الإمام عليّ ابن أبي طالب

الصلب(1)

يا وجهي المصلوب على أحلام ملامحهم

بمسامير مسائلهم

أدمنتك.

يا وجهي المشنوق بداخلهم

تعلكُ ذلّتهم

أدمنتك.

يا وجهي

تركض فيك الطعنة

يسحقك القاتل باللعنة

وتظلّ كما أنت

والقاتل يبكي ويقول قتلتك،

وتقول له سامحتك.

تهتف قلبي بيدر حب

وتظلّ كما أحببتك

والقاتل يسبح في دمّكْ

ويهشّم حلمكْ

يبكي ويقول قتلتكْ،

وتقول له سامحتك.

تهتف

"عمري دمع الحمل

على وجع الذئب الجائع"

وتظلّ كما علّمتك

والقاتل يبكي ويقول قتلتك.

يا وجهي الواحد

يبكي القاتل إذ يحتار

يبكي.. يسألُ

"أين رأيتك؟

يا وجهاً لا يُقتلُ لا يتبدّلُ

أين رأيتك؟"

يا وجهي الواحد

يبكي القاتلُ

يبكي القاتل

يبكي

حتى يعرف سرّكْ.

يبكي القاتل يبكي

حتى يدركْ ..

حتى يعلن:

"هذا وجهي الأول

هذا وجهي الضائع

يا وجهي الأول

يا وجهي الضائع

يا وجهي المقتول.. عرفتك"

30/8/1999

 

الصلب(2)

على الجدار الأخيرْ

يصلبونك يا وجهي

يا وجهي الوحيدْ.

بمسامير مسائلهمْ

يعلّقونكْ

على عروش الأسئلةْ،

وبخناجرهم المعقوفةْ

مثل ألسنة الحرباواتْ

يطعنونكْ.

يطعنونك ولا تتغيّرْ

يا وجهي الوحيدْ

 

وتقول سامحتهم

سامحت ظنونهمْ

المتهدّلةْ

من لُهاث أعمارهمْ

سامحت أمانيهم المحتقنةْ

في خناجر نفوسهمْ،

يا وجهي

يا وجهي الوحيدْ.

 

وسيظلون يطعنونكْ

ولا تتغيّرْ

يصبّ القاتل دم حقده

ويبكي

يقضم ملامحك الطيبة

بأسنانه الخضراء

ودموعه الخضراء

ويبكي

ولا تتغيّرْ.

يسأل: "أين رأيتك؟! "

وينهكه السؤال،

يا وجهي

يا وجهي الوحيد

 

مسكينٌ هو

مسكينٌ

يا وجهي الطيِّبْ.

سيظلّ القاتل يبكي

وتظلّ يده تلوبْ

حتى يلمع نصل الحقيقةْ

على حدّ عمره المسنونْ..

حتى يطلع من عيونهْ

صوته الغائبْ

يهزّ أركان قلبه، ويهتف:

"هذا وجهي أنا

وجهي الأول

يا وجهي الذي ضاع مني

عرفتك".

24 / 3 / 2001


رجوع