الإمام عليّ ابن أبي طالب

عبد الرحيم عراقي

في شمس الظهيرة التي

انتصبت عند العتبة

تُهدهِد شوقها الحاني

وقف

أمام صورتيه المشنوقتين

على الجدار الذي

لا يعرف شيئا

"هذه قبل السجن

وهذه بعده"،

قال، وابتسم.

بكى شيء في داخلي

واهتزّ رمح العمر.

 

ولم أقل له

كعبة التائهين أنت

يرفعون إليها صلاتهم

وصوتنا الذي لا يضيع

والقامة التي تسند قاماتنا

لو تعبنا،

ولن نتعب

 

عمي أبو عمر

يوم نادته شمس الحياة

في أوّل العمر الطريّ

وتدلّت أمامه

مثل غجرية ملهوفة

نَهَرتها كَشْرتُهُ الطيّبة

"روحي إلعبي

يلاّ..

روحي.. لحالك"،

وتركها عند حدود الشوق

تمسح دمعتها المخذولة

 

عمّي أبو عمر

الواضح الذي

لا تلتوي

في فمه كلمة

تغافله صورته الراضية المرضية

تهبط كلّ يوم،

من وراء ظهره،

تلحق الشمس..

تباطحها،

ولا يعرف.

 

وفي ليالي العتمة والخوف

حين تلفّ المشانق أعناق أحلامنا

تنسّلُ صورته من مكانها

تزور نومنا المذعور

وترفع اللحاف

على أكتافنا المكشوفة

ترخي عين الرضا وتعود،

ولا يعرف.

 

يا أيها الراكضون

نحو الشمس التي لا تغيب

لو خفتم

نادوا:

"يا عميّ أبو عمر..

يا عبد الرحيم عراقي"..

تطلعُ من قلوبكم

صورته الخضراء

تظلّل هاماتكم

وتسند قاماتكم.

أنتم ستعرفونها،

ستقرأون ملامح البلاد فيها

شبرا شبرا

ستسمعونها تقول:

"لا تخافوا، ولا تهونوا"،

أنتم ستعرفونها

وتعرفون كلّ شيء،

وهو لن يعرف.

6/5/2001


رجوع