ويـمـوتُ عـمُ المصطفى ونصيرُهُ
يـا مـوتُ هـلاَّ جئتَ في iiإبطاءِ
والـزوجُ فـارقـت الـحياة َلربها
فـبـقـيـتَ تـبكيها أحرَّ iiبكاءِ
وظـلـلـتَ تـذكرها بخيرٍ iiدائماً
وحـبـوتَـها في العمر ِخيرَ iiوفاءِ
وقـضـيتَ عامَ الحزن ِبعدَهما iiوقد
غـدت الـحياةَُ لديك دون iiضياءِ
وإذا بـأهـل ِالكفر زادوا iiكيدَهم
وتـفـنـنـوا في المكر iiِوالإيذاءِ
قـالـوا إذا لم ترجعوا عن iiدينكم
سـنـحـيـلُ دنياكم إلى iiأرزاءِ
سـنـصبُّ ألوانَ العذابِ iiعليكمو
لـن تـظـفـروا مـنا بأيِّ iiنَجَاءِ
هـذا
"بـلالُ" قـد ابـتُلي iiبأميةٍ
قـد عـاشَ مـنه العمرَ في iiبلواءِ
يـأتـي بـصخرٍ فوقَ صدرٍ iiطاهرٍ
ويـجـرهُ جـراً عـلى iiالرمضاءِ
وإذا الـعـذابُ اشتدَ زادَ iiصلابةً
"أحـدٌ" يـقولُ
"بلالُ" للأعداءِ
"أحـدٌ ..
أحـدْ" هذا نشيدٌ iiخالدٌ
قـد هـزَّ أرضـي بل وهزَّ iiسمائى
وأرى"صُهيبَ" الآن يبغي iiهجرةً
لـكـنـهـم وقـفـوا له iiبجفاءِ
قـد كـنتَ صُعلوكاً فقيراً iiمُعْدَماً
لا.. لـن تـمـرَّ بـهـذه الأشياءِ
وهـنا يقول
"صهيبُ" قولة iiَواثقٍ
أنـا أفـتـدي ديـني ولو iiبدمائي
أنـا لـن أعودَ مدى الحياةِ iiإليكمو
لـو أنـكـم مـزقـتمو iiأشلائي
أبـشـرْ "أبـا يـحيى" ببيع ٍ رابحٍ
أبـشـر فـعـندَ اللهِ خيرُ iiعطاءِ
وكـذاك "عـمارُ بنُ ياسرَ" iiمثلُهم
وكـذا "سـمـيةُُ" أولُ الشهداء
وأبـوهُ "ياسرُ" تلك عائلة ٌ iiغدت
فـوقَ الـكـلامِ وفوقَ كلِ ثناءِ
"صـبراً" تقولُ لآل ِياسر iiتؤجروا
غـداً الـلـقـاءُ بـجـنةٍ فيحاءِ
ويـقـولُ "عمارُ بن ياسرَ" سيدي
إنـي أعـيـشُ الآنَ فـى الظلماءِ
طـاوعـتُـهم يا سيدي في iiقولِهم
لأصـدَّ عـنـي مـحـنتي وبلائي
لـكـنَّ قـلـبـيَ مؤمنٌ وموحِدٌ
مـا فـيـهِ غـيرُ عقيدتي iiوولائي
وتـقول يا "عمارُ"
عُدْ إن iiعاودوا
يـومـاً ولا تـعـبأ بذي iiالأشياءِ
مـا دام قـلـبكَ مطمئناً لا iiتخفْ
واذكـرْ إلـهـكَ عشْ بخيرِ iiرجاءِ
ويـجـيئُ "خبابُ الأرت" iiمخاطباً
خـيـرَ الـبـريـةِ سيدَ iiالشفعاءِ
ويـراكَ يـا "مختارُ" تسندُ iiظهرَكم
لـجـدارِ هـذي الـكعبةِ الشمَّاءِ
ويـقـولُ "خبابُ الأرت" مقولة
ألـفـاظـها جاءت على iiاستحياءِ
إنَّ الـعـذابَ اشـتدَّ زاد iiضراوة
لـبـسـت لنا الأيامُ ثوبَ شقاءِ
هـلاّ دعـوت الله ربـكَ iiسيدي
هـلاَّ دعـوتَ لـنا على iiالأعداءِ
وتـقولُ الاستعجالُ ذلك iiشأنكم
بـل إنَّ ذلـك شـيـمةُ iiالأحياءِ
قـد كـان فيما قبلكم أممٌ iiمضت
صـبـروا على البلوى بلا iiاستثناءِ
