تبادلت بعض القصائد مع الشاعر

تبادلت بعض القصائد مع الشاعر (همس النسيم) من المملكة العربية السعودية و إنني إذ انشر هذه القصائد و الشاعر مبدع حقا.

المجموعة الأولى

هو

أوْمَأْتِ فَانْجَذَبَتْ إِلَيْكِ مَشَاعري

تَشْتاقُ صَدْراً دَافِئاً وَحَنونَا

وَهتَفْتِ بِاسْمِيَ فانْسَكَبْتُ قَصِيدةً

عَذْراءَ تنبشُ حُبِّيَ المدفونَا

فَلَكُ الغَرَامِ لهُ يَمِينيَ مِحْوَرٌ

يَجْرِي بِإِذْني تَحَرُّكَاً وَسُكُونا

شاخَ المدى واحدَوْدَبَتْ لهُ قامةٌ

لكَنَّ حُبِّيَ لاَ يَزَالُ جَنينَا

فَإِذَا ذَكَرْتُكِ تَسْتَفِيقُ مَشَاعِرِي

حِيناً وَحِيناً تسْتَهيمُ جُنونَا

وتذوبُ شَدواً في الوصَالِ وتارةً

تنسابُ من فرطِ الحنينِ أَنينَا

روحي وقلبيَ شَاهدانِ بِأَنَّني

ما كُنتُ قبلكِ عاشقاً مفتونَا

صُبّي مَشَاعِرَكِ الدَفيئةَ فِي دَمِي

وَتَفَجَّرِي بالوجْدِ فِيَّ عُيونَا

ودعي الغَرَامَ بِدَاخلي يَنْمُو بِهِ

غُصْنٌ تَفَرَّعَ بِالمَواجِدِ تِينَا

وَهَبِي الفُؤَادَ سَعَادةً إنَّ الهَوَى

لاَ يَسْتَقِرُّ إذَا انْسَكَبْتِ شُجونَا

هذي طُيوفُكِ في عُيونِيَ حُوّمٌ

تَرْتادُ فِيهَا مَحَاجِراً وجُفونَا

وأخالُ ذكراكِ الحبيبةَ أشرقتْ

شمساً تُبدِّدُ وحشةً وظنونَا

وتزيلُ أوهاماً وتطردُ غيهباً

عن ناظريَّ فأَسْتَزيدُ يقينَا

تُوحي ليَ الأشعارَ حتىّ كأنَّني

منها انسكبتُ مواهباً وفنونَا

فلأنتِ أنتِ الطُهْرُ والشَرفُ الذي

كانَ العفافُ بِجانبيهِ مَصونَا

أنتِ العفافُ وما سِوَاكِ وإنْ سَمَا

طُهراً ، تموجُ به الحياةُ مُجونَا

زَغْرَدْتُ بِاسْمِكِ يَا مليحةُ أَرْتَجِي

وعداً يُحِيلُ جَهَنّمي نِسْرِينَا

وَتُدَقُّ أَجْراسُ اللِّقَاءِ فَأَنْتَشِي

مَا إنْ سمعتُ لصَوتِهِنَّ رَنينَا

يا مَنْ فَرشتُ لهَا جَميعَ جوانِحي

حبّاً وَأَشْرَعْتُ الفُؤادَ مَعِينَا

يا صوتَ ميلادي وعطرَ طفولتي

وشَبابَ أيامي ، المليءَ حَنينَا

أَسْكَنْتِ قَلْبِيَ في الهَوَى وَسَكَنْتِهِ

أَنْعِمْ بِقَلْبِيَ سَاكِناً مَسْكونَا

هاكِ اعزُفيني أحرُفاً مَنْظُومَةً

تَشْتَاقُ مِنْكِ لِنَظْمِهَا تَلْحِينَا

وَتَذَكَّرِي يومَ اليدانِ تَشَابَكَتْ

شوقاً بِشَوْقٍ يُسْرَةً وَيَمِينَا

فَأُحِسُّ نَبْضِيَ في يَدَيكِ كَأَنَّهُ

