي لا تقتصر على كونها أداة التواصل بين الناس فقط ، وإنما يتعدى دورها إلى أنها حاملة الفكر والسلوك والقيم والمبادئ الإنسانية ، وهي المورد الذي تنبثق منه الثقافة واللغة التي لا تستطيع أن تقول عنها : إنها لغة علم ورقي وتقدم ، أو أنها لغة عاجزة عن احتواء العلم أو التعبير عنه ، وإنما ذلك كله يتعلق بالمجتمع الذي يستخدم هذه اللغة فهي ظل لأصحابها ، ومرآة لثقافتهم ، إن تقدموا تقدمت وإن تأخروا تأخرت .
وعندما ينمو المجتمع ويتقدم تكثر نظرياته واختراعاته ، فإن اللغة تنمو وتنشط معه لتعبر عن أفكاره ونظرياته ، وعلى النقيض تماماً قد يصاب المجتمع بالكسل فيتوقف عن التقدم والرقي ، وينتج عن ذلك ضعف اللغة ، ولكنها لا تموت ، وإنما تدخل في مرحلة سكون ، وتصبح كالنبتة التي تجف أطرافها ، وتتساقط أوراقها في فصل الخريف .
س1 :
ما وظيفة أي لغة بصفة عامة ؟
جـ :
وظيفتها
: اللغةَ هي الركن الأول في عملية التفكير ، وهي وعاء المعرفة والثقافة بكل جوانبها
، وهي منبع الذاكرة ، وهي الوسيلة الأولى للتواصل والتفاهم والتخاطب ، وبث المشاعر
والأحاسيس .
س2 :
إلامَ ترجع أهمية اللغة العربية ؟
جـ :
ترجع أهمية اللغة العربية
إلى أنها من أقوى الروابط والصلات بين العرب والمسلمين ، فضلاً عن كونها لغة الدين
والقرآن الكريم والعبادة ، وهي لغة للعلم والأدب والسياسة والحضارة
، وهي
المورد الذي تنبثق منه
الأفكار والقيم والمبادئ الإنسانية
.
س3 :
متى تتقدم اللغة ؟ ومتى تتأخر ؟
جـ :
اللغة مرآة عاكسة لثقافة أي مجتمع فتتقدم اللغة عندما
ينمو المجتمع ويزدهر فيه
العلم ويتقدم وتكثر نظرياته واختراعاته
، فإن اللغة تنمو وتنشط معه لتعبر عن أفكاره ونظرياته .
- وتتأخر اللغة عندما يصاب المجتمع بالكسل والخمول ويتوقف البحث عن العلم فيتوقف
المجتمع عن التقدم والرقي ، وينتج عن ذلك ضعف اللغة .
س4 : متى
تدخل اللغة مرحلة السبات ؟ وبمَ شبهها الكاتب في هذه المرحلة ؟ وعلامَ يدل ؟
جـ :
عندما يتوقف نمو العلم في مجتمع ما ويتكاسل في البحث عن رقيه وتقدمه .
- شبهها الكاتب في هذه المرحلة بالنبتة التي تجف أطرافها ، وتتساقط أوراقها في فصل الخريف ، وهذا السبات لا يعني موت اللغة .
س5 : ما
أسباب ضعف اللغة العربية ؟
جـ :
أسباب ضعف اللغة العربية
:
أبناؤها
الذين لا يهتمون بها المهزومون داخلياً أمام ثقافة الآخر
(الغرب)
، ويترك البعض منهم التحدث بها ويلقونها تحت الأقدام مدعين عجزها
على الرغم من أنها تستطيع التعبير عن أعقد المصطلحات
العلمية والثقافية الغربية والتعبير عنها بمصطلحات عربية
دقيقة واضحة .
س6 :
متى يخمل المجتمع ؟
جـ :
يخمل المجتمع عندما يتوقف عن التقدم والرقي ويتوارى العلم فيه .
س7 :
كيف يعوق ضعف العرب نمو اللغة ؟
جـ :
عندما يهملون الإبداع بلغتهم وينصرفون عن التأليف
بها ويهملون استخدامها في العلوم الحديثة فيصيبها من الضعف والخمول بقدْر ما حصل من
ذلك الانصراف والإهمال منا .
س8 : ما
العلاقة بين اللغة وأهلها ؟
جـ :
علاقة ارتباط وثيق فكلما تقدم المجتمع وارتقى علمياً وثقافياً كلما تقدمت وسمت
اللغة وجادت قرائح
(ملكات ، مواهب) أبنائها في كل مناحي
(مجالات)
المعرفة .
