الصفحة الرئيسية لموقع القدس
تاريخ القدس القديم |
قبل الإسلام |
الرومان والقدس |
منذ الفتح الإسلامي |
عهد الأمويين |
عهد الفاطميين |
الإحتلال الصليبي
عهد الأيوبيين |
عهد المماليك |
عهد العثمانيين |
العهد العباسي |
عهد الطولونيين |
الإحتلال البريطاني |
الإحتلال الصهيوني
الصحابة |
علماء وزهاد |
مؤرخون ورحالة |
نساء |
أدباء |
شخصيات فلسطينية وعربية
القدس في التاريخ |
مكانة القدس |
الموقع الفلكي |
كنيسة القيامة |
موقف العرب |
المقاومة |
برنامج القدس
دعم أمريكا لإسرائيل |
القضية الفلسطينية في قرنين |
إحصائيات عن اليهود |
الصهيونية
العهدة العمرية واللورد بالمرستون ونابليون والبيع لليهود ورد الشريف حسن ووعد برلفور
صور القدس 1 |
صور القدس 2 |
صور القدس 3 |
صور القدس 4 |
صور القدس 5 |
مواقع
1- ابن الأثير: هو علي بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزَري، أبو الحسن عز الدين بن الأثير، المؤرخ الإمام، من العلماء بالنَّسب والأدب. وُلِدَ في جزيرة ابن عمر سنة 555هـ ـ 1160م، وسكن الموصل وتجول في البلدان، وعاد إلى الموصل، فكان منزله مجمعا للفضلاء والأدباء، وكان يخالط الملوك الأتابكة من آل زنكي، ويدين لهم بالولاء. من تصانيفه: "الكامل" في التاريخ، مرتب على السنين، بلغ فيه إلى سنة 629هـ، وأكثرُ مَنْ جاء بعده من المؤرخين عيالٌ على كتابه هذا، و"أسد الغابة في معرفة الصحابة"، مرتب على الحروف، و"اللباب" اختصر به أنساب السمعاني وزاد فيه، و"تاريخ الدولة الأتابكية"، و"الجامع الكبير" في البلاغة، و"تاريخ الموصل" لم يتمه. وكانت وفاته بالموصل سنة 630هـ ـ 1233م.
2- الإدريسي هو محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس، الإدريسيّ الحسني الطالبي، ينسب إلى أدارسة المغرب الأقصى، ويكنى أبا عبد الله. كان مؤرخًا من أكابر العلماء بالجغرافية. وُلد في سبتة سنة 493هـ ـ 1100م ونشأ وتعلم بقُرطبة. ورحل رحلة طويلة انتهى بها إلى صقلّية، فنزل على صاحبها روجار الثاني، ووضع له كتابًا سماه: "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، أكمله سنة 548هـ، وهو أصح كتاب ألفه العرب في وصف بلاد أوروبة وإيطالية، وكل من كتب عن الغَرْب من علماء العَرَب أخذ عنه. وقد تُرجم إلى الفرنسية ترجمة كثيرة الخطأ ـ كما يقول سيبولد في دائرة المعارف الإسلامية ـ وترجم إلى اللاتينية والإنجليزية والألمانية، وطبعت منه بالعربية خلاصات. وللإدريسي أيضا: "الجامع لصفات أشتات النبات"، استفاد منه ابن البيطار، و"روض الأنس ونزهة النفس"، ويعرف بالممالك والمسالك، و"أنس المُهَج وروض الفرج". قال عنه الصفدي: كان أديبًا ظريفًا شاعرًا، مغرى بعلم الجغرافيا. زار الشريف الإدريسي بيت المقدس أثناء ترحاله، وروى من خبرها الشيء الكثير، فقال عنها: إنها مدينة جليلة القدر، وكانت تسمى إيلياء، وهي على جبل يصعد إليها من كل جانب.. ووصفها بأنها طويلة من المغرب إلى المشرق، وذكر أبوابها: باب المحراب الذي عليه قبة داود ـ عليه السلام ـ في طرفها الغربي، وباب الرحمة في طرفها الشرقي، وباب صهيون من جهة الجنوب، وباب عمود الغراب من جهة الشمال.. ووَصَف كنيسةَ القيامة التي يحج إليها النصارى، وأُعجب ببنائها وعَدّه من عجائب الدنيا، وأشار إلى أن المتجه شرقًا بعد الخروج من تلك الكنيسة يجد أمامه مسجد بيت المقدس، ووصفه، فقال: .. إن نصفه مما يلي المحراب مسقوف بقباب صخر على عمد كثيرة، والنصف الآخر صحن لا سقف له، وفي وسط الجامع قبة عظيمة تعرف بقبة الصخرة. توفي الإدريسي سنة 560هـ ـ 1165م، ويرجح أنه توفي في سبتة.
