الفصل الثاني
" الأهداف التعليمية والتقويم " |
* جاء في تعريف
التقويم الوارد في الفصل الأول أن التقويم عملية هادفة، وهذه إشارة ضمنية إلى
ضرورة تحديد الأهداف التعليمية كخطوة مبكرة من خطوات العملية التعليمية.
* فالمعلم إذا عرف
الهدف فسيعرف أي طريق يسلك، بمعنى أنه سيعرف أي طرق التدريس والوسائل وتكنولوجيا
التعليم أنسب لتحقيق الهدف، وسيعرف كيف يجري عملية التقويم، وسيسهل عليه اختيار
الأدوات والأساليب المناسبة للتقويم.
*
تصنيف الأهداف التعليمية في مجالات ومستويات:
* اتفق المهتمون
بالقياس والتقويم على تصنيف الأهداف التعليمية في اجتماع لهم عام 1956 في جامعة
شيكاغو إلي ثلاثة مجالات هي المعرفي Cognitive، والانفعالي Affective،
والنفسحركي Psychomotor.
* تأتي أهمية هذا
التصنيف من صعوبة التعامل مع شخصية المتعلم المعقدة بصورة إجمالية، مع أننا نعرف
أن الشخصية كل متكامل وفريدة في خصائصها، بمعنى أن الهدف من التصنيف التبسيط والتسهيل
للمجالات، لا الفصل بينها، ونكتفي فيما يلي بدراسة المجال المعرفي للإفادة منه في
بناء الاختبارات التحصيلية المعرفية.
المجال المعرفي Cognitive Domain
* هو المجال الذي
يتعلق بتذكر المعرفة، كما يمتد لتنمية القدرات والمهارات العقلية. ويصنف بلوم Bloom
وزملائه هذا المجال إلى ست
مستويات تتدرج من التذكر (المعرفة) إلى الفهم، ثم التطبيق، ثم التحليل، ثم
التركيب، ثم التقويم.
1 – المعرفة – التذكر Knowledge – Recall:
* التركيز هنا على
تذكر حقائق فرع من فروع المعرفة، ومصطلحاته ومبادئه وتعميماته وقوانينه ونظرياته،
ويكون هذا التذكر بنفس الصورة أو الصيغة التي عُرض بها أثناء العملية التعليمية.
# تستخدم في صياغة أهداف هذا المستوى أفعال مثل:
* يذكر، يسمي، يتلو،
يحدد، يتعرف على، يصف، يعدد.
2 – الفهم – الاستيعاب Comprehension:
* يستطيع المتعلم في
هذا المستوى أن يعبر عما درسه من أفكار تعبيراً يختلف عما أُعطي له، أو عُرض عليه
أثناء الدراسة، ويشمل هذا أن يصيغ الفكرة بلغته، أو أُسلوبه الخاص بشرط توفر الدقة
والأمانة، أو أن يقوم بشرح وتلخيص وإعادة تنظيم الفكرة.
# تستخدم في صياغة أهداف هذا المستوى أفعال مثل:
* يُعبّر بلغته الخاصة
عن، يوضّح، يفسّر، يناقش، يصيغ بأسلوبه، يعيد ترتيب، يستنبط، يستنتج، يلخّص.
3 – التطبيق
Application:
* يستطيع المتعلم في
هذا المستوى أن يستخدم ما درسه من معلومات في مواقف جديدة تختلف عن تلك التي تم
فيها عرض المعلومات أثناء دراستها، ويشمل ذلك استخدام المجردات في مواقف واقعية.
* الأسئلة في هذا
المستوى قابلة للتضليل، بمعنى أنها قد تظهر بمستوى التطبيق ولكنها لا تتعدى حقيقة
مستوى المعرفة، وقد يعود السبب إلى إعطاء المعلمين أسئلة مماثلة تماماً للأسئلة
الموجودة في الكتاب المقرر. كما يحدث عندما يعطى المعلم مسألة تشبه تماماً مسألة
محلولة في الكتاب، فقط يغير أحد أو بعض الأرقام الواردة فيها.