يَرْتادُ فِيهَا بَيْتَهُ المَسْكونَا

كمْ كانَ قلبيَ في يمينكِ يشتهي

سِجْنَ الأناملِ ، فاتْرُكيهِ سَجينَا

لا تُطْلقِيهِ فَمَا لَهُ حُرِّيةٌ

إنْ لم يكُنْ في رَاحتَيْكِ رَهِينَا

فَرَشَ الهَوَى في دَرْبِنا أَزْهَارَهُ

شوقاً وَأيقَظَ ما تَمَوّجَ فينَا

إِنَّ الغَرَامَ إذَا تَصَافَى أهلُهُ

فِيهِ أَقَامُوا لِلنَوَى تأبِينَا

فَإِذَا الفراق تَطَاوَلَتْ سَكِّينُهُ

قَهْراً لِتُرْدِي المُسْتَهَامَ طَعِينَا

هَبَّتْ جُيوشُ مَحَبَّتِي غَضْبَانةً

تَطْوي الفراقَ وَتَجْرَحُ السِكِّينَا !!

هذا فؤاديَ قد تصحّرَ ظامئاً

فاسْقيهِ من سُحُبِ الوصَالِ مُزونَا

مَا بَيْنَنَا الْتَذَّ اللقاءُ كَأنَّما

(لَيلى)تُطَبّبُ(قَيسَها المَجْنُونَا)

إني وأجنحةُ الخيالِ مَراكِبي

عَنونتُ باسمِكِ شِعريَ المَوزونَا

وحلفتُ لاَ أَدَعِ الصَبابةَ والهَوَى

(حَتَّى أُوَسَّدَ في التُرابِ دَفِينَا)

أنا

=

يا شاعرًا كم عاشق ٍ – من قبلنا!!-

كم ناسج ٍ من حزنهِ تلحينا!!

يهوى و يعشقُ صادقا في حبهِ

و يعودُ مكسورَ الفؤادِ حزينا

يهوىَ.. و تهوىَ من تراهُ مجافِـيـًا

طبعُ العنادِ – لدى الظباءِ – قمينـا

لا تستكينُ لعاشق ٍ في حبها

يأتي الجديدُ لينتهي مدفونا

فإذا انتهى دفن القديم ِ تحولتْ

صوبَ الجديد ِ مشاعرًا و جبينا!

كم ْ من رقيق ٍ في المشاعر ٍ تائهٍ

كانتْ أمانيهِ عليهِ كمينا!!

 

كم شاعر ٍ بدأ الحكاية َ باسمًا

متفائلا ً غيدًا و حورًا عينا!!

و مشى لينثرَ في سماءاتِ الهوىَ

صورَ الجمال ِ على الهوى تـُغـْرينا

و يصوغ من نسج الخيال ِ حدائقـًا

و يصبُُّ من نبض ِ الفؤادِ لـُجينا

و يدورُ دهرٌ بالفواجع ِ حافلٌ

يومـًا ليصبحَ – ماضيـًا – مسكينا!!

و تعودُ للدفن – القديم ِ – لينتهي

و كسابقيهِ ضحية ً و دفينا!!

طبعُ الجميلة ِ !- لا أمان لحبها-

فأخترْ فديتكَ دينها المأمونا

و أنسَ الدواعِـجَ و اللواحظ َ و اللمىَ

و أحرصْ على خـُلـُـق ِ الكرام ِ و دينا!!

حلـَّـقـْتَ في دنيا الجمال ِ و أبدَعتْ

منكَ الحرفُ – تنوَّعتْ تلوينا

فيها المعاني و المشاعر ُ و الرؤىَ

نثرتْ علينا باقة ً نسرينا!

سلمت يداكَ لأسطر ٍ تأتى لنا

سلوىَ على صيدِ الظباء ِ مـُعينا!!

