عليا و عصام
نقلت من كتاب كنز الانساب صفـ44ـحة
ضاعت الراوية بين اثنين عن قائل تلك الابيات محب الدين أو قيصر المعلوف
ويقال ان القصيدة لها قصة واقعية حـدثت في قبيلـة عنزة ... ضـنا الـرولـة
قال : بعض الباحثين ان لهذة القصيدة أثـــــرا هــــــامــــــا
أولا: لقد رأيت من هذة القصيدة تكذيبا لزعم النصاري أن أدبنا العربي خال من الشعر القصصي
ثانياً: ولقد أتاحت لي هذة القصيدة التي ترجمتها الفرنسية من مجلة ليون أوتوفرسيته مدي
ارتفاعها في العمق والشعور والعاطفة بمقارنتها مع مسرحية السيدة العالمية لكورنه وزعمت
بأن مسرحيته كانت مقتبسة بصورة ممسوخة من قصة << عليا وعصام >> بعد أن أثبتت
في مقال وتحقيق سابق بأن عظمة دانتي الأدبية في كتابة : جحيم دانتي مسروقة لحد كبير من
رسالة الغفران لأبي العلإ وكنت اذ ذاك مستمرا في ترجمة بعض روائع رباعيات الخيام وبعض حكم
الامام علي رضي الله عنه والغزالي والجاحظ وغيرهم تحت عنوان ( كنوز الأدب الشرقي ) والمهم
كما قال شوقي اننا بحاجة إلي أدب ولو بدون أديب ، أكثر من حاجتنا لأديب بدون أدب
عليا و عصام
رولا عرب بيوتهم الخيام ومنزلهم حماة والشام
إذا ضاقت بهم أرجاء أرض يطيب بغيرها لهم المقام
غزاة ينشدون الرزق دوما على صهوات خيل لا تضام
غرامهم مطاردة الأعادي وعزهم الأسنة والسام
إذا ركبت رجالهم لغزو فما في رهطهم بطل كهام
ولا يبقي من الفرسان إلا عجايا الربع والولد الفطام
وكانت من عجايا الربع عليا ومن عجيانه النجيا عصام
لقد نشئا رعاة للمواشي كما ينشأ من العرب الغلام
هناك على الولا عقدا الأيادي وعاقد حبل قلبهما الغرام
ولما أصبحت عليا فتاة يليق بها التحجب واللثام
وصار عصام ذا زند قوي يهز به المهند والحسام
دعته أمه يوما أليها وقالت يا حسامي يا عصام
لقد أصبحت ذا زند شديد به يستأنس الجيش اللهام
بثأر أبيك خذ من قاتليه وألا عابك العرب الكرام
فصاح وهل أبي قد مات فتلا أني يقتل البطل الهمام !
إلا سمي لي الأعداء حالا فما للصبر في قلبي مقام
أبو عليا الغريم بني فانهض فهذا الدرع درعك والحسام
فصاح وقلبه المضتي خفوق أبو علياء أماه المرام !
نعم فارو الأسنة من دماه ولا يمنعك عن شرف غرام
وألا عشت بين العرب نذلا رداك الذل والعار الوسام
فحل عصام مهرته سريعا وسار وسحب مدمعه سجام
وكان أبو حبيبته وحيدا على مهر أضر به اللجام
هناك تبارز الخصمان حتى على رأسيهما عقد القتام
عصام أرسل الطعنات تتري فقدت من مبارزة العظام
وعاد لأمه جذلا طروبا فصاحت ما وراءك يا عصام
فجرد سيفه الدامي ضحوكا وقال لها ابشري فضي المرام
وبين هما يضحك إذا بعليا وقد أدمي مبسمها اللطام
فقالت يا عصام أبي قتيل إلا فاثأر لعليا يا همام
فمن لي غيرك زندك في الرزايا إذا عم البلاء وطما العرام
فقال لها ابشري علياء إني لأهل العهد في الدنيا أمام
فسوف ترين قاتله قتيلاً أنصت ما أتم له الكلام
واغمد سيفه بحشاه حالا فخر وللمكلوم به كلام
ولما شاهدته في هواها قتيلا يستقي دمه الرغام
نضت من صدره الهندي حالا وقالت لاتمت قبلي عصام
سأثأر من غريمك يا حبيبي كذاك العهد يقضي والذمام
وأغمدت الحسام بها وقالت على الدنيا ومن فيها السلام