الشَّاعِرُ
المَحْزُونُ
..
يَحْمِلُ
الحَقَائِبَ
القَدِيمَة
ويمضغُ
التاريخَ
ويشحذُ
القريحةَ
العَقِيمَة
مُسَافِرٌ
يُسَائِلُ
الزَّمَان
عن
بيتِهِ .. عن
أَهْلِهِ ..
عن
عُمْرِهِ ..
في
رِحْلَةِ
الإحْبَاطِ
والحِرْمَان
عن
نَثرِهِ ..
عن
شِعْرِهِ
المدفونِ
في مَغَاوِرِ
النِّسْيَان
مُسَافِرٌ
يُقَلِّب
الصَّفَحَاتِ
من
أَيَّامِهِ
ويمضغُ
الأَحْدَاثَ
مِنْ
أَعْوَامِهِ
يفتّشُ
المنازلَ
القَدِيمَة
يَتَلَمّس
الجُدْرَان
فلربما
تأتي
الحَبِيبَةُ
مَا
عَادَ
يُذْكُر
إِسْمَهَا
آهٍ
لعَلَّها
نَجَوى ..
هُدَى
..
سُوزَان
لعَلَّها
تأتي
مَعَ
النسَاءِ
في
الصَّبَاح
لتملأَ
الجِرَار
من
بِئْرِنَا
العَمِيقَةِ
القَرَار
*
*
*
الشَّاعِرُ
المَحْزُونُ
يَسْأَلُ
نَفْسَهُ
أينَ
الرِّفَاق
؟
ويَصْفَعُ
الجَبِين ..
كَأَنَّهُ
يُخَاطِبُ الحَنِينَ
والأَشْوَاق
لَعَلَّهُ
قَدْ
تَاهَ
في
الصَّحْرَاء
أو
ضَاعَ
في
مَوَاكِبِ
الإعياءِ والإرْهَاق
*
*
*
الشَّاعِرُ
المَحْزُونُ
يَفْتَحُ
الحَقَائِبَ
القَدِيمَة
وينثرُ
الأوراقَ
في
عُرْضِ
الطريق
وينثرُ
الأشعارَ
والقصائدَ
اللعينة
وَيُشْعِلُ
الحَرِيق
فتضحكُ
البنات
وَتَسْخَر
النِّسَاء
والشَّاعِرُ
المَحْزُون
يَذْرفُ
الدُّمُوع
ويبدأ
البكاء
ويخدشُ
الخدودَ
بالأظافرِ
الطويلة
فَتَصْرُخُ
البناتُ
وتولولُ
النسوان
لَكِنَّهُ
يَذُوبُ
في سَحَائِبِ
الدُّخَان
|||
|