هابيل وقابيل
قال الله تبارك وتعالى:
{سورة المائدة}
تتلخص قصة هابيل وقابيل أن حواء عليها السلام ولدت أربعين بطناً وكانت تلد في كل بطن ذكرا وأنثى، وكان سيدنا ءادم عليه السلام يُزوجُ ذكر كل بطن بأنثى من بطن ءاخر، ويقال إن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل التي كانت أجمل من أخت هابيل لكن قابيل أراد أن يستأثر بها، فأمره ءادم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قرباناً وهو ما يتقرب به الى الله تعالى وذهب ءادم عليه السلام إلى مكة ليحج، وقرب كل واحد منهما قربانه بعد ذهاب أبيهم ءادم عليه السلام، فقرب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم، وأما قابيل فقرب حزمة من زرع ردىء وكان صاحب زرع، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فغضب قابيل غضباً شديداً قال لأخيه هابيل لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال له: إما يتقبل الله من المتقين.
وذات ليلة أبطأ هابيل في المرعى فبعث سيدنا ءادم عليه السلام - وكان قد رجع من الحج - أخاه قابيل لينظر ما أبطأ به، فلما ذهب إذ هو به، فقال له: تقبل منك ولم يتقبل مني، فقال له هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين، فغضب عندئذ قابيل، ثم أتاه وهو نائم فرفع صخرة فشدخ بها رأسه، وقيل خنقه خنقاً شديداً. وأما قول هابيل لقابيل :
{سورة المائدة}.
فمعناه أريد ترك مقاتلتك وإن كنت أشد منك وأقوى فتتحملُ إثم قتلي مع ما لك من الآثام المتقدمة قبل ذلك.
وقيل: لما قتل قابيل هابيل ندم على ذلك فضمه إليه حتى تغيرت رائحته، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله، وكره أن يأتي به ءادم فيحزنه، ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر، فعمد إلى الأرض يحفر له بمنقاره فيها، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحثي عليه التراب حتى واراه، فقال عندها قابيل: {المائدة}.
ثم أخذ يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه تحت التراب.
وليعلم أن ابن ءادم قابيل الذي قتل أخاه هابيل كان مسلماً مؤمناً ولم يكن كافراً، وإنما ارتكب معصية كبيرة بقتله أخاه هابيل ظلما وعدوانا.
روى الجماعة سوى أبي داود، وأحمد في مسنده عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا تًقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن ءادم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل)) أي ظلماً.
وبجبل قاسيون شمالي دمشق مغارة يقال لها مغارة الدم، ذُكر بأنها المكان الذي قتل قابيل أخاه هابيل عندها، والله أعلم بصحة ذلك.