ضَيَّقْتَه كثيراً |
يحكى أنَّ صديقين اتفقا على ضيافة أحد الأجواد حتى يتناولا طعام الغداء عنده ، وكانت عادة الضيافة مشهورة في ذلك الزمان ، فلم يكن وراء الناس ما يشغلهم من الأعمال ، وقد اشتهر هذان الصديقان بالكذب ،وكانا يعرفان ذلك من نفسيهما ، فقال أحدهما للآخر اسبقني أنت بضيافة فلان ، وأنا سأجيء من بعدك ، واجعل نفسك لا تعرفني ، وعندما يصافحني المضيف ، قُم وصافحني أيضاً وكأنك لم تعرفني من قبل ، وإذا كذبتُ أنا وسرحت كثيراً في الكذب فاهمزني بجنبي حتى انتبه لنفسي ، وإذا كذبتَ أنت فسأهمزك أنا ، وهكذا كان ، فذهب الأول لضيافة صاحـب البيت الذي رحّـب به وأكرم وفادته ، وبعد ذلك بقليل جاء الآخر من مكان مختلف ، وصافح صاحب البيت وصافح صديقه وجلس بجانبه وكأن لا معرفة بينهما ، وبعد أن تناولا طعام الغداء نظر أحدهما إلى بيت المضيف وقال : الحقيقة إن بيتك هذا جميل ولكنه صغير نسبياً ، وقد بنيتُ أنا بيتاً أكبر منه بكثير . فقال له المضيف : وكم طول بيتك ؟ فقال : سبعون متراً ، فهمزه صاحبه الذي بجانبـه ، فقـال المضيـف وكم عرضه فقال : متراً واحداً ، فقال له : لقد ضَيَّقْتَه كثيراً ، فقال : الله يُضَيّق على الذي يُضَيّق . وهو يقصد بذلك صاحبه الذي لم يتركه يكذب على راحته . |