بسم الله
الرحمن الرحيم
مقدمة
عزيزي القارئ
:
أضع بين يديك
مجموعتي الشعرية الأولى " جمر .. ورماد " والتي تضم بين دفتيها قصائد
ومقطوعات شعرية كتبتها في فترات مختلفة، ومتباعدة في بعض الأحيان.
والقصيدةُ -
عزيزي القارئ - معاناة نفس، كآبة ودموع، إنها ارتعاشات أمانٍ واختلاجات
آمال، تنهدات لوعة وزفرات أسى.
والشعر تاريخ
لمشاعر الإنسان، وأحاسيس البشرية ومعاناة الأرواح وأشواق النفوس.
والشاعر مؤرخٌ
لهذه الأحاسيس وهذه المشاعر، يحسّ بها ويتألم لها، ويبكي وهو يرى الإنسان
ينزلق إلى مهاوي الفساد وأودية الرذيلة.
والشاعر ككل
خلق الله يتعرّض في رحلة عمره لحالات نفسية كثيرة، تسرّهُ حيناً فينشرح
صدره، وتطيبُ نفسُه، وتسيء إليه في أحيان أخرى فينقبض وينطوي على نفسه،
وتسيل دموعه، فنجدهُ يسكبُ لظى أحاسيسه ولهيب شعوره وانفعالاته في أبيات
رائعة محمومة.
وبعد أن تخرج هذه الكلمات إلى
النور، إلى رياح الحياة وصخب الدنيا، تصبح كسلعة تُعرض في السوق تتعرّض
للفح الرياح وحرارة الشمس ولمس الأيدي الكثيرة، ترغبها بعض العيون وتتأففُ
عنها أخرى، لكنها برغم كل هذا تنشر رائحتها وعبق أريجها، وتصبح شيئاً حيّاً
وملموساً.
وعلى رأي رجاء
النقاش: "فاللذين يدخلون بئر المعرفة قد ينجحون أو يفشلون، لكنهم دائماً
يقومون باستغلال أعظم ما يملكه الإنسان: الفكر والعاطفة".
وفي ديواني
هذا أرجو أن أكون قد وفقت في إضافة لبنَة جديدة إلى صَرْح الشعر العملاق.
صالح
زيادنة
15 / 7 /
1992م
|