أمطرتنا الأرضُ
على البلاد
ورداً بجناحات
لو نظرتَ .. ترى
كل البلاد
ورداً واقفاً
يبكي
الثرى .
رفرفةٌ .. طيرٌ
مذبوح
أجنحةٌ
مكسرة
خاطرٌ
مكسور
عمرٌ
منعوف
مذبوحٌ
بنصلِ المبخرة .
ترفرفُ البلادُ
جناحات محاصرة
مخيم
مهدوم
فصل مقطوع
فصيل
مزروع بدروب المقبرة .
لو نظرتَ ترى
ورداً
يغطّ المناقير في التراب
وينتفض من
لون السواد
صوتاً
كالغراب
وورداً تخثَّر
عطرُهُ
ولونه
يجري ، كالنهر المذبوح يجري
مذبوحاً
في عنق الفتى
وفي ذات
العنق
نهر يستحم
بالعطش
يتلوى من مذابحه
ويدمل
مجراه
من غضب
السحاب .
أمطرتنا الأرضُ
على البلاد
ورداً
بجناحات .
وانكسر
جناحُ اللون
توشحوا بالسواد
انكسر جناحُ
الصوت
صرخوا ..
انكسر
الخاطر
انكسروا
...
ومرّوا جنازاتٍ تحملُ الجنازات .
وجناح
النهار تحاصر
ثم تجاسر
وانتحر .
وأمطرتنا
الأرضُ ورداً
ووردنا
العطش
اختنقنا
...
من فيوضات البشر .
سِلْنا وماعَتْ
ملامحُنا
وتغشم
العمرُ عنّا
أمطرتنا
الأرض
شربتنا السماء
لحنا
جنائزياً مكللاً بالفناء .
|