 

هو

 

وتَبَرَّجَتْ في راحتيكَ القافياتُ فُتونا

تَسبِي قُلوباً إذْ تشدُّ عيونَا

 

حُورِيَّةُ الشعرِ اصطفَاكَ فُؤادُها

دونَ الأنامِ عَشيقَها المَفتُونَا

ما حيلَتي وأَنا وأنتَ توائمٌ

في العشقِ نَحيَا سعيرَه المَجنونَا

الشعرُ لا يسعُ المواجدَ إنَّها

أسْمَى بأنْ تَحيا القصيدَ سُجُونَا

لا لاَ تَلُمْني فللصبابةِ خافقٌ

ما بينَ أضْلاَعي يَضِجُّ أَنينا

لا أدعي عشقاً ببضعةِ أحرفٍ

فالعشقُ أرفعُ من يدَيّ مُتونا

العشقُ بعثَرَني ومثلُكَ عارفٌ

ماذَا يُثيرُ الاشتياقُ شُجونَا ؟!

خَلَّفْتَني فوقَ الدفاترَ جُثَّةً

بَخِلَتْ عليَّ دفاتري تَكفِينا !!

ارفقْ ـ فديتُكَ ـ لا تعقَّ جنازةً

هَرِمَتْ هُناكَ علَى الحُروفِ سُكونا

يا حاضنَ الحرفِ البَهيِّ تلهبتْ

رُوحِي وروحُكَ في العِنَاقِ حَنينَا

هلْ لي بأنْ أَلِجَ الجَمَالَ بِأَكمَلي

لأعبَّ منكَ مواهباً وفنونَا ؟!

وأُعيدَ ترتيبي وفوضَى ملامِحي

وأقومَ حَيَّاً أستفيضُ يَقِينَا؟!

 

أنا

 

قفْ شامخـًا و هب ِ الحياة َ لحونا

و أدِمْ علينا من رُؤاكَ مـَـعينا

يا صاحبَ الحرفِ الأنيق ِ تكلمتْ

منكَ الحروفُ و أمطرتْ نسرينا

و تبخترَتْ روح الجمال ِ على الورى

أملا ً مـُنيرًا عاشقـًا و سـَخينا

لا لن أثبـِّط ِ من هيامكَ في التي

ترجو لديها وَصْلـَـكَ المظنونا!

جعلَ الإله حبيبَ قلبكَ في المنىَ

يسعىَ إليك على هواكَ مُـعينا

و لتسْعَـدا دهرًا بديعـًا باهرًا

مـَغـْـنىً جميلا ً دوحَة ً و مزونا

***

هذا التفاؤلُ منكَ عادَ بيَ الورا..

مهلا ً !! لأنـْـبـُـشَ حظيَ المدفونا!

و أعيدَ سيريَ في دروبِ سعادة ٍ

وأقيمَ في دربِ الغرام ِ كمينا!!

و لعلني لما تـَخِـذ ُتــُـكَ صاحبـًا

أحظى بحظٍ لا يكون..غـَـبـيـنا

و تسير ُ في حـُـلل ِ الزِّفاف ِ منعّمـًا

حبـًا مُداما شائقـًـا... و بنينا!!!

ابدِعْ.. و هاتِ.. و دُمْ علينا مـُـبـْهـِـرًا

و ضع ِ الحروفَ على اللحون ِ...غـُـصونا

فـلقـدْ سئِـمْـتُ من القريض ِ مجَـعـْجِـعــًا !!

تـُعـْسـًا إليهِ !! و لا أريد ُ طحينا!!!!

****

أنا

 

يا شاعرًا صادقــًا هلـَّـتْ مآقيهِ

مثلَ السحائبِ من حب ٍ يُـعـَـنـِّـيهِ

و معلنـًا حبهُ بالحرف ِ يجعلنا

علىَ شقاء ٍ نعاني ما يعانيهِ !!

