تبادلت بعض القصائد مع الشاعر

مع الشاعر محمد الصالح الغريسي

هو

أحلام العاشق الغريب

***
كم كنت أحلم أن تكوني دميتي ،
أخفيك بين جوانحي،
و أقيك من برد الشّتا،
و من الهجير إذا استعر…
كم كنت أحلم أن تكوني زورقي،
أغزو به كل الشّواطئ و الجزر…
تختال من حولي النّوارس في السّما،
و تعانق الأمواج حبّات المطر…
كم كنت أحلم أن تكوني جنّتي ،
و الكوثر المنساب،
و الزّهر العطر.
نجني من الثّمرات ما يحلو لنا،
و ننام بين الزّهر يحرسنا القدر…
أتلو على سمع الزّمان قصائدي،
فتغار من شعري الملائك و البشر،
ويغار من شعري الزّمان لأنّني ،
شبّهت وجهك بالقمر …
مجنونة أنت ،
و يعجبني جنونك في الهوى،
فأنا أحبّك مثلما أنت ،
و في كلّ الصّور.
مجنونة أنت ، و مجنون أنا،
بسواد شعرك و الحور …
يا ربّ قد تعب الفؤاد من النّوى،
و الجفن أرّقه السّهر.
يا ليتني يوما أفوز بوصلها؛
سأكون أسعد من أحبّ من البشر.

 

أنا

***

صورٌ صورْ!

يا "غارسَ" الاشجان ِ
بالألحان ِ
في وجهِ القمر!!

بالأمنياتِ الشيقاتِ
الباسماتِ
إلى السوادِ!
علىَ الحورْ!

ما أجملَ الشعرَ الجميلَ
إذا تدفق َ
و أنهمرْ

من شاعر ٍ بهرَ الرؤىَ
فتلألأتْ
منهُ الصورْ

مثلَ الأزاهر ِ
في المروج ِ تبسمتْ
وَ لـْهىَ
فعانقها المطرْ

و كعاشِق ٍ..
مجنون ُ
في حبٍ
تمكنَ و استعرْ!

يا من هَـواهُ لدُمْيةٍ
تغتالُ بالحسن ِ
البصرْ!

يلهو بها
في قلبهِ
لما تمكنَ و اقتدرْ!

مهلا ً عليَّ حبيبتي
ظهرتْ!
كأطياف ِ السَّحَرْ!

و أنا الذي
مثلَُ الدًّمَىَ

و هْيَ التي
صارتْ
قدرْ!!!
***

هنِـأتُ لكَ
الأيام
طوعًا في مُرادِكَ
و الوَطرْ!!

و أجيءُ بعدَكَ
قاطِـفـًا
ثمري الورَيف ِ
و ننتصرْ!

و هناكَ ينقطعُ
السؤالَُ!
و يبتدي
وَقتُ
الاجابةِ و الخبرْ!!
.

 

هو

***

.............صمت القبور...


يا شاطئ الأحزان …
ما عادت نوارس في السّماء تحلّق…؟
قد عوّضتها بومة و غراب.
هذي …مراكبك الّتي
تاهت بعرض اللّيل في ترحالها ،
قد لفّها منذ البعيد ضباب…
هذي …مدائنك الّتي
رقصت تفوح بعطرها…
قد زارها بعد النّعيم خراب…
هذي …رياضك…
لا ورود و لا شذى،
قد عاث فيها جندب و ذباب.
هذي …مقابرك الّتي أضحت تضيق بأهلها،
ما عاد فيها للحياة جواب…
ما بال شارون اعتلى عرش الجماجم صاخبا.
و على الوجوه من الدّماء خضاب…؟
أذكى لهيب النّار بين تلالنا ،
فإذا الفضاء ملبّد…
تعلوه من سحب الدّخان قباب
نيران شارون استباحت كلّ شيء…
شوّهت سحر القرى.
أضحت تطارد كلّ حيّ ،
لا ترقّ لمن يصاب.
يا قرية الأشباح
قد باءت ثمود بذنبها
و أصابها بعد النعيم عقاب.
أم أنّكم لم تقرؤوا التّاريخ ،
أم… أنّ العقول تبلّدت ،
وأصابها بعد الرّشاد مصاب؟.
أفلا صلاح الدّين فيكم بيننا …؟
أم أنّ نسوتكم عدمن ولادة،
وتعطّل الإنجاب…؟

 

***

أنا

ما هاهنا عربٌ و لا إعرابُ
فالأرضُ قفرٌ و البحورُ يـَبابُ

و الناسُ في دربِ العلا ء ِ سباقها
إن السناءَ تفوقٌ و غِـلابُ

و بنو العـروبةِ في اختلاف ٍ حَـلـُّـهُ
-
قبلَ الكلام ِ – مدافع ٌ و حِـرابُ

قـْـتـْـلىَ العُـروبةِ – في القبور ِ – خصومهمْ
عربٌ و ليسوا عنْ هنا أغرابُ

" أسدٌ عليَّ و في الحروبِ نعامة ٌ " (1)
و علىَ المكاسب ِ بومة ٌ و غـُرابُ!!

كم من قرون ٍ نحن فيها عالة ٌ
لا في "البعير ِ" و لا النقير ِ نصابُ !!

ما ذا يفيدُ ؟ و أنجبت عربية ٌ !؟
و لدًا وَ ليسَ لنهضةٍ أسبابُ!؟

إن الشعوبَ بفكرها و علومِها..!!
و عزيمة ٍ في حدِّها إعطابُ

ما ذا يفيدُ الجمعُ منْ أعدادنا؟
عَددٌ غثاءٌ ! و الفنارُ سرابُ!
======
(1)
اقتباس من التراث.
***