المقدمة |
بسم الله الرحمن الرحيم الحكاية الشعبية جزء هامّ من تراثنا ، ومن عاداتنا الكريمة التي ألفناها وتعوّدنا سماعها ودرجنا على حبها والاستمتاع بها ، ورأينا فيها قصص الوفاء والبطولة والكرم ، وما كان يتمتع به جيل الآباء من الصدق والصبر والخصال الحميدة والطباع الطيبة التي نفتقر إليها في هذا العصر الذي قضت فيه المادية البغيضة على كل ما هو جميل . وبعد انتشار موجة التلفزة والإعلام المرئي أخذت الحكاية الشعبية تنحسر ، وأخذ دورها يضمحل ويتراجع ، وتغشّاها ضباب من الإهمال والنسيان كاد يُخفي آثارها ويقضي عليها بالكامل . وقد هبّت مجموعة من الكتّاب والمفكرين ومن يعنيهم الأمر لنجدة هذا الجزء الغالي من تراثنا ، فجمعوا ما استطاعوا جمعه ووثقوه في كتبهم ومجلاتهم ، وما زالت عملية الجمع والتوثيق قائمة على أشدها ، ونرى من ثمارها الطيبة بين الحين والآخر ما يبعث في نفوسنا الدفء والطمأنينة ، ويدفعنا للعمل الجاد والمتواصل من أجل المزيد والمزيد في هذا المجال . وما كتابنا هذا إلا جهد متواضع من هذه الجهود التي بُذلت وتبذلُ من أجل الحفاظ على تراثنا الشعبي وهويتنا القوميّة وعلاقتنا بالأرض والإنسان والمجتمع . وقد حرصت على بساطة الأسلوب وعلى ذكر التفاصيل الكاملة لكل قصة من هذه الحكايات ، وابتعدت عن كل ما يشوه جمالها أو يغير شكلها وصورتها إن كان من المؤثرات التصويرية أو الخيال المجنح الذي يبعدها عن أصلها وشكلها الذي جاءت عليه . وقد تحاشيت القصص التي تحتوي على مواضيع مخلّة بالأخلاق أو القصص الماجنة البذيئة ، وما أكثرها في القصص الشعبية مراعاة لشعورنا كآباء ، ولشعور أبنائنا وبناتنا ، وللمحافظة على سمعة مجتمعنا الطيّب ، حتى نقدّم صورة نظيفة من تراثنا الخالد ، أما ما يسقط عند الغربلة فهو غير جدير بالتوثيق حسب وجهة نظرنا على الأقل . ولا بد أن نشيد بالدور الإيجابي الذي قامت به بلدية رهط ومكتب رئيس البلدية في دعمهم الماديّ والمعنوي من أجل إصدار هذا الكتاب وإخراجـه إلى النور ، نتمنى لهم كل خير ، ونقول لهم جزاكم الله خيراً وكثّر من أمثالكم . وما توفيقي إلا بالله وهو حسبي ونعم الوكيل .
صالح زيادنة رهط في : الأربعاء، 12 شباط، 2003 |