صنعتَ بالحرف ِ بالألحان ِ راقصة ً

لحنا أنيسـًا بديعــًا في قوافيهِ

و بحتَ بالحبِّ صدّاحـًا علىَ ملأ ِ

و لستَ عنا – و لا عنهُ – بخافيهِ

شراكَ باللحن ِ بالتحليق ِ منطلقـًا

و أنتَ حلـَّـقـْتَ منْ فيض ِ معانيهِ

كلاكما ساحرٌ في حقِّ صاحبهِ

فأنتِ بالشجن ِ الدّفاق ِ ترميهِ

وَ هُوُ بلحظ ٍ و أطيافٍ وَ أجنحـَـةٍ

و بعض ِ شئ ٍ – عن ِ الأسْرار ِ – تـُخـْـفـيهِ!!

من طهرهِ أنتَ في نـُسْـكٍ و صَوْمَعةٍ

بكلَّ حرف ٍ من الأشعار ِ تعنيهِ

و من فؤاد ٍ عليل ٍ فيهِ مرتهنٌ

لدى مروج ٍ حسان ٍ في مغانيهِ

من وصفهِ – منكَ – كدتُ اليوم َ أعشقهُ

لولا الحياءُ لقلتُ الآنَ : بِـِعـْـنـيهِ!!

و أشتريهِ و أعطي ألف قافيةٍ

و كلَّ شئ لدينا أنتَ باغيهِ!!

****

أحْسَـنـْتَ شعرًا و تصويرًا و أبنية ً

منَ المعاني أتتْ من دون ِ تمويهِ

دامتْ مـُـناكَ على و صل ٍ تؤمـِّـلهِ

و يسعدُ القلبُ نوّالا ً أمانيهِ

و اسمحْ – فديتكَ – فالأخطاءُ من قلم ٍ

علىَ هواهُ لأنيَّ لا أمـَـلـِّـيـهِ!!!

...

..

هو

 

ويا صدىً حسدَ المزمارُ رنَّتَهُ  

سبحانَ ربّيَ يحمي كلَّ محسودِ

مازلتَ والشعرُ تحدو في ركائبهِ

سعياً إلى كلِّ إبداعٍ وتجديدِ

فصغتَ من كلِّ بحرٍ ألفَ قافيةٍ

تشعُّ بالنُّورِ لا بالأحرفِ السودِ

تجسَّدَ الشعرُ إنساناً فكنتَ لهُ

قلباً تأنَّقَ في نبضٍ وتجسيدِ

أمَّا العروضُ فما إلاَّكَ توأمُها

وليغضبِ الآنَ من قولي ( الفراهيدي )

