الأحزاب والانتخابات لَم يعد سراً كون الانتخابات في الجامعات تحركها القيادات الحزبية العليا وفق ضوابط اللعبة السياسية، أصبحت جامعة بئر السبع مثل خلية النحل, زيارات بيتية وزيارات لقيادات حزبية, محط أنظار الجميع، وتشكلت قوائم عربية؛ الجبهة والمستقلون والتجمع. وبدأ التراشق عبر المنشورات الملونة، والمؤلم في الأمر أن جميع المرشحين في القائمتين (الجبهة والتجمع ) من نفس باقة الورد. لم أرشح نفسي في مكان متقدم رغم أن بيتي كان مقراً، إن شئت أن تسميه دار الأرقم بن الأرقم الحديثة، أو دار الندوة في عيون "الخصوم السياسيين"، ومنه تصدر القرارات الحاسمة. في نفس العام بسبب التعنت والضغوطات الخارجية تم وأد مشروع الانتخابات في مهده لأُمور لا تتعلق بطلاب جامعة بئر السبع بل لرغبة البعض في ضم كليات أُخرى للانتخابات ظناً منهم أن لهم فيها قاعدة شعبية عريضة. بعد عدة سنوات جرت انتخابات أشترك بها ممثلون عن الجبهة والتجمع ومستقلون، تكللت المحاولة بالنجاح, لكن الحقل السياسي الطلابي سرعان ما جف, بعد ترك القيادات الطلابية النشطة الساحة السياسية وعدم اعتراف الجامعة بلجان أُخرى على أساس قومي، وتقاعست الأحزاب العربية في استثمار جهدها في حلبة جامعة بئر السبع، ربما بسبب نسبة الطلاب العرب الضئيلة هنالك والبعد الجغرافي. |