س9 : ما
الاتهام الموجه للغة العربية ؟
جـ :
أنها تتصف بالجمود والقصور وعدم التطور ولا تستطيع استيعاب العلوم والمعارف الحديثة
.
س10 : ما
الدليل على أن اللغة العربية ليست عاجزة في أي وقت من الأوقات ؟
جـ : الدليل
: أننا بلغتنا العربية ترجمنا وعربنا معارف اليونان والفرس ، وبعض علوم الهند ولم
تعجز العربية في يوم من الأيام عن استيعاب ذلك كله .
التذوق :
(اللغة ظل أصحابها) : تشبيه للغة بالظل ، وسر جمالها : التجسيم والتوضيح أي توضيح أن اللغة معبرة عن أحوال متكلميها ، واستعارة مكنية فيها تصوير لأصحاب اللغة بالشجرة التي لها ظل .
(إن تقدموا تقدمت) : أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب (تقدم اللغة) إن تحقق الشرط (تقدم المجتمع) . وهذا يدل على أن النتائج العظيمة لا تتحقق إلا بمقدمات منطقية ، و (تقدمت) : نتيجة لما قبلها .
(إن تأخروا تأخرت) : أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب (تأخر اللغة) إن تحقق الشرط (تأخر المجتمع) ، و(تأخرت) : نتيجة لما قبلها .
(تقدموا تقدمت - إن تأخروا تأخرت) : محسن بديعي / مقابلة تبرز المعنى وتوضحه وتقويه بالتضاد .
(وليس هناك لغة .. عاجزة عن احتواء العلم) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر اللغة بإنسان قادر لا يتصف بالعجز ، وسر جمال الصورة : التشخيص .
(وليس هناك لغة) : أسلوب قصر بتقديم الخبر (هناك) على اسم ليس (لغة) يفيد التخصيص والتوكيد ، وجاءت كلمة (لغة) نكرة ؛ لتفيد العموم والشمول .
(احتواء العلم ، أو أداء معانيه) : العطف أفاد تعدد وتنوع قوة اللغة وقدرتها الكبيرة على الاستيعاب وسعة كل المعارف ، و(احتواء) توحي بالإحاطة التامة لكل العلوم .
(لكن) : لكن تفيد الاستدراك ؛ منعاً للفهم الخاطئ وتثبيت المفهوم الصحيح .
(لكن المجتمع ينشط) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر المجتمع بإنسان ينشط ، وسر جمال الصورة : التشخيص .
(ينشط - يخمل) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(ينمو فيه العلم) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر العلم بكائن حي أو بنبات ينمو ويكبر ويترعرع ، وسر جمال الصورة : التجسيم .
(ينمو فيه العلم) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (فيه) على الفاعل (العلم) يفيد التخصيص والتوكيد .
(وتنمو لغته) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر اللغة بكائن حي أو بنبات ينمو ويكبر ويترعرع ، وسر جمال الصورة : التجسيم .
(للتعبير عما يستحدثه نمو العلم) : تعليل ، و(ما) في (عما) تفيد : العموم والشمول لكل مستجدات العلم ومبتكراته .
(للتعبير عما يستحدثه نمو العلم) : استعارة مكنية فيها تشخيص لنمو العلم ، حيث صور نمو العلم بإنسان يستحدث ويبدع ، وفيها تجسيم للعلم حيث صور العلم بنبات ينمو .
(المجتمع قد ينشط فينمو فيه العلم ، أو قد يخمل المجتمع فيقف فيه نمو العلم) : محسن بديعي / مقابلة تبرز المعنى وتوضحه وتقويه بالتضاد .
(فيقف فيه نمو العلم) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر العلم بكائن حي أو بنبات يتوقف عن النمو والترعرع ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي الصورة بالأثر السيئ لضعف وخمول المجتمع .
(فيقف فيه نمو العلم) : العبارة نتيجة لما قبلها ، وتقديم الجار والمجرور (فيه) على الفاعل (نمو العلم) أسلوب قصر يفيد التأكيد والتخصيص .
(تدخل فيه اللغة مرحلة سبات كسبات النبتة في فصل الخريف) : تشبيه تمثيلي للغة في حالة ضعفها بحالة النبات في فصل الخريف حيث تذبل وتتساقط أوراقه ، وهي صورة توحي بأهمية النشاط العلمي في إحياء وإثراء اللغة .
