وحيد العين
مسكين
هو الشخص الذي نام في ليلة عاصفة، وحين استيقظ تذكّر الحلم
الجميل الذي مرّ عليه والرؤية الجميلة التي خُيِّل إليه فيها
أنه يقف على أعلى جبل في العالم يرى ولا يُرى ... يختار من بين
جموع الناس المحتشدة في المروج الواسعة ما يريد وينتقي أخيار
الناس ويشير الى الأشرار .. يصنِّف الكتّاب : هذا جيّد .. وهذا
فاشل .. وهذا مبدع .. يعرّي جميع المواهب.. يختار قبّعة النقد
الأدبيّ ..
ذهب إلى مكتبة نصراوية واشترى بعض الكتب والصحف في الأدب
والإبداع .. التهمها مثل طفل جائع في موريتانيا وقرأها مثل
أُمّي مصري يحاول فهم الأحرف والرموز ..
ثم خرج الى الطرقات يميل إلى اليمين وإلى الشمال من شدّة
الإفراط في القراءة والتحليل ..
وراح يغوص في بحار الشعر ومحيطات الأدب .. ثم يتوسّل للمحرر
الأدبي في إحدى الصحف النصراوية حتى ينشر له نبوءة الشعر
والأدب .. وبعد عطف تعانق الكلمات النور وتغتصب عيون القراء ..
فيتظاهر صاحبنا أمام مكاتب الصحف العربية ويدّعي أنّها مؤامرة
لإقصائه من الساحة الأدبية المحلية والعالمية دبّرها الشاباك
الأدبي العربي الإسرائيلي ..
ومن أجل لملمة القضية تنشر له الصحف قصيدة ورؤية أخرى خوفاً من
إغلاقها لأسباب أمنية .. ومن يومها وهو
يغتصب الصفحات .
واخترع من اخترع لعبة الجوائز لمن يفلح في تثبيت القلم وأن
يكتب جميع " القصص ما عدا قصة "ليلى الحمراء" وتشكّلت اللجان
لاختيار فارس القلم الذي يكتب بدون أن يكتب ..
واقترح أحدهم العطف على الفارس المغوار ومنحه جائزة الانشغال
منعاً للانفلات ، وقال آخر إنه أفضل الأشخاص على القمم .. ولم
يرفع بندقية على خائن ولم يصرخ وهو يبكي ، ولم يبكِ وهو يصرخ
إلاّ عند المغيب وفي حضرة الرقيب .
وقال آخر من أجل مصلحة الجميع نمنحه عطية من بيت المال حتى
ينشغل بشراء كتب جديدة ويطوف العالم العربي ..
عمّت الفرحة قلبه فهو قد توقّع كلّ شيء .. قرأ كلّ الأقلام
السائبة التي تطاولت على ثقافته العملاقة وقرر أنه الأديب
الأوحد وحاصد الجوائز ...
المواكب العدد 1+2 2002 |