ثناء الله ونبيه محمد على إبراهيم
يقول الله تعالى في الثناء على نبيه إبراهيم الخليل عليه السلام: قيل: وفى في جميع ما أمر به وقام بجميع خصال الإيمان وشعبه، وكان لا يشغله مراعاة الأمر الجليل عن القيام بمصلحة الأمر القليل ولا ينسيه القيام بأعباء المصالح الكبار الصغار.
قيل: لما وفى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ما أمره الله به من التكاليف العظيمة، جعله للناس إمامًا يقتدون به ويأتمون بهديه، وسأل إبراهيم ربه أن تكون هذه الإمامة متصلة بنسبه وباقية في ذريته فأجيب إلى ما سأل واستثنى من نيلها الظالمون، واختص بها من ذريته العلماء العاملون والصالحون كما قال الله تبارك وتعالى: .
وأما إسماعيل عليه السلام الذي كان عربيًا ونشأ في قبيلة جرهم العربية وتعلم منهم اللغة العربية وتزوج منهم، فلم يُجد من سلالته من الأنبياء سوى خاتم الأنبياء على الإطلاق وسيدهم وسيد الأولين والآخرين وهو سيدنا محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الذي ولد بمكة وهاجر إلى المدينة، فكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام الجوهرة الباهرة والدرة الزاهرة وواسطة العقد الفاخرة الذي يغبطه الأولون لأنه سيد ولد ءادم يوم القيامة. وقد مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي هو من ذريته وقد ثبت في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال:(( سأقوم مقاما يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم)).