الإمام عليّ ابن أبي طالب

الحقيقة

حين أتسلل من ثقوب أفكاري

الى شوارع الحقيقة الرعناء

وأركض في دهاليزها

تكون محطّتي الأخيرة

دائما

ساحة واسعة وسع العالم كله

لا يلامس البصر شطوطها

تتدلّى في فضائها مصابيح مطفأة

لا يعرف سر اشتعالها سواي .

 

هناك

في فضاءات اللاشيء

أخلع أقنعتي التي لا تحصى

ولا أنتفض مرعوبا

مثل مطلّقة داهمتها الرغبة .

هناك

في فضاءات اللاشيء

حيث تحرسني العتمة الـمُطمْئِنة

يكون كل ما أريد أن يكون .

هناك

أغرق في خوف من نوع آخر ..

أخاف أخاف ..

من قمة رأسي المشتعلة

حتى نتوءات أظافر قدمي

أن تخونني المصابيح المطفأة

وأن تشتعل الحقيقة فجأة.

22/5/1995


رجوع