تعالَ لنحلُمَ ، إنَّ المسـاءَ الجميـلَ
دنا
ولينُ الدُّجَى وخدودُ النُّجـومِ تُنـادِي بنا
تعالَ نصيدُ الرؤى ، ونعُـدُّ خُيـوطَ السَّنَا
ونُشْهِدُ منحدراتِ الرمـالِ على حُبِّـنَا
* * *
سنمشي معاً فوق صـدْرِ جزيرتنا السَّاهدة
ونُبْقي على الرملِ آثارَ أقدامِـنا الشَّاردة
ويأتي الصباحُ فيُلقي بأندائـهِ البـاردة
وينْبتُ حيث حَلُمْنا ولو وردةً واحـدة
* * *
سنحلُمُ أنَّـا صعدنا نَرُودُ جبـالَ القمرْ
ونَمرحُ في عُزلـةِ اللا نِهاية واللا بَشَرْ
بعيداً بعيداً ، إلى حيث لا تستطيعُ الذِّكَر
إلينا الوصولَ فنحن وراءَ امتدادِ الفِكَرْ
* * *
سنحلُمُ أنَّـا اسْتَحَلْنا صبيَّيْنِ فوقَ
التـلالْ
بَريئَيْنِ نَركضُ فوقَ الصُّخورِ ونَرْعَى
الجِمَالْ
شَرِيدَيْنِ ليسَ لنا مَنْزِلٌ غيرَ كـوخِ
الخَيَالْ
وحِينَ نَنَامُ نُمَرِّغُ أجسادنا في
الرِّمَـالْ
* * *
سنحلُمُ أنَّـا نسيرُ إلى الأمسِ لا للغَـدِ
وأنَّـا وصلنا إلى بابلٍ ذاتَ فجرٍ نَـدِ
حَبِيبَيْـنِ نَحْمِـلُ هـوانا إلى
المَعْبَـدِ
يُبَارِكُنا كَاهِـنٌ بابلـيٌّ نَقِـيُّ
اليَـدِ
* * *
28 - 9 - 1948
المصدر :
ديوان نازك الملائكة ، المجلد الثاني ، ص 234 ، دار العودة
- بيروت ، 1986 . |
|