مُـشِـطوا بأمشاطِ الحديد iiفمدَهم
هـذا الـعـذابُ بـقوةٍ iiومضاءِ
الـنـصـرُ آتٍ لا محالة َ iiفاصبروا
واسـتـمـسكوا بالشرعةِ iiالغراءِ
الـنـصـرُ مـن رب البرية iiقادمٌ
فـلـتـنضووا يا قومُ تحتَ iiلوائي
الـديـنُ يوماً ما سيسرى iiضوؤهُ
وبـقـدر ِ مـا تـمتدُ عينُ iiالرائي
ويـسـيـرُ سـائركم بأمنٍ iiدائمٍ
مـن حـضر موت إلى رُبى iiصنعاءِ
ويـسـيـرُ سـائركم بأمنٍ iiدائمٍ
لــم يــخـش إلا اللهَ ذا الآلاءِ
مـا كـنتَ تقدِرُ أنْ تُدافِعَ iiسيدى
يـومـاً عـن الـضعفاءِ والبؤساءِ
هـا أنـتَ تـسجدُ مرةً iiفيجيئُكم
بـسـلا جـزورٍ أخـبثُ iiالخبثاءِ
وذهـبـت تبغي من ثقيفٍ iiنصرةً
فـلـعـلَ فـيـهـا سامعاً لنداءِ
لـكـنـهم كانوا الأراذلَ iiسيدي
لاقـوكـمـو بـجـهالةٍ iiجهلاءِ
أغـروا بـكم صبيانَهم وعبيدَهم
تـركـوكـمـو فيها مع السفهاءِ
يـرمـونـكـم بحجارةٍ يا iiسيدي
فـتـسـيـلُ من عقبٍ أعزُ iiدماءِ
ورفـعـتَ كفكَ للسماواتِ iiالعلا
فـإذا جـمـيـعُ الكونِ فى إصغاءِ
إنْ لـمْ يـكنْ بك ربنا غضبٌ عليَّ
فـذاكَ غـايـة ُ مُـنيتي iiورضائي
إنـي اسـتعذتُ بنورِ وجهكَ ربَنَا
فـبـهِ إلـهـي أشـرقتْ ظلمائي
وبـه صـلاحُ الـدين ِوالدنيا معاً
وأخـصـهُ بـالـحـمدِ والإطراءِ
عُـتـبى الأمورِ إليكَ حتى iiترتضي
يـا ربَـنـا يـا واسِـع iiالنعماءِ
ويـجـيـئُ أمرٌ أن تهاجرَ iiسيدي
مـن عـنـدِ ربكَ أرحمِ iiالرحماءِ
وتـجـمـعَ الـقومُ اللئامُ iiببابِكم
بـالـلاتِ قـدْ حـلفوا iiوبالآباءِ
لا يـنـجـونَّ "محمدٌ" من iiبيننا
أو أنـنـا نُـمـحـى من iiالغبراءِ
شـاهت وجوهُ القومِ يا خيرَ الورى
ومـضـيـتَ أنـتَ بعزةٍ iiومضاءِ
ومـع الذي قد نالكم من كيدهم
هـا أنـتَ "أحـمدُ" سيدُ iiالأُمناءِ
لـلـقومِ عندي يا "عليُ" ودائعٌ
أنـا لا أخـونـهمو وهم iiأعدائي
نـم يـا عـلـيُ لكي تردَّ iiودائعاً
أعـظـمْ بـكـم ْ منْ قمةٍ iiشماءِ
أعـظـمْ بـهـذا الخُلْق ِأينَ iiمثالُهُ
أعـظـمْ بـهـا مـن منةٍ iiووفاءِ
هـم يـمكرونَ .. يدبرونَ لقتلِكم
وتـفـكـرونَ بـردِ ذى iiالأشياءِ
ويـنـامُ مـشـتملاً عليُ iiببردِكم
أنـعـمْ بـهـذي البُردةِ iiالخضراءِ
يـفـديـكمو بالروح ِ لم يعبأ iiبها
يـفـديـكـمـو حقاً بخيرِ فداءِ
الـمـوتُ خلفَ البابِ ينظرُ نحوه
لـكـنـهُ يـعـلـو عن iiالنظراءِ
بـشـجاعةٍ فوقَ الشجاعةِ iiنفسها
وبـهـمـةٍ تـعـلو ذرى iiالعلياءِ
مـا هـابَ سيفاً مشهراً في iiوجههِ
مـا كـانَ يـومـاً ما من الجبناءِ
يـا دهـرُ سـجلْ لا تكنْ متوانياً
