عرض لكتاب "بين فكّي التاريخ"
للأديب الشاعر سهيل عيساوي
|
|
بقلم : حاتم جوعيه
سهيل إبراهيم عيساوي من قرية كفر مندا ، شاعر وأديب شاب يكتب
الشعر والنقد الأدبي والنثر على أنواعه منذ عشر سنوات تقريباً
.
وهو يترأس حالياً الرابطة الأدبية
لأقلام الجنوب التي تضم عدداً لا بأس به من الكتاب والشعراء ،
ويصدر أيضاً مجلة فصلية يرأس تحريرها اسمها " الفانوس الجديد "
، وله الكثير من النشاطات والفعاليات الأدبية .
وقد استطاع في فترة قصيرة ورغم حداثة
سنه أن يطوّر أدواته وأسلوبه الكتابي بشكل كبير وملحوظ وترك له
مكانة إبداعية وبصمات كبيرة لها تأثيرها وقيمتها على الصعيد
المحلي .
وهو الآن كاتب متمرس ومتألّق شعراً
ونثراً . تمتاز كتاباته الشعرية والنثرية بالعمق والخيال
المجنّح المكثّف بالصور والتعابير الشعرية الجديدة المبتكرة
والملائمة لطبيعة العصر الحديث الحر النثري بموسيقى داخلية
أخّاذة وجميلة الإيقاع . وهو يعالج في كتاباته مختلف المواضيع
الهامة مثل: الوطنية والقومية والإنسانية والاجتماعية والغزلية
.. الخ ، وكان لقضايا شعبه الفلسطيني وللأمة العربية ككل ،
الدور والحيّز الكبير في كتاباته الشعرية ، كما انه في النقد
له باع طويل وواسع . ونقده موضوعي أكاديمي تحليلي بناء وإيجابي
يسعى للوصول الى نتيجة مثمرة والى مستوى راق وحضاري بعيداً عن
الألفاظ والعبارات السوقية العقيمة والسخيفة التي يجنح إليها
غيره من الكاتبين المستكتبين دعاة النقد محلياً والمتطفلين على
الدوحة الأدبية . فالأدب والشعر والنقد عند سهيل عيساوي الهدف
منه رسالة قيمة ونبيلة مثلى ومقدسة لخدمة قضايا شعبه ولأجل
الإنسانية جمعاء .
أما في كتاباته التاريخية ، وخاصة
كتابه الذي بين أيدينا الآن " بين فكّي التاريخ " الذي يقع في
160 صفحة من الحجم المتوسط والمطبوع طباعة أنيقة وفاخرة من
إصدار منشورات الطلائع ورابطة أقلام الجنوب ، فيحذو فيه حذو
المؤرخين المعاصرين خاصة الأجانب . فلا يكتفي بسرد الأحداث
بمنهج قصصي ممل ... بل نجد عنده طابع وعنصر الحوار والتحليل
الموضوعي والفلسفي والعلمي العميق لكل حادثة وقضية من ناحية
مصداقية مصدرها وصحتها وعمقها وبعدها الإنساني والثقافي
والموضوعي والتاريخي الشامل وموقعها وصداها ماضياً وحاضراً
ومستقبلاً للمجتمعات وللشعوب وللبشرية بشكل عام . وكتابه هذا "
بين فكّي التاريخ " يتناول ويستعرض حياة الكثير من الشخصيات
العربية والإسلامية والتاريخية الهامة ( القديمة والمعاصرة )
القيادية والسياسية والدينية والأدبية والعلمية ، مثل : الإمام
علي بن أبي طالب ، وابنه الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير
، وعمر بن عبد العزيز ، وأبي فراس الحمداني ، وابن المقفع ،
وطرفة بن العبد ، وأبي ذرّ الغفاري ، وخالد بن الوليد ، وطارق
بن زياد ، وعمر الخيام ، وابن رشد ، والإمام أحمد بن حنبل ،
والإمام حسن البنان وسيد قطب ، وعبد الله أوجلان ... وغيرهم .
وأسلوبه في الكتابة رشيق وسهل وشيّق
يجذب القارىء ، إضافة الى التحليل الموضوعيّ العميق .
مجلة
الفانوس الجديد - العدد الأول |