للدم .. لون واحد للسيف عدة ألوان القواسم المشتركة بين جميع من تناولناهم في هذا الكتاب هي: 1 - جميعهم تعرضوا للملاحقة، وفي اغلب الأحيان للتصفية الجسدية. 2 - خذلهم وغدر بهم من عملوا لأجلهم. 3 - قسم من هؤلاء كان مضطهدا لكونه من أبناء الأقلية الفارسية في الدولة الإسلامية، ورُمي معظمهم بشبهة الكفر والزندقة. 4 - القتل بصورة وحشية: فقد قتل الإمام عليّ بن أبي طالب بسيف مسموم، أما الحسين فاجتمع على قتله عشرة من الفرسان، والحلاج صلب وقطعت أعضاؤه، وابن المقفّع قطعت أعضاء جسمه ورميت بالتنور، وأبو مسلم الخراساني هوت عليه سيوف حراس أبي جعفر المنصور كالمطر... 5 - الأمان والغدر: من الأبطال من وثق بقاتله مثل الحسن بن علي الذي وثق بزوجته وهي من دسّ له السم في الطعام، وأبي مسلم الخراساني الذي جاء إلى أبي جعفر المنصور مصالحا.. وقتل.. وطرفة بن العبد الذي حمل رسالة موته ولم يصدّق انها تحمل طلباً بقتله بل ظنّ أنها تحمل له العطايا.. لكنها حملت المنايا.. 6 - التصميم على قتال الفئة الضالة حتى الشهادة: إذ لم يتراجع كل هؤلاء عن مبادئهم، ولو تراجعوا لنجوا من الموت البشع... فقد قاتل الحسين في معركة خاسرة عسكريا ورابحة معنويا... وقاتل ابن الزبير حتى تخلّى عنه عشرون ألف من أصحابه وحتى تخلّى عنه أولاده وظلّ يقاتل رغم أنهم كانوا يعرضون عليه أمور الدنيا ومتاعها إذا استلم.. ولكنه لم يقبل ذلك... 7 - ثوار السيف ثاروا على السلطة من اجل تصحيح مسار الأمة الإسلامية والعربية، ولو تم لهم الأمر لتغيّر وجه التاريخ. ومن هؤلاء: الحسين بن علي، والحسن بن علي، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير. 8 - تعرضهم للاغتيال للتخلص منهم وطمس ذكرهم فقد قتل الحسن مسموما، وقتل الإمام عليّ وهو ذاهب إلى صلاة الصبح وقتل الخليفة عمر بن عبد العزيز مسموما، وقتل الإمام حسن البنا بعد إعدامه بإطلاق ست رصاصات في قلبه. 9 - محاولة طمس آثار المفكرين من شهداء الفكر. فقد أحرقت كتبهم ومنع الخطاطون من نقل وتداول كتبهم، مثل الحلاج وابن المقفّع وابن رشد وعمر بن الخيام. 10 - الموت في ريعان الشباب، كما حدث مع أبي فراس الحمداني والحسن بن علي وطرفة بن العبد ... وبهذا حرمنا من عطائهم الذي كان سيدفع المسيرة الإنسانية إلى الأمام. 11 - تمتع أغلبهم بمواهب الشعر والخطابة إلى جانب قوتهم الشخصية. الشعر: صدق، والخطابة: رجولة وفروسية. 12 - كان موتهم أقوى من الحياة، فقد قتلوا بصورة وحشية بشعة، ولكنهم استقبلوا الموت كمن يستقبل أعزّ الأصدقاء ، الأمر الذي خلّدهم في ذاكرة البشرية وتاريخها. وبعضهم قامت من بعد مقتلهم فرق ومدارس تنشط حتى اليوم. فشيعة علي والحسين أكثر من عُشر المسلمين اليوم، وحركة الإخوان المسلمين تنشط في عشرات الدول، وللحلاج عشاق من الأدباء والتصوفين، وأبو ذر شغل الناس بفكره، وعبد الله أوجلان وضع قضية الأكراد أمام الرأي العام. 13 - تعرّضوا لمؤامرات تزييف تاريخهم وسيرتهم. فمعظم المؤرخين في العصر الأموي أو العباسي أو التركي، استُكتِبوا ولم يكتبوا ما يجب كتابته، ولا ما تمليه عليه ضمائرهم، بل كتبوا ما يريد السلطان وما تقتضيه الحاجة. وهكذا أهمل المؤرخون الأبطال ورفعوا من شأن القتلة والطغاة. بل إن الأمر لم يقف عند حد الإهمال المتعمد وإنما تجاوز ذلك إلى حد مهاجمة هؤلاء العظماء واتهامهم باتهامات باطلة وإنهم ساروا إلى الموت بأقدامهم .. وإنهم خرجوا على الخليفة الشرعي والسلطة الشرعية... فيما كتب المؤرخون بتوسع عن الملوك والأمراء وأهملوا أحوال العامة والأبطال الذين خرجوا من هذه الجموع. 14 - عدم التحقيق الكافي في النهايات الغامضة للأبطال مثل طارق بن زياد وخالد بن الوليد ، وعدم معالجة خاتمة الأبطال بطريقة موضوعية. إذ كان المؤرخ يكتب صفحات عديدة عن أحد الأعلام، وفي نهاية المطاف يكتب: "مات مسموماً عام كذا والله اعلم ..."!! دون أن يجهد نفسه بمحاولة الإجابة على الأسئلة التي لا بد أن تثور مثل: لماذا قتل مسموما؟ ما هي دوافع القتل؟ ومن يقف وراء هذا العمل؟! 15 - بعضهم غيّر وجه التاريخ وقضى على ممالك عمّرت مئات السنين، لكنه عجز عن تغيير وإزالة الحقد من القلوب... ويبدو أن هذا النجاح الذي أصابه هو السبب في كثرة أعدائه ومبغضيه الذين ظلوا يحيكون المؤامرات ضده حتى إزاحته من طريقهم... ومن هؤلاء نذكر الإمام أحمد بن حنبل الذي استطاع بثباته منع تبني الدولة الإسلامية لفكرة المعتزلة، وخالد بن الوليد الذي قضى على المرتدين وهزم الفرس والروم، وطارق بن زياد الذي وصل القارة الأوروبية واخضع بلاد القوط لحكم الإسلام .. 16 - بعضهم قتل بسبب تشدده في أمور الدين ومحاولة نشر الدين الإسلامي بصورة أفضل، مثل الإمام حسن البنا والسيد قطب. وبعضهم اتهم بالزندقة والخروج عن الدين الإسلامي مثل الحلاج وابن رشد وابن المقفّع وعمر بن الخيام. 17 - رفض أبطالنا في زمنهم، ولكن، وبعد حقبة من الزمن، تم إعادة الاعتبار لهم ومنحهم التعظيم الذي يستحقونه. |