الإبداعات الطلابية في المدارس العربية
الإبداعات الطلابية في اللغة العربية تساهم في تطوير الوعي لدى
الطالب العربي وتطوير أدواته الأدبية وتوسيع خياله، وتعميق
فكره . وتكشف كتابات الطلاب في جيل متقدّم أحلام الأطفال
وأمنياتهم وتطلعاتهم لمستقبل أفضل. بواسطة كتابات طلابنا نعرف
ماذا يجب أن نوفّر لهم .. وكيف يحبّون أن نساعدهم .. فالكتابة
لغة للتخاطب والتفاهم بين الأطراف المختلفة .
ولكن، وبكلّ أسف ، قليلة هي المدارس العربية التي تعنى
بإبداعات الطلاب .. وتشجيع إصدار مجلة للطلاب أو نشرة يعبّر
فيها الطالب عن همومه وطموحاته .
إذا كانت المدرسة لا تهتم بأفكار طلابها فمن سيحتضن كتاباتهم
وخواطرهم ؟! ليس صدفة أنّ اللغة العربية يستصعبها طلابنا ..
ففي امتحانات "البجروت" يحصلون على علامات منخفضة .. لأنّ
الطالب لا يتفاعل مع اللغة .. أسلوب التدريس لا يقرّب اللغة
إلى قلب الطالب العربي .. والطالب لا يمارس الكتابة الإبداعية
.. ولا تتاح له فرصة الإبداع بين جدران المدرسة .
وقد يظنّ بعض العاملين في حقل التربية أن وظيفة المعلم هي شحن
الطالب العربي بالمعلومات الحيوية .. لكن ماذا تنفع هذه
المعلومات إذا لم يستطع طلابنا استغلاها وتطبيقها في أرض
الواقع ؟! كيف ينتفع الطالب بدراسة اللغة العربية إن لم يستطع
كتابة خاطرة أدبية أو تحرير رسالة إلى صديق أو إلى مؤسسة رسمية
أو فهم نصّ أدبي ؟!
إذا كانت وزارة المعارف والقائمين على وضع مقرر التدريس ..
يهينون الأدب المحلي، فلا يُدرَّس بالشكل الصحيح واللائق له،
فيتوجّب علينا نحن العاملين في حقل التربية تحبيب الأدب المحلي
إلى قلوب وعقول طلابنا عن طريق تدريسه ونشره وممارسته واستضافة
الأدباء المحليين كي يتعرّف عليهم طلابنا .. ويسمعون إبداعهم..
ويتعلّمون منهم الكثير الكثير ..
علينا أن نجعل الكتابة الإبداعية في أعلى سلّم اهتماماتنا
التربوية لما فيها من فائدة تعود بالخير على العملية التدريسية
والتحصيل الدراسي لدى الطالب.. وهنالك من يخشى دعم الإبداع
الطلابي من الأدباء والمدراء والمدرّسين بادّعاء أنها تقف
حاجزاً أمام التحصيل الدراسي، والصحيح أنّ الإبداع يساهم في
رفع التحصيل الدراسي لدى الطالب عن طريق زيادة تقدير الطالب
المبدع من قبل أقرانه الطلاب والأهالي والمدرسين، بالإضافة إلى
توجه الطالب إلى المطالعة الجادة في الأدب والكتب الخارجية..
مما يثري وعي الطالب ويزيد نشاطه الفكري..
وهنالك من يعارض دعم إبداع الطلاب هرباً من دفع بعض الأموال
اللازمة لتغطية المشروع !
وكم كنت أستغرب ردود المؤسسات الرسمية العربية التي تدّعي
رعايتها للأدب أو للكتابة الطلابية !
أصدرنا في مدرسة الرازي الإعدادية في رهط عدة مجموعات من
الكتابات الإبداعية الطلابية، وكنا نرسل إلى هذه المؤسسات
برسائل من أجل شراء عدة نسخ من هذه الإصدارات أو من هذه
المجموعات الرائعة.. ولم تكن هذه المؤسسات تكلّف نفسها عناء
إرسال رسالة أو اعتذار بواسطة مكالمة هاتفية !
صوت الحق والحرية 17/9/1999 |