النص :
(فإنْ لقينَا في العربية عجزاً فذَلك عجزُ العَربِ ، أما العربيةُ فذاتُ ماضٍ عريقٍ في العلمِ ، بل هي أعرقُ اللُّغات الحيَّة قاطبةً ، فمن قبل أن تصبحَ لغاتُ اليوم لغاتِ علمٍ وأدبٍ حملت العربيةُ لواءَ العِلمِ والحضارة ، لم تعجز ولم تَهِنْ حتى غَدتْ مَضْربَ مثل اللُّغات التي عَاصَرتها ولكن ضَعف العربِ ووهَنهم عاقَا نمو اللُّغةِ وتطوُّرَها) .
اللغويات :
لقينا
: وجدنا -
عجزاً
: ضعفاً ، قصوراً
×
قدرة ، استطاعة -
ذات
: صاحبة
ج
ذوات ،
مذكرها
: ذو -
عريق
: أصيل ، كريم
ج
عراق -
اللغات الحية
: أي اللغات المستعملة
×
اللغات الميتة -
قاطبة
: جميعاً
-
حملت
: أي رفعت
×
وضعت
-
لواء
: علم ، راية ، بند
ج
ألوية -
الحضارة
: التمدّن ، أو
هي
: مظاهر الرقي العلمي والفني والأدبي والاجتماعي
×
البداوة -
تعجز :
تضعف
×
تقدر ، تستطيع -
تهن
: تضعف -
غدت
: أصبحت ، صارت -
مضرب
: أي قمة الشيء ، نموذج مثالي
ج
مضارب -
عاصرتها
: زامنتها ، واكبتها -
عاقا
: عرقلا ، أخرا
× ساندا -
تطورها
: تقدمها
×
تخلفها .
فروق لغوية :
1 - "
هذا رجل
مُضرب
عن الطعام " . أي امتنع عنه .
2
- " هذه القصة صارت
مَضْرِب
الأمثال " . أي مشهورة ، معروفة .
3 - "
مَضْرِب
الأرز في ضواحي القرية " . أي مكان قَشْرِه
4 - " أمسكت
مِضْرَب
التنس ". أي آلة ضرب الكرة .
الشـرح :
واللغة العربية إحدى اللغات العريقة . وإذا أصيبت بعجز أو ضعف ، فإنما هو عجز العرب لا عجز اللغة ، فماضيها عريق في العلم ، فقد سادت العالم أجمع ، وأصبحت لغة العلم والثقافة منذ قرون عديدة ، وليس ذلك إلا أن العرب كانوا يأخذون بأسباب التقدم ، وحينما تراجع العرب وضعفوا أدى ذلك إلى تأخر اللغة .
س1 :
لماذا كانت اللغة العربية من أعرق اللغات الحية قاطبة ؟ أو
استدل
على عراقة اللغة العربية
.
جـ : لأنها
حية منذ عشرات القرون ، واستطاعت أن تحمل لواء العلم والثقافة منذ قرون عديدة
، ومازالت قادرة على مسايرة الحضارة والتطور والتقدم
واستيعاب كل فنون المعرفة ، ولما لا وهي لغة القرآن ولغة أهل الجنة .
س2 : ما
المقصود باللغة الحية وباللغة الميتة ؟
جـ :
اللغة الحية
: هي اللغة المستعملة والمتحدث بها
إلى الآن
مثل
: اللغة العربية واللغة الإنجليزية ... إلخ .
-
اللغة الميتة :
هي اللغة المندثرة التي لا يستعملها إنسان في العالم ما عدا الباحثين .
مثل
: البابلية والمصرية القديمة . ولبعض اللغات الميتة - مثل القبطية والإغريقية
القديمة واللاتينية - استعمال ديني فقط ، لذلك تسمى تلك اللغات الميتة ذات
الاستعمال الديني : " لغات كَنَسية ".
س3 : أترى
اللغة العربية قادرة على حمل لواء العلم والحضارة في عصرنا ؟ فسر ما تقول .
جـ :
بالتأكيد فاللغة العربية بمرونتها الفائقة استطاعت أن تصمد عشرات القرون ، واستطاعت
أن تعبر عن العلم والحضارة ، فهي التي حافظت على ذخائر حضارات الهند والفرس
واليونان عندما نقلتها إليها فاستوعبتها وأضافت إليها وطورتها .
