كنا على
شَفَةِ المحيطِ سُلافةً
حُلْمٌ
يطيرُ بنا ،
وحُلْمٌ
يقعدُ
ونَسِيتُ
ما حولي ،
ولو
سَمََّرتني
بالصخرِ
في شَفَةِ المحيطِ سأَشْرُدُ
***
هذي
الهضابُ الزرقُ يَزْحَمُ بعضُها
بعضاً ،
على أقدامِنا تَتَبَدَّدُ
هذي
الهضابُ الزُّرْقُ زَخْرَفَ مَتْنَهَا
وَشْيٌ من
الزَّبَدِ الغَضُوبِ يُعَرْبِدُ
يَفْنَى
الخَيَالُ ،
وتَنْطَوِي آبَادُهُ
وتَظَلُّ
تُغْنِي ذاتها ، وتُجَدِّدُ
***
لَمَّتْ
ثُمَالاتِ الغُروبِ ، فخمرةٌ
نَفَدَتْ
، وأُخرى في المَدَى مَا تَنْفَدُ
وانداحَ
في عينِي رَحِيبٌ هائلٌ
غَرْثَـان
،
يَزْدَرِدُ الظنونَ ويُرْعِدُ
الهادِرُ
الجبَّارُ
أَمْرُقُ
وَمْضَةً
فيهِ ،
فأخلُدُ في مداه ، ويخلدُ
نِدَّانِ
، يا أمواجُ نحنُ ، قصيدةٌ
عَطْشَى
، ولُجٌّ ثائرٌ متمرِّدُ
صُبِّي
على عينَيَّ آخِرَ قَطْرَةٍ
في صدرِ
عَوْسَجَةِ المغيبِ تَرَدَّدُ
حمراءُ
عَوْسَجَةُ المغيبِ كأنَّها
أُنشودةٌ
في أضلعي تتوقَّدُ
حمراءُ ..
تَلفظُ في المحيط ذَمَاءَهَا
لتقولَ :
إنِّي في
خيالِكَ أَرْقُدُ
***
وتموتُ آخِرُ
باقةٍ
مخضوبةٍ بدَمِ
النهارْ
وأَظَلُّ عَبْرَ
الموجِ لحناً
كالمحيطِ ، بلا
قَرَارْ
الهادرانِ
بمسمَعِي
عاشا مَعِي ..
أبداً مَعِي
صوتُ الظَّمَاءِ
إلى الحياةِ ،
أخوكَ يا صوتَ
العُبَابْ
هيهاتَ ..
يُخْفِيهِ الغُروبُ الحُلْوُ
يا عينَ الذئابْ
!
---------------
* عين ذئاب - أو عين
الذئاب – بقعة ساحرة على شاطيء المحيط في الدار البيضاء بالمغرب . |