3- ابن بطوطة: هو محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، وكنيته أبو عبد الله، ولقبه شمس الدين ويُعرف بابن بطوطة، وُلد في طنجة بالمغرب يوم الإثنين 17 من رجب سنة 703هـ ـ 24 فبراير 1304م، أصله من قبيلة لواتة البربرية التي انتشرت بطونها على ساحل القارة الإفريقية حتى سواحل مصر وأقام بطنجة حتى بلغ الثانية والعشرين من عمره. ونشأ بين أهله وذَوِيه في بَسطة عيش وطمأنينة بال، فلم يخطر له أن يترك أهله ويهجر وطنه ويسافر إلى غير بلاده، حتى دعاه داعي الحج فخرج ملبيًا في يوم الخميس الثاني من رجب سنة 725هـ، ومن هنا كانت الانطلاقة لرحلاته. والمطّلع على رحلة ابن بطوطة يستبين من كلامه أنه كان مُفْرِطَ الحسَّاسية والتأثر، يَقِظَ الوجدان رقيق العاطفة محبا لوالديه، معظِّما للأتقياء والصالحين. ومما يدل على ورعه وتقواه أنه كان لا يَفْتَأُ يذكر أن ما مُتّع به في حياته من نعمة وجاه إنما كان لأنه حج أربع حَجات. أما حبه لوالديه فقد أفصح عنه أيُّما إفصاح حيث يقول في مقدمة رحلته: إنه تركهما فتحمل لبُعدهما وَصَبًا، ولقي من الفراق نَصَبًا، وإنه لما عاد من رحلته الأولى وبلغه موتُ أمه حزن حزنا شديدا قطعه عن كل شيء، حتى صلتِه بحاشية الملك أبي عنان في فاسَ المغربية، والتي كانت مصدر ما لقيه من تكريم ونعمة. ويبدو أن ابن بطوطة حصل على ما تيسر من العلم بمسقط رأسه مع ميل واضح إلى الفقه وفقا للمذهب المالكي السائد في إفريقية، ولا شك أنه تمتع بقدر من المعرفة في هذا المجال؛ فقد شَغل في خلال رحلته الطويلة منصب القضاء وهو في ريعان شبابه، غير أنه لا يخلو من غرابةٍ أنه لم يخلِّف وراءه أي نتاج أدبي، إذْ لم يرد في كتاب رحلته أو أي مصادر أخرى مؤلفاتٌ أدبية منسوبة إليه.
عاصر ابن بطوطة منذ ولادته في طنجة أحداثًا جسامًا؛ إذْ كانت بلاد الأندلس تموج بالفتن والثورات عقب وفاة ابن الأحمر ووقوع التناحر، ثم تطلّعَ سلطان المغرب إلى بسط سيطرته على الأندلس، فتحقق له ذلك على أثر حملة طردت بني الأحمر، ثم وقعت المعارك بين المسلمين ونصارى الأندلس، وبلغت الحوادث السياسية أَوْجَها بينهما، فاستردّ المسلمون أجزاء مهمة، وسقطت في يد النصارى مثلها، وازدادت ضراوة معاركهم مع المسلمين للقضاء على حكم العرب، وحينئذ بدأت مملكة قشتالة تنفيذَ خطتها لإنهاء الوجود الإسلامي بالأندلس.
وصل الرحالة ابن بطوطة في إحدى رحلاته إلى جزر المالاديف، وعرف الناسُ فقهَه وعلمه، وكان بهذه البلاد قاضٍ يَحْصُل لنفسه على عُشر قيمة التركة عند توزيعها على ذويها، فرأى ابن بطوطة ذلك، فغضب واعترض على فعل القاضي المنافي للشرع، وأمره ألا يأخذ من الورثة إلا أجرة قيامه بتحديد الأنصباء وتوزيعها، وليس عشر التركة كما يفعل، وعلم السلطان بذلك، فأمر بعزل القاضي وتولية ابن بطوطة للاستفادة بفقهه في إقامة الأحكام الصحيحة للدين.