التذوق :
(فإن لقينا في العربية عجزاً) : إن تفيد : الشك في عجز لغتنا ، و تقديم الجار والمجرور (في العربية) على المفعول به (عجزاً) أسلوب قصر يفيد : التأكيد والتخصيص .
(لقينا في العربية) : إيجاز بالحذف والتقدير (اللغة العربية) .
(إن لقينا في العربية عجزاً ، فذلك عجز العرب) : أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب (عجز العرب) إن تحقق الشرط (وجود عجز في اللغة العربية) ، و (فذلك عجز العرب) : نتيجة لما قبلها .
(أما العربية فذات ماض عريق في العلم) : استعارة مكنية فيها تصوير للغة بإنسان عظيم له تاريخ وجذور ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بأصالة لغتنا وتفردها .
(بل هي أعرق اللغات الحية قاطبة) : اسم تفضيل (أعرق) يدل على أنها الأعلى والأرقى بين كل اللغات . و(قاطبة) تدل على عدم المنافسة ؛ فتفردها لا جدال فيه .
(حملت العربية لواء العلم) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر العربية بإنسان يحمل راية العلم ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بالسبق والريادة والتفوق للغتنا اللغة العربية .
(لواء العلم) : تشبيه للعلم باللواء (الراية) الذي يخفق ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي بسبق وريادة لغتنا .
(لم تعجز ولم تهن) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر العربية بإنسان يتصف بالقوة والعزة ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بعظمة وشموخ لغتنا اللغة العربية .
(لم تعجز ولم تهن) : إطناب بالترادف ؛ للتأكيد على قوة اللغة العربية .
س1 : ماذا
أفاد عطف قوله : " لم تهن" على "
لم تعجز " ؟
جـ أفاد
العطف : التأكيد على قوتها وتجددها وتطورها المستمر ، و" لم تهن"
بعد " لم تعجز "
نتيجة
لما قبلها .
(حتى غدت مضرب مثل اللغات المعاصرة) : كناية عن ريادة اللغة العربية وسبقها وبقائها وشهرتها المدوية ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(ولكن ضعف العرب ووهنهم عاقا نمو اللغة وتطورها) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر ضعف العرب ووهنهم بأشخاص تقف عائقاً أمام نمو وتطور اللغة العربية .
( ضعف العرب ووهنهم عاقا نمو اللغة) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر اللغة بكائن حي أو بنبات يتوقف عن النمو والترعرع ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي الصورة بالأثر السيئ لضعف وخمول المجتمع .
(ضعف - وهنهم) : إطناب بالترادف ؛ للتأكيد .
التعليق
:
س1 : ما الفن النثري للنص ؟
جـ : النص من فن
المقال
، وهو أحد فنون النثر في العصر الحديث ، ويمثل النص نموذجاً للمقال
الأدبي ؛
حيث يتناول موضوعاً أدبياً عن اللغة العربية ، انطلاقاً من إيمان الكاتب بأن الحفاظ
على اللغة حفاظ على الهوية .
س2 : ما
الخصائص الأسلوبية
للكاتب ؟
جـ : يتسم أسلوب
الكاتب :
1 - دقة الألفاظ وسهولتها .
2 - عمق المعاني .
3 - وضوح الفكر وترابطها .
4 - استخدام لغة الحوار .
5 - قلة المحسنات البديعية .
6 - استخدام الصور البلاغية .
س3 :
علل : استعانة الكاتب بالصور البيانية على الرغم من
أنه يطرح فكرة منطقية ؟
جـ :
استعان الكاتب ببعض الصور البيانية لتوضيح الفكرة وتقريبها إلى الأذهان
ولمزيد من
التأثير العاطفي والوجداني على المتلقي
.
س4 : ما ملامح شخصية
الكاتب
؟
جـ : الدقة في
التفكير -
القدرة على الإقناع بالدليل والبرهان - تقدير اللغة العربية والغيرة عليها .
س5 :
ما التحديات الشرسة التي واجهتها ومازالت تواجهها اللغة العربية ؟
جـ :
التحديات
الشرسة التي واجهتها ومازالت تواجهها اللغة العربية منها :
1
- استخدام العامية بدلاً من الفصحى .
2 - الهجوم على الحروف العربية بترك الكتابة بها والدعوة إلى استعمال الحروف
اللاتينية .
3 - الدعوة إلى إسقاط الإعراب في الكتابة والنطق .
4 - إغراق العربية في سيل من الألفاظ الأجنبية .
