1. لا تفرحي يا أم الولد
أنْجبت إحداهن ولداً،
وكانت امرأة أخرى من جيرانها قد أنجبت بنتاً من قبل،
فأصابت أم البنت غيرة شديدة، وأرادت أن تثير حفيظة أم
الولد، وأن تُنكِّد عليها بعض الشيء، فقالت لها:
لا تفرحي يا أمّ
الوَلَد بُكْرَة يُكْبُر وناخْذِه
ونْحُطّ بيته في الخَلا
واللي يجيبه ناكْلِه
الشرح:
أي لا
تفرحي لأنكِ أنجبت ولداً، فعندما يكبر سيتزوج واحدة من
بناتنا، وعندها سوف تأخذه وتبعد بيته عنك، وما يأتي به من
رزق أو طعام سيكون من نصيبنا نحن وليس من نصيبك أنت، ولن
ينالك إلا تعب التربية. وكلّ هذا نابع من فرط الغيرة التي
كانت تتوقد في أحشاء المرأة الثانية.
* * * * *
2.
امرأة تشكو من الضُّرَّة
حدثني أبو سليمان أن امرأة
تزوج عليها زوجها، فاستاءت كثيراً وأخذت تشكو وتتذمّر،
فالضرّة ضرّة حتى لو كانت قطعة جَرَّة كما يقولون، ولكن
ليس باستطاعتها أن تفعل شيئاً أكثر من أن تشكو همها شِعراً
تتغنى به بينها وبين نفسها وتبثه أشجانها، ومن جملة ما
قالت:
يا ونتي وَنّـة شَايِب ثوبه مقصَّر من كُوعَه
يا ونتي ونة عَذْرا من
شوف الضُّرَّة مَلْقُوعَةْ
الشرح:
الوَنَّة: هي الأَنَّة
والأنين، ويا وَنَّتِي: يا كثرة أنيني وألمي، والشايب:
الشيخ الطاعن في السنّ، ومعنى الأبيات: يا أنيني يشبه أنين
شيخ كبير، يرتدي ثوباً قصيراً ذا أكمام لا تكاد تغطي كوعه،
يا أنيني كأنين عذراءٍ قد أصابها الهلع من مشاهدة الضرة
ورؤيتها.
* * * * *
3.
الوَرَّادة
وهذه امرأة أخرى تتذمَّر
من عيشتها مع زوجها الذي استخدمها كوَرَّادة تأتي بالماء
من الهرابة، فكان أن عبَّرت عن ذلك شِعراً بهذه الأبيات:
يا عيشْتَـك يا
كَوْبَـان يا عيشة القَرَادِةْ
كلّ يوم يعطيني
القِرْبِةْ وكلّ يوم وأنا وَرَّادِةْ
* * * * *
4.
زواج من غير الخاطر
وروى لي أحدهم أن امرأة
زوّجها أهلُها شخصاً لا تريده، فصبرت وعبَّرت عن ذلك شعراً
بهذه الأبيات:
هَمّ قليبي يا خَيِّي
كُثُر نُوَّار الكَرْمِ
جِيزِة من دون الخاطر
كلّ ما تحلِّ بتَحْرَمي
* * * * *
5.
هرج القفا
يقولون إن من طبائع النساء
نقل الأخبار ونشرها وإضافة المزيد إليها، ولا تستطيع
المرأة أن تصبر وفي بطنها عِلْم أي خبر، وعندما تُخبر به
امرأةً أخرى تكون قد أزاحت حملاً ثقيلاً عن صدرها، وفي هذه
الأبيات تعبير عن تلك الحالة:
يا يُمَّه يا خَانَت
النسوان هَرْج القفا ما يْخَلَّنِه
هَرْج القفا عندهن
ناموس لَنِّه قليل يزيدَنِّه
* * * * *
6.
فاطمة
حدّث أبي أن أعرابياً ولدت
له طفلة فأسماها فاطمة، وكبرت فاطمة ولم تنجب أمها أطفالاً
بعدها، فقال والدها: أسميتها فاطمة ففطمت العقب كله.
* * * * *
7.
إن ما نبح، انذبح!
حدثني أحدهم أن شخصاً كان
له صديق من المغاربة، وفي يوم من الأيام دعاه المغربيّ
ليتغدّى عنده، فوافق الرجل، وقبل موعد الغداء بحوالي ساعة
ذهب لبيت المغربي ليتحدث عنده، فوجده وراء البيت وقد ذبح
جرواً وهو يسلخ فيه، فقال له باستغراب: ما هذا الذي تفعله
يا فلان؟ تذبح كلباً وتدعوني للغداء؟!
فقال المغربي: لا، إنه ليس
بكلب، بل هو جرو، والجرو إنْ ما نبح، انذبح.
فعاد الرجل أدراجه ولم يعد
يأكل مع ذلك المغربي بعدها.
* * * * *
8. دقنك وين مربّيها
حدثني أحدهم أن شابّاً كان
يبدَعُ في عرس، وقد استولى على الموقف لإجادته لفنون
البَدْع، فجاء رجلٌ متقدم في السنّ وأخذ يبدَعُ ويردّ
عليه، فاستاء الشابُّ وتضايق منه، وخشيَ أن يتغّلب عليه،
فما كان من الشابّ إلا أن قال له:
دِقْنَك يا شَايب دِقْنك
ما تقول لي وين مربّيها
فردّ عليه الرجل بما
معناه:
مربيها بين النشامى
من كثرة ما أمشِّط فيها
فقال الشابّ:
ودها عُود الشحَّاطة
تشحط وتولّع فيها
وهذا ما يحضرني منها الآن.
* * * * *
---------------
نشرت في صحيفة الحدث في 28/05/2008م
.
جـميع
الحقـوق مـحفوظـة
« لا يسمح باستخدام هذه المادة
بشكل تجاريّ دون أذن خطّيّ من المؤلف »
ولا
يسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.
|