الإمام عليّ ابن أبي طالب

وبعض محبيك

يقولُ لكَ الشعرُ:

"يومُكَ أمرُ

وصوتُكَ عمرُ

طويلٌ طويلْ

كهذا الطريقِ الطويلِ الجميلْ،

وقلبُكَ جمرُ".

ويأمُرُكَ الشعرُ،

والشعرُ دَفْقُ الفؤادِ، وصوتُ الضميرِ

وشمسُ الحقيقةِ حتّى الوصولْ،

يقولُ: "تقدَّمْ

وقل: إنني بشرٌ إنما

يقولُ لِيَ الشعرُ كُنْ فأكونْ".

 

وأنتَ تقولُ لَنا:

"إذا لم يكنْ

ذلكَ الشعرُ بعضًا من الحُبِّ

يهمي على تعبِ الطيّبينْ

يداوي جراحاتهمْ

يلُمُّ مسافاتهمْ

ففيمَ يكونْ؟! "

وأنتَ تقولْ:

"إذا لم يكُنْ

ذلكَ الشعرُ بعضًا من الرُّعبِ

يجلِدُ وجهَ اللئيمينَ والمجرمينْ

ويهزِمُ غاياتهمْ

ويحتلُّ ساحاتهمْ

ففيمَ يكونْ؟! "

 

وبعضُ محبِّيكَ ـ صُنعُ اياديكَ ـ ظلّوا يقولونَ:

"بورِكَ هذا العنادُ العظيمْ

وبوركَ هذا العطاءُ الجميمْ"

وظلُّوا يقولونَ:

"نصعدُ هذا الطريقَ الى الجلجَلَهْ

ونحملُ راياتِ أيّامنا المقبلَهْ"

فيا أيها الطيِّبُ الصّلبُ والصعبُ

بورِكَ هذا الوفاءُ وهذا العطاءُ

ويا أيها الطيبُ الصعبُ والصلبُ

بورِكَ هذا العنادُ وهذا الحصادُ

ويا أيها الطيِّبُ الصلبُ والصعبُ

إذا لم يكنْ

ذلكَ الشعرُ  

كلَّ الحقيقةِ

كلَّ العنادِ

وكلَّ الجنونْ

فكيفَ يكونْ ؟!

 

5/11/1999

-------------

تحية للفلسطيني حنا أبو حنا في سبعينه الأولى .


رجوع