قال لي صاحبي وقد جُنَّت iiالشّمـ | | ـسُ فـألـقتْ بجسمها في iiالماءِ |
ألـنـا أنْ نسيرَ حتّى نرى iiالصبـ | | ـحَ ونُـفـضـي له بسرّ iiالمساء |
قُـمْ بـنـا نَتجّهْ إلى ضفّة iiالنيـ | | ـلِ وعـشـب الجزيرةِ الفيحاء |
خُـطُـواتُ الـنهار للناس iiلكنْ | | خـطـواتُ الـظـلام iiلِلشُّعراء |
نـحـن مـن نـملأُ العقولَ ضياءً | | مـا لـنـا حـاجـة بنور iiذُكاء |
**** |
وانـتَـهيْنا إلى الجزيرة مَغْنى iiالـ | | ـزهـر والـطـير والرُّبا iiالغنّاء |
لـفَّـهـا النيل في ذراعيه وانسا | | بَ يُـغـنّـي لـها نشيد iiالولاء |
ورمى الموج تحت أقدامها iiالسُّمْـ | | ـرِ دُعـابـاً فـأطرقتْ من حياء |
وتـعـرَّتْ رضـيّـةً فـي iiيديهِ | | وتـراخـتْ تـراخيَ iiالغيناء(1) |
ثُـمَّ لـمـا خـاف الظنونَ عليها | | لـفَّـهـا فـي غِـلالة iiخضراء |
**** |
جـنّـةَ الـحـبّ يا جزيرةُ شطآ | | نُـكِ مـلـهى القلوبِ iiوالأهواء |
جـنّـة الـخـلد، غير أنَّ iiرباها | | أمـنـتْ آدمـاً عـلـى iiحوّاء |
وأطـل الـهـلال حـيناً iiفألفى | | كـوكـباً في الضفاف جمَّ الضياء |
وأطـلَّ الـزمـان حـيناً iiفألفَى | | أمـلاً فـي الـشباب حلو الرجاء |
وأطـلَّـتْ عـين الخلود iiفقالتْ | | إنَّ هـذا مـكـانُـهُ في iiالسماء |
**** |
يـا رفـيقَ الصِّبا وهيهات iiأنسى | | الـلـيـالـي مُـخلَّداتِ الصفاءِ |
حين كان الزمان كالزهر في الفجـ | | ـرِ، وكـنّـا عـلـيه iiكالأنداء |
حـيـن كـنّا نُموِّج الماء iiضحْكاً | | فـي ضـفـاف المنصورة الحسناء |
لـم نـكـن نـعرفُ التواريخ إلا | | مـن وعـود الحسان عند iiالوفاء |
لـم نـكـن نعرفُ العشيّات إلا | | مـن غـناء الكِرْوان عند المساء |
**** |
ثـم مـرَّتْ مـن الزمان iiصروفٌ | | وهـبـطـنـا مدينةَ iiالضوضاء |
وبـدأنـا الـكفاح في عالم iiالعيـ | | ـشِ ودنـيـا تَـنـازُعٍ iiللبقاء |
فـجـعـلـنـا لـقاءنا فتراتٍ | | يـنـفُدُ الصبرُ من خطاها iiالبِطاء |
كـم حـثـثنا مسيرها، iiوجهلنا | | أنّـهـا تـنـتـهـي لغير iiلقاء |
**** |
أيـن هـذا الشباب والأمل iiالضّا | | حِـكُ، بـيـن الخطوب والأرزاء |
وأحـاديـثـكَ الـمليئة بالأحـ | | ـلامِ فـي عـالـم قليلِ الرجاء؟ |
كـنـتُ ألـقاكَ والحياة iiتُجافيـ | | ـنـي وإعـصـارهـا يهدُّ بنائي |
فـإذا مـا سمعتُ ضحكتكَ iiالعذ | | بـة، أحـبـبـتُ بعدها أعدائي |
وتـمـشَّـى السلام في جوّ نفسي | | وتـطـهَّـرتُ مـن طويل iiعنائي |
وقـرأتُ الـحـيـاة فيكَ iiكتاباً | | شــاعــريَّ الآمـالِ iiوالآلاء |
وشـبـابـاً هـو الربيع iiالموشَّى | | بـرقـيـق الـظـلام iiوالأضواء |
حـيـن تبدو وعروة الصدر في ثو | | بـكَ تـزهـو بـالوردة iiالحمراء |
واحـمـرارُ الـحياةِ يُشعل خدَّيـ | | ـكِ، ونـورُ الـشبابِ في iiلألاء |
تـطـأُ الـيـأسَ باعتداد الأماني | | وتُـذِلّ الـزمـانَ iiبـالـكبرياء |
وتُـغـنّـي، وتـنهب العيش نهباً | | شـأنَ مـن أُلـهِمَ اقترابَ iiالفناء |
**** |
هـأنـا عـدتُ للجزيرة وحدي | | أتـمـلاّكَ خـلف تلك الـمَرائي |
ومـضـتْ قـبضتي تصافح iiيمنا | | كَ، فـصـافحتُ قبضةً من iiهواء |
وتَـلـفـتُّ بـاحثاً عن iiأمانيـ | | ـكَ، فـلم تهدِني سوى iiالأشلاء |
غـيـر أنّـي أراكَ في شِعركَ iiالخا | | لـد، روحـاً يـهـيم iiبالإسراء |
وأرى طـيـفـكَ المُغرِّد بين iiالزْ | | ـزَهـرِ والـطـيرِ والرُّبا iiوالماء |
فـأقـول الـخـلـود لله، iiواللهُ | | يُـعـيـرُ الـخـلـودَ iiللشعراء |