5 - محاولة تهميش اللغة العربية في الدراسة بمختلف مراحلها .
س6 :
لماذا يتحتم علينا الدفاع عن لغتنا اللغة العربية ؟
جـ : لأن
الأمة التي تهمل لغتها أمة تحتقر نفسها ، وتفرض على نفسها التبعية الثقافية للآخرين
، وسيكون مصيرها ذوبان شخصيتها التي تميزها عنهم .
س7 :
كيف نطور اللغة العربية ؟
جـ :
نطور اللغة العربية عندما نجعل اللغة روح المجتمع ، ووعاء ثقافته وعلومه الرئيسي ،
وأداته الأولى للتعبير عن فكره وحضارته ، فمن المعروف أن التاريخ لم يسجل قط أن أمة
حققت التنمية والتقدم الحضاري بلغة غيرها من الأمم .
س8 : أوجد
الكاتب علاقة تأثير وتأثر بين مكونات ثلاثة (العلم - المجتمع - اللغة) . وضح ذلك .
جـ :
بالفعل فكلما تقدم
المجتمع واستقرت مفاهيم الحضارة فيه ، وارتقى
العلم والثقافة في
هذا المجتمع كلما تقدمت وسمت
اللغة وجادت قرائح أبنائها في كل مناحي المعرفة فلغتنا
العربية ما زالت قادرة على التوسُّع والاغتناء ، واستيعاب المصطلحات والتعابير
العلمية الجديدة .
.
تدريبات
1
(اللغة ظل أصحابها ، إن تقدموا تقدمت ، وإن تأخروا تأخرت . وليس هناك لغة هي بطبيعتها لغة علم ، وأخرى هي بطبيعتها عاجزة عن احتواء العلم ، أو أداء معانيه ، ولكن المجتمع قد ينشط فينمو فيه العلم ، وتنمو لغته للتعبير عما يستحدثه نمو العلم من أفكار ، أو قد يخمل المجتمع فيقف فيه نمو العلم ، وتدخل فيه اللغة مرحلة سبات كسبات النبتة في فصل الخريف ، تجف أطرافها وتتساقط الأوراق ) .
(أ) - هات من الفقرة كلمة بمعنى (استيعاب - تيبس) ، وكلمة مضادها (قادرة - يخمل) .
(ب) - للغة وظائف متعددة وهامة . وضح .
(جـ) - ما الذي يعوق تقدم اللغة ؟
(د) - متى تدخل اللغة فصل الخريف ؟
(هـ) - استخرج من
الفقرة
:
1 - محسنين بديعيين مختلفين ، وبين سر جمالهما .
2 -
أسلوب قصر ، وبين غرضه البلاغي .
3 -
صورتين خياليتين مختلفتين ، وبين
سر جمالهما .
(و) - بمَ يتسم أسلوب الكاتب ؟
2
(فإن لقينا في العربية عجزاً ، فذلك عجز العرب ، أما العربية فذات ماض عريق في العلم ، بل هي أعرق اللغات الحية قاطبة ، فمن قبل أن تصبح لغات اليوم لغات علم وأدب ، حملت العربية لواء العلم والحضارة ، لم تعجز ولم تهن ، حتى غدت مَضْرِبَ مثل اللغات المعاصرة ، ولكن ضعف العرب ووهنهم عاقا نمو اللغة وتطورها) .
(أ) - تخير الإجابة الصحيحة لما
يلى مما بين الأقواس :
-" عريق "
مرادفها : (قديم -
جميل -
أصيل - واضح) .
-" عاقا "
مضادها : (حوّلا - شوهّها -
ساندا -
قرّبا) .
-" لواء "
جمعها : (ألوية - ألواء - لوايات - لواوي) .
(ب) - " إن لقينا في العربية عجزاً ، فذلك عجز العرب " . ناقش العبارة السابقة .
(جـ) - أترى اللغة العربية قادرة على حمل لواء العلم والحضارة في عصرنا ؟
(د) - ما المقصود بـ " اللغات الحية " ؟
(هـ) - علل : استخدام الأسلوب الخبري في الفقرة السابقة .
(و) - استخرج من
الأبيات
:
1 - تشبيه ، وبين سر جماله .
2 - استعارة ، وبين نوعها .
3 -
أسلوب قصر ، وبين غرضه البلاغي .
4 - إطناباً
، وبين
فائدته .