{ { {

وأنتَ يا شاعرَ الإنسانِ شاعرُهُ

ذاكَ المؤيّدُ فينا أيَّ تأييدِ

الأنبياءُ بكَ امتدّتْ رسالتُهمْ

أكرمْ بِداعٍ إلى توحيدِ معبودِ

والشعرُ إشراقةٌ لاحتْ عليكَ كما

لاحتْ على طفلةٍ إشراقةُ العيدِ

قد كنتَ تستلُّهُ طوعاً وتنهبُهُ

كُرهاً إذا ما أبى إسْلاسةَ الجيدِ

تأتيكَ شاردةُ الأفكارِ جائعةً

فما تعودُ سوى بالفضلِ والجودِ

تراقصتْ أحرفٌ أبديتَ زينتَها

في مرقصِ الشعرِ لا في مرقصِ الغيدِ

{ { {

فيا شقيقَ السَنا فكراً ومفردةً

ويا أخَ الشمسِ في إتلاعةِ الجيدِ

جئنا نهزُّ جذوعَ الشعرِ إنَّ لنَا

مع القوافي هُنا أجلى المواعيدِ

فاصدحْ على أيكةِ الأرواحِ مُنسجماً

مع الأحاسيسِ يا مزمارَ غرِّيدِ

والشعرُ ما كانَ مقصوراً على غزلٍ

كلاَّ ولا حِكَمٍ تبلى بِترديدِ

لكنَّهُ حسرةٌ في قلبِ ثاكلةٍ

تطلَّعتْ في المدى تهفُو لِمفقودِ

أو أَنّةٌ طَفَرَتْ في صَدْرِ مضطهَدٍ

ضاقَ الفضاءُ بها أو قلْبِ مكمُودِ

الشعرُ ثورةُ إحساسٍ وأهونُها

أنْ تزرعَ الرعبَ في قلبِ الصناديدِ

{ { {

هذا أنا يا رفيقَ الدربِ تُشعلني

شوقاً لِلُقياكَ ، نيرانُ المواجيدِ

قضى ليَ الحبُّ أنْ أحياكَ أُغنيةً

تذوبُ عشقاً بِتكرارٍ وترديدِ

أُنشودتي فيكَ أرويها وأنقشُها

على صدورِ المُحبِّينَ المعاميدِ

وسوفَ تبقى ولحنُ الحبِّ يجمعُنا

فالحبُّ يشعلهُ رجعُ الأناشيدِ

===

أنا

سَجْـعُ الحمام ِ على أطرافِ عنقودِ!!

أم لمسة ُ السحر ِ من مزمار ِ داودِ ؟!

ما أنتَ ؟ من أنت َ؟ ما هذا السناءُ هنا؟!

من أي لحن ٍ و من أيِّ الزغاريدِ

إني عرفت ُ الدنىَ من كلِّ شاردةٍ

من اللحون ِ على جيدِ الأناشيد

فما وجدت سنىً مثلَ السناء ِ هنا

رجـعـًا نديـًا كأصواتِ الأماليدِ 

و لا جمالَ رؤىً تمشي بها كـَلِـمٌ

إلى مَداها علىَ أقوى الأسانيدِ

يا صانعَ اللحن ِ تاجـًا فوقَ مملكة ٍ

و جاعلا ً دهرنا عيدًا على عيدِ

ارفق ْ بقلبيَّ إذ قلبتَ لي وجـَعـًا

عندي قديمـًا على خـُلـفِ المواعيدِ!

و سوفَ يسعدني يوما اللقاء ِ بكمْ

على محـَـج ٍ من الإخلاص ِ محمودِ

دهرٌ أتاني بكمْ! حظيِّ و أقـَبـَلـُهُ!!

و كنتُ أرجوهُ لي في صُحبةِ الغيدِ!!

***

مجرَّبَ الدهر ِ .. عندي ألفُ تجربةٍ

تعالَ ننثرها نثرَ الأبـاديـدِ

دهرٌ تبسمَ في وجهٍ اللئام ِ رضىً

و عابسـًا أبد ًا نحوَ الصناديدِ

كما غزال ٍ توَّجهْتُ لدوحَـتِهِ

فمالَ عني سريعـًا للرَّعاديدِ

دعه إليهمْ! سيجني من حدائقمْ

من كلِّ مُفـْـتـَـقـدٍ أو غير ِ موجودِ!!

=====

 

أنا

 

إلى مُحيـَّـاكَ مِنـِّي ألفُ أغنيةٍ

من أعذبِ اللحن ِ من أزهى الأناشيدِ

أتيتُ أحبوا فهذا الشعرُ قـيدني

بكل قافيةٍ أبهىَ من الغيدِ

أنهيتها راجعا منه لأولها

فما سئِـمـْتُ – على إكثار ِ ترْديدي-

كأنني ما قرأت قبلُ قافية ً

و لا تلمّستُ عِقدَ الماس ِ في جيدِ

و لا خلوْتُ بظبي ٍ مائس ٍ وَ لـِهٍ

يشكوا إليَّ تباريح َ المَواجيدِ

و لا عَـرَفــْتُ سُـلافَ الغيد ِ ظامِئـَـة ً

لظامئ ٍ ماهر ٍ في الحبِّ عِـرْبـِـيدِ

و لا تنزهتُ في روض ٍ يحاوطني

من الأماجدِ أربابِ المقاليدِ

لأنني ما عرفتُ قبل مقـْدِمِكمْ

شعرًا يحركَّ آهات ِ الجلاميدِ

شعرٌ إلى القلب ِ لكني أحسُّ بهِ

في راحـَتـِي حَـصَـدًا من حُـسْـن ِ تجْـسِـيدِ

ما لي و للغيدِ و الأعطافِ من حـُـلـُم ٍ!؟

إنـِّي إليك َ.. فخذني بالزغاريدِ!!

