الإمام عليّ ابن أبي طالب

يافا

يافا أم الأولاد الكثار

جاءت تركض

يجرّها ثدياها الكبيران

المتقافزان

تسابقا جنبا الى جنب

مثل مسّاحات السيارة

ينطّ الأول فيلحقه الثاني

ويسبقه، فينطّ الأول

ويسبقه

ولا يفترقان.

ـ إلحقوني..

صاحت أمّنا العجوز

ـ مالك يا أمنا جميعا ؟!

ـ اليهود .... هجموا..

 

قرفصَتْ يافا

بجانب حائط عتيق

أسندت رأسها إلى كفّ يدها

وأخذت تبكي.

من بعيد

شبح تل ابيب الصبية يظهر

مشَتْ بنت الحرام على مهلها

مشي البطّ الأبيض المفترس

تتعنطز.. وتهزّ.. وتهزّ..

وترقِّص مدفعين طلعا على صدرها

في رأس كل منهما حلمة حمراء.

كشفت تل ابيب عن صدرها

وقالت:

أتحدّاك.

ـ عزّا. استحي يا سايبة.

قالت يافا التي

ترهّل ثدياها وتهدّلا

حتى ذابا تماما.

وذابت يافا. ذابت تماما.

3/10/1997


رجوع