بيني وبينك يا جنوبُ
محبّةٌ فعلامَ ألقى من هواكَ جراحا
أشعلتَ في صدري لهيبَ صبابةٍ
زادتْ على مَرِّ السنينِ سـراحا
بين الضلوعِ حشاشةٌ مكلومةٌ
تُدمي فؤادي في الهوى إن باحا
رفقاً بقلبي إن ترنّمَ
شادياً كالطير يبسط للنشيـدِ جناحا
إنْ كان حبي للجنوبِ
جنايةً فأنا وحقِّكَ ما حملـتُ سلاحا
عُذري بأني قد عشقتكَ
راغباً إن كان حبُّكَ للعميـدِ مباحا
جمحتْ حُروفي إذ أتيتُك
شادياً كالخيلِ تَجْمَحُ في الفلاة جِمَاحا
وتسابقت فوق الطروسِ حفاوةً
شوقاً إليكم غُـدْوَةً وصباحا
وتأودتْ عبرَ القريضِ
ملاحةً كالعـود يحمل غصنُـه التفاحا
حتى حسبت الشعر روضاً زاهياً
والصبحُ يُشرقُ فوقـه وضّـاحا
يهفو إلى الأهل الكرام
محبـةً حتى يذوقَ من الهـوى أقـداحا
كَرَمُ الضيافةِ في رُباك
طبيعةٌ تُضفي على الأصل العريقِ وشاحا
حبٌ وإخلاصٌ وعزُّ
عشيرةٍ ورثتْ عن السَّلَفِ الكريمِ صلاحا
إني لأفخر أن نكونَ
قبيلـةً فَرَشَتْ طريقَ الوافديـن أقاحا
تلقى الضيوفَ بكلِّ نفسٍ رحبةٍ
تُهدي النفوس بشاشـةً وسماحا
يا أيها الشعراءُ إني
شاعرٌ ما كنتُ يوماً في الهوى مرتاحا
أفرغتُ شعري زفرةً مشبوبـةً
كادت تذيب بنارها الأرواحا
أشعلتُ منها للجنوب ذُبالـةً
فتألقت في شعرنا مصباحا
أودعتها حبي وكلَّ مشاعري
علّي أُلاقي في هواكَ فَلاَحا
صالح زيادنة
رهط في : 11/2/ 2002
|