صالح جودت
(1912- 1976)
ولد في الثاني عشر من كانون الأول (ديسمبر) سنة 1912 بمدينه الزقازيق
حيث كان يعمل والده المهندس كمال الدين
جودت، وتلقى دراسته الابتدائية بمدرسة مصر الجديدة الابتدائية
بالقاهرة، ودراسته الثانوية بالمدرسة الثانوية بالمنصورة. وحصل على
البكالوريوس ثم الماجستير في العلوم السياسية. وظهرت عليه علامات
النبوغ وبوادر موهبته الشعرية منذ كان طالباً بالمرحلة الثانوية. وتعرف
في المنصورة على الشعراء علي محمود طه وإبراهيم ناجي والهمشري حيث
تصادف إقامتهم فيها إما للعمل أو للدراسة في الفترة من سنة 1927 إلى
سنة 1931. وعاصر صالح ثورة 1919، وانفعل بها فصقلت وجدانه وألهبت
روحه، فأحب مصر من كل قلبه.
وقرأ لكبار الكتاب: المنفلوطي والعقاد والمازني وسلامه موسى، كما قرأ
لكبار الشعراء: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم والعقاد، ولم يتأثر بشاعر
مثلما تأثر بأمير الشعراء أحمد شوقي.
وبدأ صالح يقرض الشعر منذ سنة 1932 وهو طالب بكلية التجارة لما يبلغ
العشرين، وصدر أول ديوان له سنة 1934 وعمره إحدى وعشرون سنة، وتجلى في
شعره الاتجاه الرومانسي.
وعقب تخرجه في كلية التجارة اشتغل في بنك مصر ، ثم عمل محرراً في جريدة
الأهرام، ثم انتقل إلى دار الهلال وظل فيها سنين طويلة حتى عُيِّن سنة
1971 رئيساً لتحرير مجلة الهلال، حيث أصدر مجلة الزهور ليكتب فيها
الأدباء الشبان.
وكان صالح من جماعة أبوللو، وكان له رأي في الشعر الجديد قال عنه إنه
ليس شعراً وليس جديداً، مما أغضب عليه أنصار هذا النوع ممن يطلقون على
أنفسهم الشعراء المجددين. وفي خلال السنوات الثلاث الأخيرة من عمره
انهالت عليه الخصومات من كل حدب وصوب بسب كتاباته السياسية، ولكنه كان
صادقاً مع نفسه في كل ما يكتب. وكانت له مقوله مشهورة "إني أتكسب من
الصحافة لأنفق على الشعر " .
وبعد رحلة كفاح قضى منها عامين يصارع المرض أسلم الروح في 23 حزيران
(يونيه) سنة 1976، وترك شعراً كثيراً وقصائد متناثرة لم تجد بعد من
يجمعها وينشرها.
ومن دواوينه: ليالي الهرم ـ أغنيات على النيل .
ومن قصصه: عودي إلى البيت ـ وداعاً أيها الليل .
ومن أقاصيصه: كلنا خطايا ـ في فندق الله ـ خائفة من الله ـ كلام الناس
ـ وترجم رواية همنجواي العجوز والبحر.
ومن كتبه في الأدب والنقد: ناجي حياته وشعره - الهمشري حياته وشعره -
ملوك وصعاليك - قلم طائر - بلابل من الشرق.
وقد أصدر عنه الأديب محمد رضوان دراسة سنة 1977 "شاعر النيل والنخيل"
قدم لها الشاعر أحمد عبد المجيد الذي قال عن صالح جودت:" إن صالح جودت
قد أضاف إلى قيثارة الشعر أوتاراً حديثه، عزف عليها فأجاد وأطرب،
واستساغها سامعوه وأيدوه واستزادوه". |