* يؤكد بلوم أن الغرض
الأساسي من معظم ما يتعلمه المتعلم في المدرسة هو توظيفه في الحياة العملية، بمعنى
أن فعالية عملية التعلم تظهر من خلال تطبيق ما يتعلمه المتعلم.
# تستخدم في صياغة أهداف هذا المستوى أفعال مثل:
* يطبق، يستخدم، يعلل،
يحل (مسألة، أو مشكلة)، يحسب، يوضح.
4 – التحليل
Analysis:
* ويُعرف وصول المتعلم
إلى هذا المستوى بقدرته على تجزئة الموضوع إلى مكوناته الأساسية أو أجزائه، بحيث
يتضح التدرج الهرمي للأفكار الرئيسة فيه، وتتضح العلاقات بين هذه الأفكار
والارتباط بينها.
# تستخدم في صياغة أهداف هذا المستوى أفعال مثل:
* يبرهن على صحة،
يقارن، يميز أو يحدد (العوامل الأساسية في ظاهرة أو موضوع)، يحلل موضوعاً إلى
عناصره، يستنتج، يتعرف على.
5 – التركيب
Synthesis:
* يصبح المتعلم قادراً
في هذا المستوى على جمع عناصر وأجزاء لبناء نظام متكامل أو وحدة جديدة، فمن
معلومات أو عناصر يرتبها ويربط بينها، يتوصل إلى تركيب لم يكن موجوداً قبلا،ً
ويدخل في هذا التعبير والكتابة عن المشاعر، أو التوصل إلى خطة للعمل (مثل: التخطيط
لوحدة دراسية)، أو كتابة قصة حول موضوع معين أو إنتاج شعري.
# تستخدم في صياغة أهداف هذا المستوى أفعال مثل:
* يصمم (تجربة مثلاً)،
يركب، يخطط، يقترح (أسلوباً أو طريقة)، يجمع بين، يشتق، ينظم، يعيد ترتيب.
6 – التقويم
Evaluation:
* وهو الحكم الكمي
والكيفي على موضوع، أو طريقة، في ضؤ معايير يضعها المتعلم أو تُعطى له، ويشمل هذا
إصدار الأحكام في ضؤ معايير داخلية مثل التناغم وعدم وجود تعارض، أو في ضؤ معايير
خارجية (أي خارجة عن الموضوع نفسه) مثل عدم معارضة قيم وعقيدة المجتمع.
# تستخدم في صياغة أهداف هذا المستوى أفعال مثل:
* يصدر حكماً على،
ينقد، يناقش بالحجة، يقوّم، يقدّر قيمة، يبين التناقض، يدعم بالحجة، يبرر.
* ملاحظة هامة: واضح من تصنيف بلوم وزملائه
للمجال المعرفي أن المعيار في التدرج الذي استخدم فيه هو درجة تعقيد العمليات
العقلية، فالمستويات الدنيا (التذكر) لا تتطلب إلا قدراً يسيراً من الفهم، أو
المعالجة الذهنية، بينما المستويات العليا (التحليل – التركيب – التقويم) تتطلب
أعلى درجات الفهم والقدرة على مناقشة الأفكار وتحليلها، والحكم عليها.
* أهمية الصياغة
الدقيقة للأهداف التعليمية: توضح للمعلم والمتعلمين الطريق الذي يسلكونه، ونواتج
التعلم الذي يسعون لتحقيقها، وأساليب ووسائل التقويم التي تدلهم إلى أي مدى كان
هذا التحقيق.
