فؤادي ... يا فؤادي الحزين، أنت الصديق الذي
أدعوه وقت الشدة، وأرجوه حين الضيق، أنت ... يا فؤادي المحزون، أنت
الرفيق الذي أبث إليه أشجاني، وأبوح له بمكنونات نفسي، أنت الصديق
الذي لم أجد إلاهُ في هذا العالم، هذا العالم المليء بالدموع والأحزان.
ها هي الأيام تحيطني بسور من الهموم، وها أنا
أجد نفسي وحيداً في هذا العالم، وها أنا ألتفت إلى جميع الجهات فلا
أرى لي خليلاً أبثّ إليه أنغامَ روحي الهائمة في أثير الهموم، ولا
حبيباً ألقي رأسي على صدره الحنون، وأذرف دموع أشواقي وأشجاني، إلا
أنت يا فؤادي المحزون.
ها هي المحنة تسير في عروقي كشظايا من زجاج،
وها هو الغم يُمسك بأنفاسي الملتهبة فلا تستطيع خروجا.
ها هي الدنيا تضيق أمام ناظريَّ فأراها كحبة
سمسم، وها هو اليأس يستحوذ على مشاعري وإحساسي، فأشعر بجبال من الحزن
تجثم على صدري، وأشعر بدمائي كأنها حبال من النار تلهب كل عرق في جسدي.
وها أنا أقف وحيداً حائراً على مفترق الطريق،
فلا أجد لي من ناصر أو معين إلا أنت يا فؤادي الحزين.
* * *
|
|