و لا تضعني على يسراكِ يا أملي

لا في المنافي و لا ضمنَ المطاريدِ !!

 

أنا

من ذاقَ نارَ الهوىَ في القلبِ دَفـَّـاقا

يكونُ أكثرَ إنصافا و إشفاقا

و من تعذبَ في دنيا الغرام ِ أتتْ

منه الحروفُ كماء ِ النهر ِ رقراقا

و منْ يميسُ بقدٍ ناعم ٍ حسن ٍ

تظنهُ ناعمَ الإحساس ِ عَـشـَّـاقـا

و مـَنْ يحاوطـُهُ سورٌ وَ أسلِحَة ٌ

تـَظن ُّ – للفارس ِ المغوار ِ – تـَـوَّاقا

ما بالـُـني – حظيَ المتعوسُ – يجلبُ لي

من الظباء ِ شَرودَ الطبع ِ عَوَّاقـا

ألوذ ُ في دوحهِ روحًا و خاطِرة ً

فيـَـدفـَـق ُ القولُ - بالتأنيب ِ - أبـْـواقا

أنا

حرفٌ أنيقٌ من نمير ٍ راق ِ

و بأنـَّةِ المشتاق ِ للمشتاق ِ

هبتْ ( نسائمهُ ) بـِ (همس ٍ ) رائع ٍ

من ِ صوتِ أغيدَ ناعِس ِالأحْداق ِ

طورًا و طورًا كالهديل ِ من الحمام ِ

علىَ الغصون ِ تميسُ بالأوراق ِ

و يجيء بالألحان ِ مشرقة َ الرؤىَ

سلسَ المذاق ِ مهذ ََّبَ الأذواق ِ

فتذوبُ منهُ مهجة ٌ و حَـشاشـَـة ٌ

حرَّىَ لِـشِـعْـر ٍ ممتع ٍ بَـرّاق ِ

و يفيضُ بالحبِّ الدفيق ِ تواضـُـعـًا

إن التـَّواضعَ ميزَة ُ العِـمْـلاق ِ

و الكبرُ من صِغـَر ِ النفوس ِ تَـعَـمَـلـُقٌ

أمـَّا التواضعُ فـَهـْـوَ كنز ٌ باق ِ

كلماتُ هَـمْـسِكَ كالدّوي بصدقها

معْ أنها منْ خافت ٍ شـَـوَّاق ِ !!

سرْ في دروبِ الفنَ دوَّسـًا علىَ

هام ِ القريض ِ و لاويَ الأعناق ِ !!

=============================== 

المجموعة الثانية

 

أنا

 

رسالة الى طيفي الجديد!

 

أتيتُ أحـْمِـلُ همـًا و زنهُ جبلُ

إليك ِ يا من غـَـلاهُ عنديَ المُـقـَـلُ

تدفقَ اللطفُ منكِ في محادثةٍ

فيها المروءة ُ و الأخلاق ُ و الخجل ُ

شكرًا قبلتِ رؤايَ قبلَ مَعـْـرفتي

و ذاكَ معناهُ أن العقلَ مكتملُ

هذا ابتداءُ قصيدٍ سوف أجعلهُ

إليكِ في باقةٍ أزهارُها الغزلُ

و لطفكِ الآسرُ الدفاقُ أخبرني

أنـِّـي إليك ِ بحمدِ اللهِ منتقلُ

و قدْ قبلتِ هَـديـَّاتي لذا وَجَـبـْتْ

قولا ً سيتبعهُ – من طبعيَ - العملُ

بالقلبِ بالحرفِ بالأشعار ِ في فـَرَح ٍ

يحدو –إليكِ - بها من قلبيَ الأملُ
===========.

