) فجوة
المعلومات
إن مصطلح فجوة
المعلومات من المصطلحات المرنة التي لها أكثر من تفسير وهي في أبسط معانيها
تعني مقدار الجهل بما يحتاج إليه الفرد من معلومات وما يمكن تجنبه مطلقا في
توزيع المعلومات إن هذه المعلومات لا يمكن أن تكون كاملة بحال من الأحوال
فلا يمكن أن تتاح لأي فرد فرصة الاطلاع على المعلومات كاملة غير منقوصة
فكلنا يفكر ويتصرف بناء على معلومات غير كاملة وتحت تأثير جهل جزئي بها
إلى وضع حواجز لمحاولة منع هذا التدفق بالصورة غير المسيطر عليها على شكل
قوانين وأنظمة تمنع في بعض الحالات خول البيانات وفي حالات أخرى تمنع
تروجها ولعل أكثر أنواع البيانات التي لاقت اهتماما بالحماية هي
البيانات الشخصية والمعلومات الخاصة بالأمن القومي للدول .
وفي المجتمعات
النامية ومنها مجتمعنا العربي يكون من حقها أن تضع بعض لضوابط والأسس
والقوانين التي تحمي مجتمعاتها من حالات التخريب ونشر لأفكار المعادية
الوافدة المنافية لثقافية المجتمع العربي وأخلاقة وظروفه الاجتماعية وبما
يؤمن لهذا المجتمع السير بخطى واثقة نحو الرقي والتقدم .
أما الجهات
التي تمارس الرقابة على المطبوعات الواردة فيمكن تحديدها بالآتي :
1-
هيئة الرقابة
المركزية للمطبوعات :
قد تشكل هيئة
مركزية للرقابة على المطبوعات التي تدخل إلى البلد فضلاً عن المطبوعات
التي تطبع وتنشر داخل البلد نفسه بموجب مجموعة من القوانين والقواعد العامة
التي تصدرها الدولة وهذا ما هو متعارف عليه في معظم دول العالم .
2-
إدارة
المؤسسة التي تكون المكتبة ضمن إشرافها أو إطارها الإداري :
العام مثل
رئاسة الجامعة في المكتبات الأكاديمية أو مديريات الإدارة المحلية أو مكاتب
المحافظين بالنسبة للمكتبات العامة والوزارات والمؤسسات الرسمية وغير
الرسمية بالنسبة للمكتبات المتخصصة ووزارات التربية والتعليم بالنسبة
للمكتبات المدرسية .
3-
إدارة المكتبة
:
في كثير من
الحالات تمنع إدارة المكتبة ممثلة في مديرها أو أمينها في شراء كتاب أو
مطبوع معين أو تقوم بسحب كتاب أو مطبوع معين أو تقوم بسحب كتاب ما من على
رفوف المكتبة ووضعه في مكان لا يصل إليه القراء أو تسمح باستخدامه
لمجموعة محدودة من القراء لشعورها بعدم جواز الاطلاع عليه لسبب اجتماعي أو
سياسي .
4-
المجتمع الذي
تخدمه المكتبة :
يحصل أحيانا بعد
وصول كتاب أو مطبوع معين إلى رفوف المكتبة وعدم اعتراض أي من الجهات
المذكورة عليه يقوم أحد رواد المكتبة أو مجموعة منهم بالاعتراض على جزء من
المطبوع أو كله . وقد يأتي الاعتراض من تنظيمات ومجموعات منظمة سياسية أو
اجتماعية أو مهنية داخل المجتمع الذي تخدمه المكتبة وقد يأتي الاعتراض
بشكل شخصي مباشر لإدارة المكتبة أو ينشر في الصحف المحلية أو يقدم بشكل
مذكرات رسمية للجهات المسؤولة للضغط على المكتبة وإجبارها على سحب
الكتاب من رفوفها .
5-
حرب
المعلومات :
يؤكد كثير من
المؤرخين العسكريين أن السبب في معظم الهزائم الكبرى التي منيت بها
الجيوش إنما يرجع في جانب كبير وأساسي منه إلى غياب المعلومات السليمة
في التوقي المناسب .