* تتطلب حُسن صياغة الأهداف الاسترشاد بمبادئ وأُسس ومعايير بحيث تتوفر فيها خصائص معينة. وقد اقترح جرونلند قائمة التقدير التالية في تقويم صياغة الأهداف التعليمية:
1 – هل
يبدأ كل هدف بفعل مناسب ؟
2 – هل صيغ الهدف في عبارة تصف أداء
المتعلم، وليس ما يقوم به المعلم ؟
4 – هل صيغ الهدف في صورة السلوك النهائي
المتوقع من المتعلم، وليس في صورة المحتوى الدراسي ؟
5 – هل صيغ كل هدف بحيث يكون مستقلاً
بذاته، وغير متداخل مع أهداف أُخرى ؟
* ويقترح جرونلند
قائمة التقدير التالية للحكم على أهداف وحدة دراسية:
1 – هل يوضح كل هدف ناتجاً تعليمياً
مناسباً للوحدة ؟
2 – هل تتضمن قائمة الأهداف
كل نواتج التعلم في الوحدة من معلومات، ومهارات، واتجاهات، وغيرها ؟
3 – هل هذه الأهداف ممكنة التحقيق، أخذت
في الاعتبار قدرات المتعلمين، والإمكانات اللازمة، والزمن المحدد وغير هذا من
الظروف التي يتم فيها التعلم ؟
4 – هل الأهداف متسقة ومتناغمة مع
الفلسفة التربوية للمدرسة ؟
5 – هل الأهداف متسقة ومتناغمة مع بعضها،
فلا تعارض بين ما يشير إليه هدف، وما يشير إليه هدف آخر ؟
6 – هل الأهداف متسقة مع الأسس السليمة
للتعلم ؟
* يقترح ميكر عدم
استعمال أفعال أو تعبيرات غامضة قابلة لتفسيرات كثيرة ومختلفة عند صياغة الأهداف
ومن هذه الأفعال والتعبيرات:
# يعرف، يفهم
حقيقة، يتذوق، يدرك مغزى، يعتقد، يؤمن.
و يفضل ميكر أن
تُستخدم الكلمات الأكثر تحديداً، والتي لا نختلف كثيراً على تفسيرها مثل:
# يكتب، يسمع،
يميز، يركّب، يكتب قائمة، يقارن.
)
الأهداف السلوكية
(
* ماهية
الهدف السلوكي:
* هو عبارة تصف التغير
المرغوب فيه في مستوى من مستويات خبرة أو سلوك المتعلم معرفياً، أو مهارياً، أو
وجدانياً عندما يكمل خبرة تربوية معينة بنجاح، بحيث يكون هذا التغير قابلاً
للملاحظة والتقويم.
* ما
يُراعى في الهدف السلوكي:
1 – أن يصبح المتعلم هو الفاعل للفعل، أي
ما سيكون المتعلم قد حققه في نهاية الدرس، وليس ما قام به المعلم أثناء ذلك.
2 – تحديد الفعل (أي السلوك) المستهدف أن
يصبح المتعلم قادراً على أدائه بعد الانتهاء من الدرس أو النشاط بأكبر قدر من
الوضوح فمثلاً:
# أن يقرأ قصيدة
" … " من الكتاب، أفضل من أن يستخدم الكتاب في القراءة.
* كيف يُصاغ الهدف السلوكي ؟
* حتى يُصاغ الهدف
السلوكي صياغة جيدة ينبغي أن يضمن:
- المصدر الصريح (مثل: كتابة أو قراءة)
أو المصدر المؤول (أن + الفعل).
- الفعل أو المصدر يكون سلوكياً يمكن
ملاحظته، ويمكن الاستعانة في هذا بتصنيف بلوم وزملائه للأهداف التربوية.
- المتعلم، حيث يكون هو الفاعل للفعل.
- مصطلح المادة الذي يتناولها الهدف
السلوكي.
- الحد الأدنى لمستوى الأداء المقبول،
ويعتمد هذا على طبيعة الهدف، والمستوى المبدئي لأداء المتعلم.
@ أمثلة:
* من أمثلة الأهداف
السلوكية التي استخدم فيها المصدر المؤول:
1 – أن يكتب المتعلم قطعة إملائية تتكون
من 50 كلمة، دون أن تزيد أخطاؤه
فيها عن ثلاث كلمات.
2 – أن يجري المتعلم عمليات جمع لعددين
كل منهما من ثلاثة أرقام، بدون حمل بواقع عشرين عملية في خمس دقائق.
3 – أن يحدد المتعلم الفاعل، والمفعول
به، في الجمل العشر المعطاة له.
* أما إذا أُريد استخدام
المصدر الصريح في هذه الأهداف فيبدأ بكتابة عبارة مثل: أن يصبح المتعلم في
نهاية دراسة الموضوع قادراً على:
1 – كتابة قطعة
إملائية ……..
2 – إجراء
عمليات جمع ……..
3 – تحديد
الفاعل والمفعول به ….….