تحقيق المؤلف
محمد عبد الغنى عبد الحميد سيد
معذرة
ــ اعتبار موقع الشخص الذي يقوم بتصحيح الخطأ
فبعض الناس يُتقبّل منهم مالا يُتقبل من غيرهم لأن لهم مكانة ليست لغيرهم أو لأن
لهم سلطة على المخطئ ليست لغيرهم ومن أمثلة هذا الأب مع ابنه والمدرّس مع تلميذه
والمحتسب مع من ينكر عليه، فليس الكبير كالقرن والصغير، ولا القريب كالغريب، وليس
صاحب السلطان كمن ليس له سلطة، والإدراك لهذه الفروق يؤدي بالمُصلح إلى وضع الأمور
في نصابها وتقدير الأمور حقّ قدرها فلا يؤدي إنكاره أو تصحيحه إلى منكر أكبر أو خطأ
أعظم، ومكانة المُنكِر وهيبته في نفس المخطئ مهمة في تقدير درجة الإنكار وضبط معيار
الشدّة واللين. ومن هذا نستفيد أمرين
الأول: إن على من آتاه الله مكانة أو سلطانا أن يسخّر ذلك في الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر وتعليم الخلق وأن يدرك أنّ مسؤوليته عظيمة لأن الناس يتقبّلون منه أكثر
مما يتقبّلون من غيره ـ غالبا ـ ويتمكّن مما لا يتمكّن منه الآخرون.
ثانيا: إنّ على الآمر الناهي أن لا يُسيء التقدير فيضع نفسه في موضع أعلى مما هو
عليه ويتصرّف بصفاتِ شخصية لا يملكها لأن ذلك يؤدي إلى النفور والصدّ.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفيد مما أعطاه الله من المكانة والمهابة بين
الخلق في إنكاره وتعليمه وربما أتى بشيء لو فعله غيره ما وقع الموقع المناسب وفيما
يلي مثال على ذلك:
أسبانية تشرح معني كلمة ( الله ) بعد أن عجز عنها العرب
..
هذه الفتاة الإسبانية تدرس الآن ماجستير لغة عربية
في جامعة اليرموك الأردنية
.
وذات يوم وأثناء إحدى المحاضرات في السنة الثانية
طرح الدكتور/ فخري كتابه سؤالا على طلابه
:
من منكم يحدثني عن لفظ الجلالة ( الـلـه ) من الناحية الإعجازية اللغوية ومن
الناحية الصوتية؟
لم يرفع أحد يده ما عدا فتاة إسبانية تدعى "هيلين" والتي تجيد التحدث باللغة
العربية
الفصحى على الرغم من كونها إسبانية
فقالت
:
إن أجمل ما قرأت بالعربية هو اسم (الله)
.
فآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى على اللسان البشري لها نغمة متفردة
.
فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها
يأتي ذكرها من خالص الجوف , لا من الشفتين.
فـلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط
..
اذكروا اسم... (الله) .الآن
وراقبوا كيف نطقتموها
هل استخرجتم الحروف من باطن الجوف
أم أنكم لفظتموها ولا حراك في وجوهكم وشفاهكم
ومن حكم ذلك انه إذا أراد ذاكر أن يذكر اسم الله
فإن أي جليس لن يشعر بذلك
.
*
ومن إعجاز اسمه انه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو
.
وكما هو معروف أن لفظ الجلالة يشكل بالضمة في نهاية الحرف الأخير "اللهُ"
وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه لله كما تقول الآية
(
ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
*
وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت" له"
ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى
(
له ما في السموات والأرض)
*
وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة" هـُ
"
ورغم كذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه
(هو
الذي لا اله إلا هو)
*وإذا
ما حذفت اللام الأولى بقيت " إله"
كما قال تعالي في الآية
(
الله لا إله إلا هو)
هيلين اسمها الآن "عابدة"