أيها الشعرُ رويداً..
أين تنأى اليومَ عني
هل تُرى أعياكَ شَيْبِي..
أم ترى أقصاكَ سِنِّي
أم سَئِمْتَ اليومَ حُزْنَاً..
دَبَّ في أشتاتِ روحي
وتمطَّى في الحنايا..
بين كتماني وبَوْحِي
* * *
ها هي الأيامُ تمضي..
وأنا أبْحثُ عني
هل تُرى يا شعرُ أنت..
من أحاسيسي ومني
أم تُرى وحديَ أبكي..
بين أطلالِ الليالي
هَلْ تُرَى الحَيْرةُ مِنْكَ..
أمْ ضَيَاعِي في سُؤَالِي
* * *
أيها الشعر أراني..
كلما جئتُكَ أشدو
أُبْصِرُ الأيامَ حَيْرَى..
وهي من خلفيَ تعدو
هل ترى كَلَّتْ خُطاها..
وهي تَجري في رِكَابي
أم أتى الدهرُ عليها..
مثلما أفنى شبابي
* * *
أيها الشعرُ كفاني..
إنني حقاً تعبتُ
كلّ شيءٍ فيك يُغري..
غير أني قد زَهِدْتُ
هل يُعيدُ الشعرُ عزماً..
أو شباباً ضاعَ منّـي
كيفَ يا شعرُ أجبنِي..؟
إنني ضيَّعتُ ذِهني
* * *
أيّها الشعرُ أتيتُ..
حاملاً هَمِّـي وبؤسي
في فمي أشجان عُمْرٍ..
من رؤى يومي وأمسي
ها أنا آتيكَ وحدي..
مثلما جئتُكَ قَبْلا
غير أني صرتُ نضواً..
وشبابي قد تولَّى
* * *
صالح زيادنة
29/11/2004 |