(ز) - ماذا أفاد عطف قوله : " لم تهن" على " لم تعجز " ؟
(ح) - من أي فنون النثر هذا النص ؟
قالوا عن اللغة العربية
قال
المستشرق المجري عبد الكريم جرمانوس :
" إنّ في الإسلام سنداً هامّاً للغة العربية أبقى على روعتها وخلودها فلم تنل منها
الأجيال المتعاقبة على نقيض ما حدث للغات القديمة المماثلة ، كاللاتينية حيث انزوت
تماماً بين جدران المعابد.
ولقد كان للإسلام قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوب التي اعتنقته حديثاً ، وكان
لأسلوب القرآن الكريم أثر عميق في خيال هذه الشعوب فاقتبست آلافاً من الكلمات
العربية ازدانت بها لغاتها الأصلية فازدادت قوةً ونماءً.
والعنصر الثاني الذي أبقى على اللغة العربية هو مرونتها التي لا تُبارى ، فالألماني
المعاصر مثلاً لا يستطيع أن يفهم كلمةً واحدةً من اللهجة التي كان يتحدث بها أجداده
منذ ألف سنة ، بينما العرب المحدثون يستطيعون فهم آداب لغتهم التي كتبت في الجاهلية
قبل الإسلام".
وقال المستشرق الألماني يوهان فك :
"إن
العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة
، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم
الإسلام في الثقافة والمدنية ، لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى
من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر ، وإذا صدقت البوادر
ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية
الإسلامية" .
وقال
جوستاف جرونيباوم :
"
عندما أوحى الله رسالته إلى رسوله محمد أنزلها - قرآناً عربياً " والله يقول لنبيّه
" فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدّاً " وما من لغة تستطيع
أن تطاول اللغة العربية في شرفها ، فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة الله
النهائية ، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودع الله في سائر
اللغات من قوة وبيان ، أما السعة فالأمر فيها واضح ، ومن يتّبع جميع اللغات لا يجد
فيها على ما سمعته لغة تضاهي اللغة العربية ، ويُضاف جمال الصوت إلى ثروتها المدهشة
في المترادفات.
وتزيّن الدقة ووجازة التعبير لغة العرب ، وتمتاز العربية بما ليس له ضريب من اليسر
في استعمال المجاز ، وإن ما بها من كنايات ومجازات واستعارات ليرفعها كثيراً فوق كل
لغة بشرية أخرى ، وللغة خصائص جمّة في الأسلوب والنحو ليس من المستطاع أن يكتشف له
نظائر في أي لغة أخرى ، وهي مع هذه السعة والكثرة أخصر اللغات في إيصال المعاني ،
وفي النقل إليها ، يبيّن ذلك أن الصورة العربية لأيّ مثل أجنبيّ أقصر في جميع
الحالات ، وقد قال الخفاجي عن أبي داود المطران - وهو عارف باللغتين العربية
والسريانية - أنه إذا نقل الألفاظ الحسنة إلى السرياني قبُحت وخسّت ، وإذا نُقل
الكلام المختار من السرياني إلى العربي ازداد طلاوةً وحسناً ، وإن الفارابي على حقّ
حين يبرّر مدحه العربية بأنها من كلام أهل الجنّة ، وهو المنزّه بين الألسنة من كل
نقيصة ، والمعلّى من كل خسيسة ، ولسان العرب أوسط الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً "
.
وقال "هايوود":
"إنَّ العربَ في مجال المعجم يحتلُّون مكانَ المركز، سواء في الزَّمانِ أو المكان،
بالنسبةِ للعالم القديمِ أو الحديثِ، وبالنسبة للشرقِ أو الغربِ"
وقال "كارلونلينو":
"اللغةُ
العربية تفوقُ سائرَ اللغاتِ رونقًا وغنًى، ويَعجِز اللسانُ عن وصفِ محاسنها".
وقال "فان ديك" (الأمريكي):
"العربيةُ أكثر لغاتِ الأرض امتيازًا، وهذا الامتيازُ من وجهين؛ الأول: من حيث ثروة
معجمِها، والثاني: من حيث استيعابها آدابها".
وقال "فيلا سبازا":
"اللغةُ العربية من أغنى لغاتِ العالم، بل هي أرقى من لغاتِ أوروبا؛ لتضمنها كلَّ أدواتِ التعبير في أصولها، في حين أنَّ الفرنسيةَ والإنجليزية والإيطالية وسواها قد تحدرت من لغاتٍ ميتة، ولا تزال حتى الآن تعالِجُ رمم تلك اللغاتِ لتأخذَ من دمائِها ما تحتاجُ إليه"[95].
