أخوض في حدود زمني
أركضُ
والمسافات التي تقضم عمري
حُلُمي وسأمي
وبدني وكفني
أسبحُ..
لا يابسة تقبل مني شجري
ولا البحار تشتري من سفني
أقولُ:
"يا مدائن الملحِ
ويا بحار شجني
تعبتُ .. جئتُ .. عدتُ .. شئتُ
.. متُّ..
هيّئي لي كفني
أو مُستقرّا أستريح فيه لحظة
ينشِلني يقبلني
ويشتري مني عذابي
وانفلاتَ رحلة السؤال والجواب
في أسئلة الرمل التي لا تنتهي"
أقولُ:
"يا مدائن الملح
ويا بحار شجني
لا ترفضيني..
واقبليني مثلما أنا
وهيئي لي كفنا
أو وطنا
أرفع فيه علمي
أدرك فيه حلمي
أقول "هذا وطني"
أقيم فيه زمني الذي أريده"
أهتفُ: "تبتُ تبتُ تبتُ
فاعفُ عني واشفِ ظنّي
تحت خيمة الرّجاء
يا معلّم الأشياء بالأشياءِ
واقبلِ الحقيقة التي تقبلني"
أهتف:
"لو أعودُ لن أعودَ
لو أعود لن أعود لن أعود"
لكنْ..
أسمع صوتا يشتهيني مثلما
اشتهيته
ويرتضيني مثلما ارتضيته
يقول: "بل تعود وتعود وتعود"
اعرفه
يعرفني
أعبده كأنني يقينه
كأنني يقينه يعبدني
أسأله/يسألني:
"من أنت يا مسافرا يركض في
اللاشيء؟
من أنا؟ "
يقول / أو أقول:
"يا مسافرا يركض في اللاشيء
يا مضيعا وجائعا يقتات من عذابه
يقتاته عذابه
ودمه شرابه
لو تقبل الحقيقة التي تقبلني
لو تقبل الحقيقة التي تقبلني:
ما وطني بحر ولا فضاء
أو هذه الارض التي تحملني
ما وطني الأرجاء والأشياء
والأسماء
وطني كل الوجودِ
وطني أغنيتي وسفر في اللاحدودِ
وطني..
زوبعة تسكنني".
28/5/1997
----------------
* ظهرت في كتاب "الله والناس".
|