عمر المدينة الفاضلة بعمر الزهر ما أشبة الحياة الجامعية بالمدينة الفاضلة التي حلم بها أفلاطون، مدينة يحكمها الفلاسفة رواد وعشاق الحكمة, هذه المدن الورقية سرعان ما تصطدم بصخرة الحياة القاسية، والحياة الأكاديمية مدينة حدودها معروفة وأطرافها وقوانينها محسومة, سكانها زبدة المجتمع, طلبة ومحاضرين، الكل منغمس بالدراسة والبحث، يغترف من أنهار العلم المتدفقة التي تنتحر على أعتابها المصطلحات الدنيوية الدونية، كالنفاق والكذب والسرقة والاحتيال والغش والعنف والعنصرية والتطرف وحبال الإرهاب, الجوع، الفقر, القتل، الاعتداء، تنبت كلمات أخرى مزهرة وجهها مشرق أنت لا تحتاج إلى الاحتكاك أو الالتقاء مع الآخرين خارج السرب المحلق في القفص الذهبي فكل شيء متوفر بجودة عالمية، هذا الأسلوب المميز يجعلك تؤجل بعض الشيء الالتحام والسباحة في بحر الواقع, وإماطة اللثام عن الوجوه المكدسة خلف حائط الأوهام المؤجلة، بعد تجرع كؤوس الحكمة وميادين التجربة وتسلق قمم الإرادة الفولاذية. |