قال
المستشرق الألماني أوجست فيشر :
" وإذا استثنينا الصين فلا يوجدُ شعبٌ آخرُ يحقّ له الفَخارُ بوفرةِ كتبِ علومِ
لغتِه ، وبشعورِه المبكرِ بحاجته إلى تنسيقِ مفرداتها ، بحَسْبِ أصولٍ وقواعدَ غيرَ
العرب". ( مقدمة المعجم اللغوي التاريخي - أوغست فيشر)
قال
المستشرق ألفريد غيوم- عن العربية :
" ويسهل على المرء أن يدركَ مدى استيعابِ اللغةِ العربيةِ واتساعها للتعبير عن جميع
المصطلحات العلمية للعالم القديم بكل يسرٍ وسهولة ، بوجود التعدد في تغيير دلالة
استعمال الفعل والاسم ...
... ويضرب لذلك مثلاً واضحاً يشرح به وجهة نظره حيث يقول :" إن الجذر الثلاثي
باشتقاقاته البالغة الألفَ عَدّاً ، وكلٌ منها متّسق اتساقاً صوتياً مع شبيهه ،
مشكّلاً من أيّ جذر آخر ، يصدر إيقاعاً طبيعياً لا سبيل إلى أن تخطئه الأذن ، فنحن
( الإنكليز ) عندما ننطق بفكرة مجرّدة لا نفكر بالمعنى الأصلي للكلمة التي
استخدمناها ، فكلمة (Association) مثلاً تبدو منقطعة الصلة بـ ( Socins ) وهي الأصل
، ولا بلفظة (Ad) ، ومن اجتماعهما تتألف لفظة ( Association ) كما هو واضح وتختفي
الدالّة مدغمة لسهولة النطق ، ولكن أصل الكلمة بالعربية لا يمكن أن يَسْتَسِرّ
ويَسْتَدِقّ على المرء عند تجريد الكلمة المزيدة حتى يضيع تماماً ، فوجود الأصل
يظلّ بَيّناً محسوساً على الدوام ، وما يعدّ في الإنجليزية محسّناتٍ بديعيةً لا
طائل تحتها ، هو بلاغةٌ غريزيةٌ عند العربي ".
وقال
المستشرق الألماني نولدكه عن العربية وفضلها وقيمتها :
" إن اللغة العربية لم تَصِرْ حقّاً عالميةً إلا بسبب القرآن والإسلام ، وقد وضع
أمامنا علماءُ اللغة العرب باجتهادهم أبنيةَ اللغة الكلاسيكية ، وكذلك مفرداتها في
حالة كمالٍ تامٍّ ، وأنه لا بدّ أن يزداد تعجب المرء من وفرة مفردات اللغة العربية
، عندما يعرف أن علاقات المعيشة لدى العرب بسيطةٌ جداً ، ولكنهم في داخل هذه
الدائرة يرمزون للفرق الدقيق في المعنى بكلمةٍ خاصّةٍ ، والعربية الكلاسيكية ليست
غنيّةً فقط بالمفردات ولكنها غنيةٌ أيضاً بالصيغ النحوية ، وتهتمّ العربية بربط
الجمل ببعضها ... وهكذا أصبحت اللغة ( البدويّة ) لغةً للدين والمنتديات وشؤون
الحياة الرفيعة ، وفي شوارع المدينة ، ثم أصبحت لغةَ المعاملات والعلوم ، وإن كلَّ
مؤمنٍ غالباً جداً ما يتلو يومياً في الصلاة بعض أجزاء من القرآن ، ومعظم المسلمين
يفهمون بالطبع بعض ما يتلون أو يسمعون ، وهكذا كان لا بُدّ أن يكون لهذا الكتاب من
التأثير على لغة المنطقة المتّسعة ما لم يكن لأيّ كتابٍ سواه في العالم ، وكذلك
يقابل لغة الدين ولغة العلماء والرجل العادي بكثرة ، ويؤدّي إلى تغيير كثيرٍ من
الكلمات والتعابير في اللغة الشعبية إلى الصحّة)
وقال
المستشرق الفرنسي رينان :
" من أغرب المُدْهِشات أن تنبتَ تلك اللغةُ القوميّةُ وتصل إلى درجة الكمال وسط
الصحاري عند أمّةٍ من الرُحّل ، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ مفرداتها
ودقّةِ معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها ، ولم يُعرف لها في كلّ أطوار حياتها طفولةٌ
ولا شيخوخةٌ ، ولا نكاد نعلم من شأنها إلاّ فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبارى ،
ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملةً من غير تدرّج وبقيت حافظةً
لكيانها من كلّ شائبة " .