هـذا الـنـمـوذجُ عزَّ في iiدنيائي
وخـرجت تبغي من يكون iiمؤازراً
ومـضـيـت في حذرٍ من الرقباء
وخـرجتَ تبغي في الأباعدِ iiنصرةً
إنَّ الأقـاربَ أتـعـسُ iiالـتعساءِ
ونـظرتَ خلفكَ والدموعُ iiغزيرة
يـا أرضَ مـكـة َ أطهرَ iiالأرجاءِ
يـا بـقـعـة ً عـندَ الإلهِ iiعزيزةً
وكـذاكَ عـندي بلْ وأنتِ iiشفائي
واللهِ حـبـكِ أنتِ يجري في iiدمي
لـكـنَّ أهـلَـكِ قرروا iiإقصائي
يـا مـهـبـطاً للوحي إني أرتجي
مـن عـنـد ربـي مـنة ً iiبلقاءِ
إنَّ الـذى فرضَ الكتاب عليكمو
سـيـردكـم يـوماً من iiالسعداءِ
يـومـاً سـتفتحُ ذلكَ البلدَ iiالذى
غـادرتَـهُ فـي حـلكةِ iiالظلماءِ
هاجرتَ "أحمدُ" بعدما اشتدَّ الأذى
هـاجـرتَ تـخفيفاً عن iiالضعفاءِ
وأرى "سراقةَ" راحَ يتبعُ iiخطوكم
ضـلـتْ خُـطاهُ وتاهَ فى iiالبيداءِ
وجـوادُهُ رفـضَ الرضوخَ iiلأمرهِ
سـاخـتْ قوائمهُ بذي الصحراءِ
لِـمَ يـا جوادُ اليومَ أنت iiخذلتني؟
مـا كـنـتَ يوماً ترتضي iiإيذائي
فـخُـطاكَ تسرعُ إنْ بَعُدنا iiعنهمو
وإذا قـصـدنـاهـم ففي iiإبطاءِ
وكـأنـهُ قد قالَ ذا ركبُ iiالهُدى
مـن ذا يـطـاولُ ركـبَهُ iiبغباءِ
حـقـاً فركب المصطفى لا iiيقتفى
بـالـسـوءِِ ذاكَ تـصرفِ البلهاءِ
فـعـنـايـةُ الرحمنِ تحرسُ ركبَهُ
وعـنـايـة ُ الـرحـمنِ خيرُ وقاءِ
وهـنا يقولُ سراقة ُ اذهب iiسيدي
لا .. لـن أنـاصـبكم بأي iiعداءِ
هـاتِ الأمـانَ أيا "محمدُ" iiهاتِهِ
فـعـطـاؤكـم والله خيرُ iiعطاءِ
أنـا لـن أدلـهمو عليكم iiسيدي
أبـداً ومـهـا حـاولـوا iiإغرائي
ارجـعْ سـراقة ُ لا غبارَ iiعليكمو
واسـمـعْ لِـمـا سأقولُ من أنباءِ
يـومـاً ستلبسُ في يديكَ iiأساوراً
هـي ملك كسرى صاحب iiالخيلاءِ
ارجـع سـراقـة ُوانتظرْ ما قلتُهُ
فـهـو الـقريبُ وليسَ ذا iiبالنائي
هـي رحلة ٌ هاجرتَ فيها iiسيدي
أحـداثُـهـا جلتْ عن iiالإحصاءِ
عـطـرتَ طيبة َ سيدي iiبمجيئكم
ومـلأتَ كـلَّ الكون ِ iiبالأضواءِ
وبـنـيـتَ مـجـتمعاً يفيضُ محبة
ومـودة ً.. يـخـلو من iiالبغضاء
هجروا حظوظ َ النفس ِحينَ iiأمرتهم
وسـمـوا بـأخلاق ٍ على الجوزاءِ
يـا رب وامـنحنا بفضلك iiهجرةً
تـعـلـو النفوس بها على iiالأهواء
ويـكـون فـيها هجر كل رذيلةٍ
كـالـحـقد والبغضاء iiوالشحناء
وأعـد لأمـتـنـا سوالف iiمجدها
واكـتـب لنا نصراً على iiالأعداء
ثـبـت إلهي كل من قد iiجاهدوا
وارفـع لـهـم يـا ربُ خير لواء
واحـقـن دمـاءَ المسلمين جميعها
لـنـكـون يـا ربي من iiالسعداء