حينما انطلق ابنُ بطوطة في رجب سنة 725هـ قاصدًا الحجَّ كان ذلك بدايةً لرحلته الطويلة، فزار أول ما زار تونس، ثم مصر والشام. وتنقَّل وهو في الطريق بين مدن فلسطين والشام، فزار أولاً مدينة بيت المقدس، وشاهد المسجد الأقصى وقبة الصخرة. وقد أوسع ابن بطوطة مسجد بيت المقدس إعجابًا وامتداحًا، وجال في جميع أرجائه فوصفها وصفا دقيقًا، كما بهره بديع صنع قبة الصخرة التي بلغت من نفسه مبلغًا كاد يعجزه عن وصفها؛ لرائق صنعتها، وتلألؤ أنوارها، وتغطية الذهب إياها، مما يحير بصر من يتأمل محاسنها.
وفاته: في عام سبعمائة وسبعين من الهجرة (770هـ) توفي ابن بطوطة في مدينة فاس بالمغرب بعد أن جاب البلاد مشارقها ومغاربها.
4- ابن جبير هو محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي البلنسي، كنيته أبو الحسين، ولد في بلنسية بالأندلس سنة 540هـ ـ 1145م، ونزل بشاطبة. كان رحّالةً وأديبًا بارعًا، وشاعرًا رقيقًا، أُولِعَ بالتنقل والترحّل.. فزار المشرق ثلاث مرات، مكث في إحداها من شهر شوال سنة 578هـ إلى المحرم سنة 581هـ، ويومئذ كانت القدس بيد الصليبيين، لذلك لم يسجل عنها شيئًا وفي هذه الرحلة ألف كتابه: "رحلة ابن جبير"، ويقال: إنه لم يصنف هذا الكتاب، وإنما كتب معاني ما تضمنه، فتولى ترتيبها بعضُ الآخذين عنه. من مؤلفاته: "نظم الجمان في التشَكّي من إخوان الزمان"؛ وهو ديوان شعره على قدر ديوان أبي تمام، و "نتيجة وجد الجوانح في تأبين القرن الصالح"؛ وهو مجموع ما رثَى به زوجتَه أم المجد. وعقب استرداد المسلمين بيت المقدس من الصليبيين على يد السلطان الناصر صلاح الدين، قَوِيَ عزمُ ابنِ جُبير على الرحلة إليها، فزارها سنة 585هـ منطلقًا من غرناطة، ثم عاد سنة 587هـ. وتوفي ـ رحمه الله ـ في رحلته الثالثة بالإسكندرية، سنة 614هـ ـ 1217م.
5- زكريا بن محمد القزويني هو زكريا بن محمد بن محمود، من سلالة الصحابي أنس بن مالك الأنصاري: مؤرخ، جغرافي، من القضاة ولد سنة 605هـ ـ 1208م بقزوين ورحل إلى الشام والعراق، فولي قضاء واسط والحلة في أيام المستعصم العباسي. زار القزويني مدينة القدس، وأرخ لها في كتابه "آثار البلاد وأخبار العباد"، وذكر أنها مدينة مشهورة.. كانت محل الأنبياء، وقبلة الشرائع، ومهبط الوحي. وذكر المسجد الأقصى الذي شرفه الله وعظمه وبارك حوله، وقد وصف القزويني في ذلك الكتاب المسجد الأقصى ودقق في وصفه. كما وصف كنيسة القيامة، التي يعظمها النصارى. وكتاب "آثار البلاد وأخبار العباد"، من أشهر كتب القزويني، جمع فيه ما وقع له وعرفه، وسمع به وشاهده من لطائف صنع الله ـ تعالى ـ وعجائب حكمته المودعة في بلاده وعباده. ومن مصنفاته أيضا "خطط مصر"، و "عجائب المخلوقات"؛ ترجم إلى الفارسية والألمانية والتركية. توفي القزويني سنة 682هـ ـ 1283م.
6- ابن سرور المقدسي: هو الشيخ الحافظ المحدِّث جمال الدين أبو محمود أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال المقدسي الخواص، الشافعي مذهبًا، كان واحدًا من المؤرخين العلماء، ألف مؤلفات جليلة القدر اهتم فيها بالنواحي الدينية اهتمامًا كبيرًا.
