المبحث الأول : التخطيط للتعليم
العالي
#
ماهية التخطيط :
يُنظر إلى التخطيط باعتباره
الوظيفة المحورية في العملية الإدارية ، حيث تُتخذ القرارات الإستراتيجية في
الإدارة على ضوء التخطيط الفعَّال ، واتخاذ القرارات هو مفتاح العملية الإدارية
الأخرى، وقد أصبح التخطيط العلمي في المجتمعات الحديثة عاملاً أساسياً في جهود
التنمية بكافة مجالاتها ، ويُعد التخطيط شرطاً أساسياً لتحقيق معدلات سريعة
للنمو في كافة الدول والمجتمعات سواء كانت نامية أو متقدمة (الشدي ، 1419هـ ،
ص59).
#
مفهوم التخطيط :
التخطيط بمفهومه العلمي يُعد
حديثاً ، فالخطة الخمسة للاتحاد السوفيتي سابقاً (1928م – 1933م ) تُعد أول خطة
خمسيه مقننة (مرسي ، والنوري ، 1990م ، ص3). فالتخطيط ما هو إلا التدبير المسبق
لعمل مستقبل ، تدبر مبني على عمل ذهني وموضوعي ، يتدبَّر به الفرد حاضره كي
يواجه به ظروف مستقبله ، أو اتخاذ الطريق العقلاني لاتخاذ مختلف القرارات وفق
سلسلة من الخطوات التي تبدأ بتشخيص المشكلة واقتراح البدائل واختيار البديل
الأمثل ، ومن ثم التنفيذ والمتابعة ، أو بعبارة أخرى هو عملية اتخاذ الخطط
المستندة على أنسب الأساليب لتحقيق أهداف معينة خلال فترة زمنية مقبلة آخذين
بنظر الاعتبار ما يستجد مستقبلاً . ولذلك عُرف التخطيط بأنه :" عملية إعداد
القرارات للقيام بعمل ما في المستقبل لتحقيق أهداف معينة بوسائل ذات فاعلية
عالية " ( العقيل، 1426هـ ). فالتخطيط بشكل عام هو تحديد للسبل والإمكانات
لتحقيق أهداف معينة ، أي أنه يرتبط بالتفكير الأولي للقيام بأي عمل ، ومحاولة
رسم الخطوات المتتابعة لإنجاز هذا العمل وفق أوقات محددة أو متوقعة ، وتُعد
الخطة أحد هذه السبل الممكنة لتحقيق أهداف التخطيط (الشدي ، 1419هـ ، ص59).
ولذلك يُنظر إلى التخطيط على أنه عملية تتضمن وضع مجموعة من الافتراضات حول
الوضع في المستقبل ، ثم وضع خطة تبين الأهداف المطلوب الوصول إليها خلال فترة
محددة ، والإمكانات الواجب توافرها لتحقيق هذه الأهداف وكيفية استخدام هذه
الإمكانات بالكفاءة والفعالية المطلوبة(الهواري ، 1964م ، ص120) .
مما سبق يتضح أن عملية التخطيط
تشتمل على عدد من الخطوات المنطقية ، يوضحها (النمر وآخرون ، 1422هـ ) في
التالي :
(1)التحديد المسبق للأهداف المراد
الوصول إليها .
(2) وضع السياسات والقواعد التي
تُسترشد بها في اختيار الأسلوب المناسب لتحقيق الأهداف .
(3) وضع اختيار بديل من بين عدة
بدائل متاحة لتنفيذ الهدف المطلوب وتحديد الإمكانات اللازمة لتنفيذ هذا البديل
.
(4) تحديد الإمكانات المتاحة
فعلاً .
(5) تحديد كيفية توفير الإمكانات
غير المتاحة .
(6) وضع البرامج الزمنية لتنفيذ
الهدف ، والتي تتناول تحديد النشاطات اللازمة لتحقيق الهدف ، وكيفية القيام
بهذه النشاطات والترتيب الزمني للقيام بهذه النشاطات ، ثم تحديد المسؤولية عند
تنفيذ هذه النشاطات(ص96).
#
أهمية التخطيط :
التخطيط عملية جوهرية مهمة لأي
عمل يسعى القائمون عليه إلى نجاحه ، سواء كان ذلك العمل كبير أو متوسط أو صغير
، وسواء كان هذا العمل في إطار دولي أو إقليمي أو وطني أو لمؤسسة صغيرة ، وكلما
كانت عملية التخطيط لأي عمل مدروسة بعناية ، ومتقنة بقدر الإمكان زادت فرص نجاح
العمل نفسه ، وتحققت الأهداف التي رُسمت له جميعها أو أكثرها( الشدي ، 1419هـ ،
ص60). ويمكن تلخيص أهمية التخطيط في نقاط ، والتي من أهمها :
(1)الابتعاد عن الارتجال
والعشوائية في اتخاذ القرارات و إتباع أسلوباً علمياً بدءاً بتشخيص المشكلة
وجمع المعلومات،واقتراح البدائل،و انتهاءً ترجيح البديل الأمثل.
(2) يساعد على تحقيق الاستثمار
الأفضل للموارد البشرية والمادية .
(3) يساعد في تنمية مهارات وقدرات
الأفراد من خلال ما يقومون به من وضع للخطط والبرامج
(4) يساعد في التنسيق بين جميع
الأعمال على أسس من التعاون والانسجام بين الأفراد والإدارات المختلفة دون حدوث
تعارض عند التنفيذ (النمر وآخرون ، 1422هـ ، ص ص 98-99) .
(5) يساعد في وضوح مسارات العمل
المستقبلي لأي مؤسسة أو دولة .
(6) تقدير التنبؤات ووسائل
التعامل معها بأسلوب علمي .
(7) ضمان الترابط بين المشروعات
والإنجازات وفق أولوياتها .
(8) ضمان التنسيق بين كافة
العناصر اللازمة لتحقيق الأهداف(الشدي ، 1419هـ ، ص60) .
(9) يسهل عملية الرقابة لأنه
الوسيلة التي تقاس بها مساهمات الأفراد والإدارات والتعرف على الانحرافات
وتصحيحها .