مطرٌ أسود
يَنْقُرُ شبابيك قلبي
يغرغرُ
يفورُ في هجعة الروحْ
وينهمرْ
والدفاتر مفتوحةٌ على وُسعها
والقلمُ المتحفِّز
ينتظرُ حركة اليد.
دثّريني بعيون أولادي
يا ابنة الجرح والصفحْ
والحقيقة اللعينة
وانثري شهقاتهمْ
حولي
سنابل خضراءْ
أخبِّىءُ خوفيَ اللئيمْ
في أصابعها المتوسّلةْ
المرفوعةْ
نحو السماءْ.
ولملمي ضحكاتهم الملوّنةْ
وحرير أنفاسهمْ
من قُرَن البيتْ
ورُشّيها على دمي.
خائفٌ أنا
من عناقيد كانون
أيّتها الحمامة المطوّقةْ
بجمر أمنياتي
خائف
خائف
من حبّاته التي
تسقط في قلبي
وتنكسر،
من سكّينِهِ التي تسكُنني
زمّليني يا خديجة
زمّليني
يا حمامتي البيضاء
لا كفن لي
سوى صوتك
الذي
يَجْدِلُ الأيام والكلماتْ
يُسَبِّحُ
يتأرجحُ
مثل حبلٍ
يشدُّ الأرض، كلَّها، إلى صدري،
ويشتعل.
يا ابنة الجرح والصفحِ
حين ينقر المطرُ الأسودُ
شبابيك قلبي
اغمريني بهديلك الأبيض
وافتحي دفاترَ الأيامْ
على وُسعها
أريد أن أموتْ
وعيوني مفتوحةْ
على الحقيقة اللعينةْ
المقدّسةْ
أريد أن أرى كلّ شيءْ
كلّ شيءْ
من قبلُ ومن بعد.
25/3/2001 |