7- بهاء الدين بن شداد هو المؤرخ والقاضي الكبير يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة الأسدي الموصلي، يكنى بهاء الدين، أبا المحاسن، وينسب إلى شداد جده لأمه؛ إذ نشأ في كنفه بعد موت أبيه، فنُسب إليه. ولد القاضي بهاء الدين ابن شداد بالموصل سنة 539 هـ، وتفقه بالموصل ثم ببغداد، ثم أسندت إليه مهمة التدريس بالمدرسة النظامية قرابة أربع سنين، بعدها قرر العودة إلى الموصل، فدرّس وصنف بعض كتبه، وعاود ترحاله فنزل حلب ودمشق ومصر، فحدَّث فيها وفي غيرها، وتتلمذ على يديه المؤرخ ابن خلكان. وحين دخل ابن شداد دمشق صادف ذلك محاصرة السلطان صلاح الدين قلعة كوكب، فدعاه إليه وولاه قضاء العسكر وبيت المقدس وأوقافه، وتوطدت علاقتهما، فصار السلطان الناصر حريصًا على استصحابه معه في غزواته، وغلبت على ابن شداد نزعته للتأريخ، فدون وقائع صلاح الدين وكثيرًا من أخباره. ومن كتبه: "النوادر السلطانية، والمحاسن اليوسفية" في سيرة السلطان صلاح الدين، و"دلائل الأحكام في الحديث"، و"ملجأ الحكام عند التباس الأحكام" في القضاء. وحين حضرت السلطان صلاح الدين منيته كان ابن شداد حاضرًا. وبعد الوفاة توجه إلى حلب لجمع كلمة أولاد صلاح الدين، ثم نزل مصر لاستخلاف الملك العزيز بن صلاح الدين. ثم عرض الظاهر ـ أمير حلب ـ على ابن شداد تولي قضاء حلب وأوقافها، فأجاب، وبقي بها حتى وفاته سنة 632هـ.
8- محمد ثابت (الرحالة): رحالة مصري، كان يهوى السفر والرحلة، ويعشق الجغرافيا، عمل في التعليم ببعض المدارس الثانوية بمصر، وعين مراقبا للنشاط الاجتماعي في وزارة التربية والتعليم عقب الثورة المصرية، ودرس العلوم الاجتماعية في إحدى الكليات. كان يقوم برحلة كبيرة في الصيف كل سنة، ويدون مشاهداته في البلاد التي يرحل إليها، وأكثر كتبه من نواتج هذه الرحلات، مثل: "جولة في الشرق الأدنى"، و"رحلات في مشارق الأرض ومغاربها" ، و "العالم العربي كما رأيته". وتوفي مصابا بنزيف في المخ سنة 1958م، وتاريخ مولده مجهول.
9- شمس الدين المقدسي هو محمد بن أحمد بن أبي بكر البنّاء، المَقْدِسِيّ، ويقال له البشاري، يلقب بشمس الدين، ويكنى أبا عبد الله، ولد في القدس سنة 336 هـ ـ 947م، ونشأ بها، وحينما تفرغ لتتبع أحوال البلاد تتبع أحوال مدينة القدس وأحصى صفاتِها، وقد عدّها من أفضل البلاد؛ فقال: هي طيبة الهواء، لا باردة ولا شديدة الحر، حسنة البنيان، فيها نعيم الدنيا وزاد الآخرة، جمع الله ـ تعالى ـ فيها فواكه الأغوار والسهل والجبال، والأشياء المتضادة، لا تجد أكبر من مسجدها، ولا أكثر من مشاهدها، ولا تخلو كل يوم من غريب.. وقد احترف المقدسي التجارة، فكثرت أسفاره حتى صار رحَّالة جغرافيًا، وهيأت له رحلاته الاطلاع على غوامض أحوال البلاد، فتفرغ وانقطع لتتبّع ذلك، وطاف أكثر بلاد الإسلام، وصنف كتابَه: "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم". "وقد امتاز المقدسي عن سائر علماء البلدان بكثرة ملاحظاته، وسعة نَظَرِهِ". "ولم يتجول سائح في البلاد كما تجول المقدسي، ولم ينتبه أحد أو يُحْسِنْ ترتيب ما علم به مثله". توفي ـ رحمه الله ـ في نحو سنة 380هـ ـ 990م.