هو

رد .. على لسان الطيف الذي أهديته قصيدتك ..

 

أيقظْ فؤادي ودَعْهُ الآنَ يحتفلُ

هذي قوافيك بالإشراقِ تغتسلُ

وافتحْ محاريبكَ السمحاءَ تجنحُ بي

رُوحي بآفاقِها تدعُو وتبتهلُ

ماذا سيبقى من الدنيا إذا رحلتْ
من قلبِها الهائمِ الأخلاقُُ والمثلُ !!

الآنَ أُزجي لكَ الأشواق يبعثُها

من الفؤادِ ودادٌ فيهِ مُعتقلُ

إنَّ المحبَّةَ في قلبي أُهدهدُها

في جانبيهِ إلى أن يأذنَ الأجلُ

وللأحاسيسِ فيضٌ سالَ منسكباً

على القراطيسِ بالآمالِ ينهملُ

أمّا القصائدُ قد أبدَتْ مفاتنَها

كأنَّها غادةٌ قد زانَها الخجَلُ

ضاقتْ حروفي بِما أكننتُهُ ولقدْ

تضيقُ منّي بِما أكنَنْتُهُ الجملُ

فالحبُّ أقدسُ ما يدعو الإلهُ لهُ

والحبُّ أقدسُ ما يدعو له الرسلُ

والآنَ هاأنتَ والأحلامُ قد رقصَتْ

في ناظِريْكَ وغنّى السَعْدُ والأملُ

قدْ أشرقَ الطيفُ في عينيكَ مُبتسماً

وأنتَ في مركبِ الأفراحِ مُرتحلُ

في ليلةٍ قد زهتْ بالحُبِّ وازدهَرَتْ

بالوجدِ وانتحرَتْ في روحها العللُ

وأنتَ ما أنتَ إلاَّ والهٌ شَغِفٌ

إلى الوصالِ تودُّ الآنَ لو تصلُ

نَهْرٌ هُوَ الحبُّ صافٍ في مشاربِهِ

أمَّا الضغينةُ فهي الطينُ والوَحَلُ

============

 أنا

ردا بالشكر لك مني و من الطيف!


يا عاجنَ الحرف بالألماس ِ(1) تجعلهُ
بينَ الجواهر ِ فردًا ما له مثلُ

أطربتني بنشيدٍ جاء ِ في أملي
و مُبـْـتـَغايَ معَ الأطياف ِ ينتقلُ

لونتهُ بمعان ٍ كالزهور ِ سنىً
و كالنجوم ِ علا ً من دونهِ زحلُ

و جئتني ( بلسان ِ الطيفِ ) تنشُد لي
طعمَ السعادة ِ . شكرً انهُ الأملُ

أرسلتُ شعركَ منْ وردٍ و من زهـَر ٍ
للطيفُ اسألهُ ما ردُّهُ العَحـِـلُ؟!؟

فقال: طيفيَ جاءَ الرد مشتملا ً
لكلِّ – خالِـجَـةٍ – في النفس ِ تعتملُ

كأنهُ قرأ الأفكارَ متئدًا
فكلُّ ما قالَ صدقٌ ما بهِ زللُ!!

إني أعيذكَ من لطفٍ لديهِ و لي
أخشاكَ من كثرةِ الألطافِ تنهبلُ

صدقتِ إذ أنه بالحرف ِ يُـلهبني
و منكِ - من لطفكِ المحمودِ – منذهلُ

***
و أنتَ قافية ٌ بالشعر ِ تسكرني
و الطيفُ – يا سيدي – في دوْحِهِ العسلُ!

======================

(1) الماسً أصحُ و الألماسُ خطأ شائع.

====