وقال
المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون :
" استطاعت العربية أن تبرز طاقة الساميين في معالجة التعبير عن أدق خلجات الفكر
سواءً كان ذلك في الاكتشافات العلمية والحسابية أو وصف المشاهدات أو خيالات النفس
وأسرارها.
واللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي ، والعربية من أنقى
اللغات ، فقد تفرّدت بتفرّدها في طرق التعبير العلمي والفني والصوفي ، إنّ التعبير
العلمي الذي كان مستعملاً في القرون الوسطى لم يتناوله القدم ولكنه وقف أمام تقدّم
القوى المادية فلم يتطوّر.
أما الألفاظ المعبّرة عن المعاني الجدلية والنفسانية والصوفية فإنها لم تحتفظ
بقيمتها فحسب، بل تستطيع أن تؤثر في الفكر الغربي وتنشّطه
ثمّ ذلك الإيجاز الذي تتسم به اللغة العربية والذي لا شبيه له في سائر لغات العالم
والذي يُعدّ معجزةً لغويةً كما قال البيروني " .
وقالت
المستشرقة الألمانية زيجفريد هونكه :
" كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمالَ هذه اللغة ومنطقَها السليم وسحرَها الفريد ؟
، فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة ، فلقد
اندفع الناس الذين بقوا على دينهم في هذا التيار يتكلمون اللغة العربية بشغفٍ ، حتى
إن اللغة القبطية مثلاً ماتت تماماً ، بل إن اللغة الآرامية لغة المسيح قد تخلّت
إلى الأبد عن مركزها لتحتلّ مكانها لغة محمد " .
وقال
المستشرق الألماني كارل بروكلمان :
" بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع مدىً لا تكاد تعرفه أيُّ لغةٍ أخرى من لغات
الدنيا ، والمسلمون جميعاً مؤمنون بأن العربية وحدها اللسانُ الذي أُحِلّ لهم أن
يستعملوه في صلاتهم ... " .
وقال د.
جورج سارتون :
" وهبَ اللهُ اللغة العربية مرونةً جعلتها قادرةً على أن تدوّن الوحي أحسن تدوين
... بجميع دقائق معانيه ولغاته ، وأن تعبّر عنه بعباراتٍ عليها طلاوة وفيها متانة "
.
وقال
المستشرق الألماني فرنباغ :
" ليست لغة العرب أغنى لغات العالم فحسب ، بل إن الذين نبغوا في التأليف بها لا
يكاد يأتي عليهم العدّ ، وإن اختلافنا عنهم في الزمان والسجايا والأخلاق أقام بيننا
نحن الغرباء عن العربية وبين ما ألفوه حجاباً لا يتبيّن ما وراءه إلاّ بصعوبة" .
وقال
الأستاذ ميليه :
" إن اللغة العربية لم تتراجع عن أرض دخلتها لتأثيرها الناشئ من كونها لغة دين ولغة
مدنية ، وعلى الرغم من الجهود التي بذلها المبشرون ، ولمكانة الحضارة التي جاءت بها
الشعوب النصرانية لم يخرج أحد من الإسلام إلى النصرانية ، ولم تبق لغة أوربية واحدة
لم يصلها شيء من اللسان العربي المبين ، حتى اللغة اللاتينية الأم الكبرى ، فقد
صارت وعاءً لنقل المفردات العربية إلى بناتها ".
وقال
الفرنسي جاك بيرك :
" إن أقوى القوى التي قاومت الاستعمار الفرنسي في المغرب هي اللغة العربية ، بل
اللغة العربية الكلاسيكية الفصحى بالذات ، فهي التي حالت دون ذوبان المغرب في فرنسا
، إن الكلاسيكية العربية هي التي بلورت الأصالة الجزائرية ، وقد كانت هذه
الكلاسيكية العربية عاملاً قوياً في بقاء الشعوب العربية " .
وقال
وليم ورك :
( إن
للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر).
- قال
الفرنسي وليم مرسيه :
(
العبارة العربية كالعود ، إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت ،
ثم تُحَرَّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوْكباً من العواطف
والصور ) .