10- وِلْيَم الصُّورِيّ: مِن صليبيِّي بلاد الشام، خَتَمَ حياته رئيسًا لأساقفة صُور، وكانت إقامته في بلاد الشام وفلسطين في فترة احتدام الصراع بين المشرق الإسلامي المدافِع، والغرب الصليبيّ المعتدي، وكان الصوري إذْ ذاك شابًا، فألَّف كتابه: "الحروب الصليبية" في أجزاء، مؤرِّخًا لهذه الحِقْبة، وقد أفاض في حديثه عن مهاجمة الصليبيين للقدس وصمود وصلابة المسلمين المدافعين عن المدينة، حتى سقوطها، كما أفاض في حديثه عن فظاظة الصليبيين ووحشيتهم وهمجيتهم، مستحسنًا ما فعلوا بالمسلمين من سفك دماء عشرات الألوف منهم بعد احتلال بيت المقدس، حيث راح يلتمس لهذه الوحشية الأعذار والمبررات، كما أقر في كتابه بأن الانتصار الصليبي كان راجعًا إلى تَخَاذُلِ المسلمين وتَشَرْذُمِهِمْ، وعجزِهم عن توظيف الشِّقَاق الصليبي لصالحِهم، وإضاعتِهم فرصًا كثيرة لاحَتْ لهم.
11- ياقوت الحموي هو ياقوت بن عبد الله الروميّ الحمويّ، يُكنى أبا عبد الله، ويلقب شهاب الدين؛ مؤرخ ثقة، من أئمة الجغرافيين، ومن العلماء باللغة والآداب، شهد له بالفضل كثير من السابقين واللاحقين، فوصفه ابن خلّكان بأنه كان ذا همة عالية في تحصيل المعارف، ووصفه الذهبي في العبر بالأديب الأخباريّ صاحب التصانيف الأدبية في التاريخ والأنساب والبلدان وغير ذلك. وأشاد به المستشرقون الأوائل، وعلموا أهمية مصنفاته، وخاصة: معجم البلدان، ووصفوه بأنه "كاتب مدقق مجتهد، نَدين له بحفظ آثار قيمة"، واعتبروا معجم ياقوت أحسنَ مؤلَّف وضعه واحد من العرب الكبار. وممن أشاد بياقوت من العلماء المحدثين الدكتور مصطفى السقا، الذي قال في تقديمه لكتاب معجم ما استعجم للبكري: "وممن ألف بعد البكري معجمًا عامًا في البلدان وذكر جزيرة العرب: ياقوت الحموي، صاحبُ معجم البلدان، وهو من أجَلِّ هذه المعاجم خطرًا، وأعظمها قدرًا، ومن أحسنها ضبطًا، وأحفلها مادة، وأعمها فائدة". كان ياقوت الحموي كثيرَ الترحّل، وقد نزل بالشام فزار القدس، وأورد في كتابه معجم البلدان ترجمة لها تحت اسم إيلياء، الذي تناوله مبينًا معناه، والأصول الصرفية له وسبب التسمية. وأصل ياقوت من الروم، وُلد ببلادهم سنة 574هـ ـ 1178م، وأُسر صغيرًا، واشتراه ببغداد تاجر اسمه عسكر بن إبراهيم الحموي، وإليه انتسب ياقوت على الراجح، فرباه وعلمه وشغله بالأسفار في متاجره، ثم أعتقه سنة 596هـ، فعاش ياقوت ينسخ الكتب بأُجْرة. ثم عطف عليه مولاه فأعطاه شيئًا من المال واستخدمه في تجارته، وظل كذلك إلى أن توفي مولاه، فاستقل بعمله، ورحل رحلة واسعة انتهى بها إلى مرو بخراسان، وأقام يتّجر، ثم انتقل إلى خُوارزم. وبينما هو فيها هاجمها التتر سنة 616 هـ، ففر بنفسه تاركًا ما يملك، ونزل بالموصل وقد أعوزه القوت، ثم رحل إلى حلب وأقام في خانٍ بظاهرها إلى أن توفي سنة 626هـ ـ 1229م. من كتبه: "معجم البلدان"، و "إرشاد الأريب"؛ ويعرف بمعجم الأدباء، و"المقتضب من كتاب جمهرة النسب"، و"المبدأ والمآل" في التاريخ، وكتاب "الدول"، و"أخبار المتنبي"، و"معجم الشعراء".
|