حروب الردَّة
كانت حروب الردّة هي أول ثورة وتمرّد على الحكم
الإسلامي المركزي , والتي شكَّلت خطراً جسيماً على الخليفة
الأول أبي بكر الصديق وعلى الدولة الإسلامية الفتية.
أسباب حروب الردَّة
1) موت الرسول صلى الله عليه وسلم , فبعض
القبائل قالت :-" لو كان نبياً ما مات"
, تجاهلوا قوله تعالى :-" إنك ميت وإنهم ميتون ".
2) بعضهم اعتقد أن النبوة ولَّت بموت الرسول .
3) بعض القبائل أسقطت من حساباتها الزكاة وهي
ركن من أركان الإسلام.
قالوا لما استخلف أبو بكر رحمه الله ارتدت
طوائف من العرب ومنعت
الصدقة وقال قوم منهم : نقيم الصلاة ولا
نؤدي الزكاة , فقال أبو بكر
رضي الله عنه :" لو منعوني عقالاً لقاتلتهم
".
4) رفض خلافة أبي بكر الصديق .
5) انزعاج القبائل العربية من السلطة المركزية
في المدينة وخاصة الرسل الدينيين الذين يُعلّمون الناس الدين
على أصوله ويجمعون الزكاة . هذه القبائل كانت تمقت الغريب .
6) ظهور أشخاص ادَّعوا النبوة وأشهرهم مَسلَمة
وقد دعاه المسلمون مُسيلمة من باب التصغير والتحقير وقد تأثر
بالأفكار المسيحية وقد اتبعه بنو حنيفة
, ونجاح
التيمية من بني يربوع كانت تدَّعي الكهانة تحالفت مع مالك بن
نويرة ثم لقيت مسيلمة وتزوجته
وكان
مسيلمة قد أرسل إلى الرسول وهو على قيد الحياة رسالة عجيبة :-
" من مُسيلمة رسول الله إلى محمد رسول
الله , سلام عليك أما بعد فاني قد أُشركت في الأمر معك , وان
لنا نصف الأرض , ولقريش نصف الأرض, لكن قريش قوم يعتدون " .
فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم :- " من
محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ( السلام على من اتبع الهدى
أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة
للمتقين " . وقد توفي الرسول قبل أن يُسَيِّر له حملة عسكرية
للقضاء على أحلامه وافتراءاته .
نتائج
وأبعاد حروب الردة
1) انتصار المسلمين على قلتهم على المرتدين .
2) ظهور خالد بن الوليد كفارس عبقري .
3) جرّب المسلمون الأسلحة والخطّة العسكرية .
4) ثبات أبو بكر الصديق وشمولية نظرته بالرغم
من تهديد المشركين باحتلال المدينة وخاصة في ظل غياب قوة
الإسلام العسكرية بقيادة أسامة بن زيد خارج الجزيرة العربية.
5) استشهاد الكثير من حفظة القرآن الكريم وكبار
الصحابة وفي معركة حديقة الموت التي قضى فيها على مسيلمة
الكذاب استشهد من الأنصار المهاجرين سبعمائة رجل.
6) توحيد شبه الجزيرة العربية تحت راية الإسلام
من جديد .
7) لما فرغ أبو بكر الصديق من أمر المرتدين
أعدَّ الجيوش إلى الشام , وأخذ يستنفر الناس ويدعوهم للجهاد
ويرغبهم بغنائم الحرب .
8) ظهور الخلاف بين خالد بن الوليد قائد
الحملات والصحابي عمر بن الخطاب كبير المستشارين للخليفة أبي
بكر الصديق , بسبب مقتل أحد زعماء المرتدين ( مالك بن نويرة )
الذي أعلن عن إسلامه لاحقاً ثم تزوج خالد زوجته , وخالد لم
يقتله عمداً ." ولما رأى خالد اختلاف القوم في شأن مالك
وأصحابه أمر بحبسهم حتى ينظر في أمرهم. وكان ذلك في ليلة باردة
ثم أمر خالد منادياً فنادى دافئوا أسراكم , وهي في لغة كنانة
ومعناها القتل , وكان الحراس من بني كنانة , فوقعوا فيهم قتلاً
".
ولما علم أبو بكر الصديق أبى أن يصدق
إلا عند عودة خالد بن الوليد, أما عمر بن الخطاب فقال لخالد
عند عودته : " ارئاء ! قتلت امرأً مسلماً ثم نزوت على امرأته
والله لأرجمنك بأحجارك " .
وظل الأمر في صدر عمر بن الخطاب فلما تولى
الخلافة قام بعزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيش قبيل معركة
اليرموك الفاصلة
, وكان رد
خالد بن الوليد :" أنا لا أُقاتل من أجل عمر إنما أُقاتل
لإرضاء رب عمر"
.
9) أسباب فشل حركة المرتدين تعود لعدم توحيد
صفوفهم وكثرة زعمائهم وانعدام العقيدة , ضعف الخطة العسكرية
وعدم استغلالهم لخلو المدينة من الجيش الإسلامي , الارتكاز على
القبلية بينما بالمقابل المسلمين , ميزهم التفافهم حول الخليفة
أبو بكر الصديق , وعمق العقيدة الصادقة والشجاعة الباسلة .
(1)-
محمد أحمد باشميل , حروب الردة , ص 24 .
(2)
- سورة الزمر , القرآن الكريم , آية 30 .
(3)
- البلاذري , فتوح البلدان , ص 103 .
(4)
- كارل بروكلمان , تاريخ الشعوب العربية , ص 83 .
(6)
- محمد أبو الفضل إبراهيم, أيام العرب في الإسلام , ص
161 .
(7)
- حروب الردة , ص 104 .
(8)-
تاريخ الشعوب الإسلامية , ص 87 .
(9)
- فتوح البلدان , ص 115 .
(10)
- أيام العرب في الإسلام , ص 163 .
(12) -
سهيل
إبراهيم عيساوي , بين فكي التاريخ , ص 126 .
|