فالمعلومات هي
العامل الوحيد الذي تتغير قيمته أو أهميته في الحرب بتغير الظروف أو
الأوضاع ففي معركة واترلو ( يونيو 1715م) لو كان نابليون يعلم بوجود قوات
بروسية يزيد حجمها على عشرين ألف مقاتل على جناحه الأيمن لكان قد ساند
قائدة الجنرال ( ناي Ney)
بالقوات الفرنسية إلا أن غياب هذه المعلومة الثمينة في الوقت المناسب
جعل نابليون يحجم عن اتخاذ مثل ذلك القرار فكانت النتيجة أن انهزم نابليون
هزيمة أدت إلى القضاء على مستقبله كقائد عسكري وكإمبراطور . وبعد مائه عام
من تلك المعركة عادت المعلومات لتوكد أنها بمثابة الخصم الذي لا يقهر
بالنسبة لأي قائد عسكري ففي الوقت الذي كانت فيه تطورات معركة المارن
الأولى ( Marne 1
) تسير في صالح الألمان وكانت القوات يتأهب تنسحب إلى خط دفاعي فيما وراء
نهر السين والجيش السادس الفرنسي يتأهب لتدعيم حامية باريس وإذا
بالمعلومات تلعب دورها الخطير والحاسم إذ أفادت التقارير الواردة من طائرات
الاستطلاع أن القوات الألمانية بدلاً من لأن تتحرك غرباً طبقاً لما كان
مخططاً لها فإنها تتحرك شرقاً وبذلك عرضت جانبها لقوات الحلفاء وبعد تردد
قامت قوات الحلفاء بشن هجوم مضاد على جانب القوات الألمانية وأحدثت بها
خسائر فادحة وتحول الانتصار الذي كان حتمياً للألمان إلى هزيمة ساحقة وكل
ذلك بسبب المعلومات التي وردت في اللحظات المناسبة .
ويمكن تحديد
مجالات حرب المعلومات من خلال الآتي :
1-
منع الخصم من
الحصول على المعلومات أو السيطرة عليها واستغلال كل ما هو متاح منها .
2-
استغلال
المعلومات كسلاح هجومي .
3-
التضليل
الإعلامي .
4-
حجب المعلومات
أو احتكارها .
5-
التجسس في
مختلف المجالات الحربية والصناعية والتجارية .
إن تحديد ما
نجهل من معلومات هو الخطوة الأولى والأساسية نحو المعرفة وتاريخ البشرية
سلسلة متصلة من الجهود التي تبذل في سيبل البحث عن المعلومات والحصول عليها
ولولا الإحساس بفجوة المعلومات لما سعى الإنسان إلى ذلك إلا أن الأفراد
يمكن أن يختلفوا فيما بينهم من حيث قدراتهم وإمكاناتهم الشخصية
واحتياجاتهم إلى المعلومات واستعدادهم لسد هذه الاحتياجات كما أن الأفراد
يختلفون فيما بينهم اختلافاً كبيراً في طبيعة ما يريدون الحصول عليه من
المعلومات وطرق الإفادة منها فضلا عن اختلافهم في مدى ما يتوافر لهم من
مصادر المعلومات وإمكانات البحث عنها ومقومات إنتاجها وتتوقف قدرة افرد
على تحديد ما يجهل على مقدار ما يعلم .
وكما يختلف الأفراد في مثل هذه المجالات تختلف المجتمعات أيضاً وعلى
هذا نستطيع أن نضيف إلى معنى فجوة المعلومات معنى آخر وهو المعنى الاجتماعي
وفي هذا تنقسم مجتمعات العالم إلى فئتين . مجتمعات فقيرة بالمعلومات ،
ومجتمعات غنية بالمعلومات كما هو الحال بين المتجمعات الفقيرة بالمعلومات
هي مجتمعات الدول النامية أما المجتمعات الغنية بالمعلومات فتمثلها
مجتمعات الدول المتقدمة وإذا ما نظرنا إلى الناتج العالمي من المعلومات
في مجال العلوم والتقنية على سبيل المثال فسنجد أن الدول النامية (
الفقيرة بالمعلومات ) تنتج أقل من ( 5% من مجموع الناتج العالمي من هذه
المعلومات .