الإمام عليّ ابن أبي طالب

لبنة وملوخية

(وصلني من الاستاذ مصطفى مرار 22 كتاباً في خبطة واحدة. وأدهشني هذا النشاط، وكانت هذه القصيدة)

 

للطيِّبِ من "جلجولية" الذي

غلَّبَني اسمُهُ

22 كتاباً جديدا

دكَّ البارودة "الصّواري" أو الأوتومات

وأطلقَها

فانتشرت في الأرض

ولي حسرتي المرَّة.

 

مثل حبِّ البلُّوط العَجِر

حسرتي

ومثل طعمِ التِّتِن المدقوق

في آخر "سيجارة اللّفّ".

ومثل زغب العصافير

فرحتي..

فأيُّهما أصدِّق

وأنا الذي يقول دائما:

"لا أعرف"؟!

 

"قصص فلسطينية"

كتب على غلافها من فوق

بارزة مثل العلم

ففرَّشت مثل ذيل الطاووس.

مَعلوم يا عمّي أبو نزار!

وإلاّ كيف؟!

تنتشر وتنهمر..

وتفور وتمور..

وتعرِّشُ الحقيقة على أوراقها البيضاء

مثل قلب الطيب من "جلجولية"

الذي غلّبني اسمُهُ.

 

"قصص فلسطينية"

معلوم يا خَيَّا!

تربُضُ في خبايا حروفها

عروقُ صبرنا الفلسطيني

تشرب نُقَطَ الحبر وتتخمَّر

رأيتها .. رأيتها ..

تفعلها

وتنتصب أمام عيون الكلّ

وعلى المكشوف

رأيتُها.. رأيتها

تخرق التراب

وتنبثق

من بطن الكتاب

مثل كتيبة الثّوار

في "اللد قبال الرملة".

 

فلسطينية يا خيَّا، فلسطينية

وهذا شَرْطي

المشدود مثل بطن الحُبلى،

قبلما أذوق لَبَنْتَك الحامضة،

هذا شرطي:

اللد قْبال الرملة

أي نعمْ، صبرتان أو زيتونتان،

ويافا عروس بكر

ينهمر دمها الأبيض

على

شجر البرتقال الناعس

وتظلّ بِكرا و"بنت بنوت"

وتلك هي المعجزة.

فلسطينية يا خيّا، فلسطينية

وعكا بنت "مفرَّعه"

تمدُّ ساقيها في الماء

وأنا الولد الذي يَرى ولا يُرى،

وتمطُّ لسانها لهدير البحر

وتضحك حتى تتشردق

ولا تنزل دمعتها

و"تُخَنْفِر" لجنود نابليون

وتضحك حتى تتشردق

ولا تنزل دمعتها.

فلسطينية يا خيّا، فلسطينية

والناصرة البرجُ الذي

نصعدُهُ بِلا سلالِم

إلى عرائش السماء السابعة

هناك..

نغسِلُ قلوبَنا البيضاء

ونرجع مثل ملائكة الربّ الذي

لا يموت ولا يموتون.

فلسطينية يا خيَّا، فلسطينية

والكرمل شبل أبيض "معرَّص"

يحضن حيفا

يخرمشها حتى تستوي

ويطلع عليها

ويلُمُّها كلَّ يوم

عن شواطىء الشّبَق

يشدُّها من شعرها ويزأَر:

"ارجعي، يا سايبِة، ارجعي

بطنك لبطني، والذي في بطنك لي"

والقادمون العُتُق والجدد

بحارة تائهون

تتخلّع مراكبهم على صخرة ألـلّـه.

فلسطينية.. معلوم يا خيَّا

فلسطينية.. معلوم يا معلِّم

وهذا شَرْطي

قبلما أذوق لَبَنْتَك الحامضة

وقبلما أقول للزيت الذي ذوّبها:

"والتين والزيتون وطور سينين

هذا زيتنا وزيتوننا".

 

وأقول لك يا خيّا أبو نزار

اللد التي قْبال الرملة

وعكا وحيفا

والناصرة والمجيدل وجلجولية

ستظل تقول لـ"أبو محمد"

أمرك على راسي،

وتغزُّ عيونها في الأرض

قبل ان ينقرها بعينيه الناريتين

وقبل ان تهتزّ

شواربه

ويحلف عليها بالطلاق.

وأقول لك يا معلمِّي أبو نزار

تعلّمتُ كثيرا من الكتب

وسوف أتعلّم

ولكن هيهات أن أجد بها

ما علَّمَنيه المعلِّم محمد زيدان.

قال "أبو فيصل" يومها:

"مِشْ كُلِّ الناس بِتَّاكَلْ زادْها"

وعلقت في ذاكرة النار

معلوم! فهل لهذا

ساحَتْ الملوخية على ذقني

وتَسَحْسَلَتْ على رقبتي

وبرطعتُ على الخضراء

وقوَّصتُهُ بعيوني؟ !

وأقول لك يا عمّي أبو نزار:

هديّتك لا أقبلها

إلاّ مع "زودة البياع":

صحن لبنة حامضة

قدّ راس العجل

في بيتك يا خيَّا مصطفى مرار

يا الذي

يُغلِّبني اسمه وأحبُّهُ.

3/9/1998

------------------

* بارودة الصواري: بارودة قديمة حملها الثوار الفلسطينيون في ثورة 1936.

* "قصص فلسطينية": الاشارة التي ظهرت على كتب مصطفى مرار.

* "اللد قبال الرملة": احدى القصص من كتاب يحمل نفس الاسم، ينبثق فيها الدخان من الارض، وحين ينقشع تظهر كتيبة من الثوار.


رجوع