أحلام
العاشق الغريب
***
كم كنت
أحلم أن تكوني دميتي ،
أخفيك بين
جوانحي،
و أقيك من
برد الشّتا،
و من
الهجير إذا استعر…
كم كنت
أحلم أن تكوني زورقي،
أغزو به كل الشّواطئ و الجزر…
تختال من
حولي النّوارس في السّما،
و تعانق
الأمواج حبّات المطر…
كم كنت
أحلم أن تكوني جنّتي ،
و الكوثر
المنساب،
و الزّهر العطر.
نجني من
الثّمرات ما يحلو لنا،
و ننام بين
الزّهر يحرسنا القدر…
أتلو على
سمع الزّمان قصائدي،
فتغار من
شعري الملائك و البشر،
ويغار من شعري الزّمان لأنّني ،
شبّهت وجهك
بالقمر …
مجنونة أنت
،
و يعجبني
جنونك في الهوى،
فأنا أحبّك
مثلما أنت ،
و في كلّ
الصّور.
مجنونة أنت
، و مجنون أنا،
بسواد شعرك
و الحور …
يا ربّ قد
تعب الفؤاد من النّوى،
و الجفن أرّقه السّهر.
يا ليتني
يوما أفوز بوصلها؛
سأكون أسعد
من أحبّ من
البشر.
أنا
***
صورٌ صورْ!
يا "غارسَ"
الاشجان ِ
بالألحان ِ
في وجهِ
القمر!!
بالأمنياتِ الشيقاتِ
الباسماتِ
إلى
السوادِ!
علىَ
الحورْ!
ما أجملَ الشعرَ
الجميلَ
إذا تدفق َ
و أنهمرْ
من شاعر ٍ بهرَ الرؤىَ
فتلألأتْ
منهُ
الصورْ
مثلَ الأزاهر ِ
في المروج
ِ تبسمتْ
وَ لـْهىَ
فعانقها
المطرْ
و كعاشِق ٍ..
مجنون ُ
في حبٍ
تمكنَ و
استعرْ!
يا من هَـواهُ لدُمْيةٍ
تغتالُ
بالحسن ِ
البصرْ!
يلهو بها
في قلبهِ
لما تمكنَ
و اقتدرْ!
مهلا ً عليَّ حبيبتي
ظهرتْ!
كأطياف ِ
السَّحَرْ!
و أنا الذي
مثلَُ
الدًّمَىَ
و هْيَ التي
صارتْ
قدرْ!!!
***
هنِـأتُ لكَ
الأيام
طوعًا في
مُرادِكَ
و الوَطرْ!!
و أجيءُ بعدَكَ
قاطِـفـًا
ثمري
الورَيف ِ
و ننتصرْ!
و هناكَ ينقطعُ
السؤالَُ!
و يبتدي
وَقتُ
الاجابةِ و
الخبرْ!!
.
***
.............صمت القبور...
يا شاطئ
الأحزان …
ما عادت
نوارس في السّماء تحلّق…؟
قد عوّضتها بومة و غراب.
هذي …مراكبك
الّتي
تاهت بعرض
اللّيل في ترحالها ،
قد لفّها منذ البعيد ضباب…
هذي …مدائنك
الّتي
رقصت تفوح
بعطرها…
قد زارها بعد النّعيم خراب…
هذي …رياضك…
لا ورود و
لا شذى،
قد عاث
فيها جندب و ذباب.
هذي …مقابرك
الّتي أضحت تضيق بأهلها،
ما عاد
فيها للحياة جواب…
ما بال
شارون اعتلى عرش الجماجم صاخبا.
و على
الوجوه من الدّماء خضاب…؟
أذكى لهيب
النّار بين تلالنا ،
فإذا
الفضاء ملبّد…
تعلوه من
سحب الدّخان قباب
نيران
شارون استباحت كلّ شيء…
شوّهت سحر
القرى.
أضحت تطارد كلّ حيّ ،
لا ترقّ
لمن يصاب.
يا قرية
الأشباح
قد باءت
ثمود بذنبها
و أصابها
بعد النعيم عقاب.
أم أنّكم
لم تقرؤوا التّاريخ ،
أم… أنّ العقول تبلّدت ،
وأصابها
بعد الرّشاد مصاب؟.
أفلا صلاح
الدّين فيكم
بيننا …؟
أم أنّ
نسوتكم عدمن ولادة،
وتعطّل
الإنجاب…؟
***
أنا
ما هاهنا عربٌ و لا
إعرابُ
فالأرضُ
قفرٌ و البحورُ يـَبابُ
و الناسُ في دربِ العلا
ء ِ سباقها
إن السناءَ
تفوقٌ و غِـلابُ
و بنو العـروبةِ في
اختلاف ٍ حَـلـُّـهُ
- قبلَ
الكلام ِ – مدافع ٌ و حِـرابُ
قـْـتـْـلىَ
العُـروبةِ – في القبور ِ – خصومهمْ
عربٌ و
ليسوا عنْ هنا أغرابُ
" أسدٌ عليَّ و في
الحروبِ نعامة ٌ " (1)
و علىَ
المكاسب ِ بومة ٌ و
غـُرابُ!!
كم من قرون ٍ نحن فيها
عالة ٌ
لا في "البعير
ِ" و لا النقير ِ نصابُ !!
ما ذا يفيدُ ؟ و أنجبت
عربية ٌ !؟
و لدًا وَ
ليسَ لنهضةٍ أسبابُ!؟
إن الشعوبَ بفكرها و
علومِها..!!
و عزيمة ٍ
في حدِّها إعطابُ
ما
ذا يفيدُ الجمعُ منْ أعدادنا؟
عَددٌ
غثاءٌ ! و الفنارُ سرابُ!
======
(1) اقتباس
من التراث.
***