نوعية النص في نتاج
الشاعر سهيل عيساوي
|
|
بقلم: غسان حاج يحيى
توطئة
:
الشاعر الشاب سهيل عيساوي وجد طريق الصواب بالتعبير عن نفسه
بالنثر ، إن لم تطعه القصيدة في قول ما يريد ، وهذا ما لم
يفعله الكثير من الشبان حين يكررون أنفسهم في عملية كربونية ،
مما يدفع بالقارىء الى أتون الملل وحدود النفور .
أمّا سهيل فاستطاع العبور بذكاء الى سبل التعبير الكثيرة ،
فأفلح بذلك ، حتى وإن كانت لنا بعض الملاحظات على بعض نتاجه!
مدخل :
سهيل عيساوي شاعر شابّ من كفرمندا ، يكمل دراسته الأكاديمية في
جامعة بئر السبع ويدرِّس في إعدادية راهط. منوّع النشاط
الثقافي والأدبي والرياضي ، أصدر أربع مجموعات أدبية تنوّعت
بين الأشعار والخواطر والمقالة والجملة المركّزة التي لامست
الحكمة .
الموضوع :
في نتاجه الأول ( وتعود الأطيار الى أوكارها ) عبَّر سهيل
عيساوي عن مشاعره ، أحلامه وأحاسيسه عبر القصيدة الحرة والتي
صاغها بأسلوبه الخاص وأهداها للشاعر الراحل ميشيل حداد فارس
القصيدة الحرة في بلادنا ، وكانت المجموعة بمجملها كاندفاع
البدايات .
أما في نتاجه الثاني ( نظارتي ) ففاجأنا بشكل كتابي مغاير عن
نتاجه الأول . فقد ضمَّ الكتاب في قسمه الأول خواطر مركّزة في
جمل مقتضبة كالحِكَم ، وضمَّ في قسمه الثاني خواطر عادية في
مواضيع شتّى / حياتية .
مما كتبه في خواطره المركّزة نقرأ هذه النماذج :
"لو أظلّ أكتب بعد الموت لرحّبت به".
"كلّنا نجيد الثرثرة ولكن مَن يجيد الصمت".
"كلّما اكتسبت صديقاً جديداً أضفت إلى عمري يوما".
وفي نتاجه الثالث (فردوس العاشقين) مزج بين القصيدة والمقالة
والخاطرة في أبواب الكتاب الخمسة ، فجاء نتاج هذا الكتاب أشهى
وأرقى من نتاجه السابق وأنضج . أما نتاجه الرابع (وتشرق
أسطورة الإنسان) فكان مجموعة شعرية ، وقد كتب مقدّمتها الشاعر
ميشيل حداد قبل وفاته وهي قصائد على النمط الحر . يقول في
نموذج منها:
"على ابتسامة شنقت في فجرها / على هوى ضاع في الهواء
حارقا وراءه ألف ليلة / كانت نهاراً / وألف رسالة عشق
كأنّها ما كانت".
مجمل
النصوص:
تعددت الأشكال في نتاج الشاعر سهيل عيساوي، بين القصيدة الحرة
والمقالة والخاطرة والجملة المركّزة، فنوّع بالأسلوب والموضوع
وبذلك نجا من التكرار الممل الذي يقع به الشعراء الشبان حين
يكتبون على نفس النمط جلّ إنتاجهم .
خلاصة:
نتاجه المنوّع في إصداراته الأربعة شدّنا الى ما يقوله ،
ولكنّه مطالب بانتقاء الكلمة الشاعرية الأنيقة ، وإثراء معجمه
الخاص وإجادة الألوان المختلفة من الصياغة الشعرية في نتاجه ،
فهذا يضيف القوة والتنويع إلى رصيد إبداعه ويفتح له آفاقاً
أخرى لم يطرقها من قبل .
ورغم كلّ شيء سهيل عيساوي شاعر شاب متميّز بين أترابه لاجتهاده
المكثّف في شتّى الميادين ولتعاطيه ألوان أدبية
يعجز عن نتاجها الكثير من
أقرانه.
تحية لهذا الشاب العصامي ، مع تمنياتنا له بالتوفيق ، والله
الموفق .
المواكب العدد 3 + 4 1999 |