التهاب اللوزتين ومرض القلب
الروماتيزمي:
يصاب الأطفال
عادة من أربعة إلى ستة مرات في السنة بالتهاب
الجهاز التنفسي العلوي الذي تتميز أعراضه بالتهاب
اللوزتين ونوبات حادة من السعال، وهي التهابات
ناتجة في معظمها عن وجود فيروسات أو مكروبات في
المحيط المباشر للطفل. ومما يساعد على انتقال
التهاب اللوزتين بسرعة بين الأطفال، في سن التمدرس،
تعرضهم لظروف بيئية معينة سواء في البيت أو في
المدرسة كالاكتظاظ والنقص في التهوية والرطوبة.
إلخ ...
لكن متى يصاب الطفل بالتهاب الحلق الناتج عن
المكروبات؟
يمكن لأي طفل معافى أن يصاب فجأة وفي ظرف بضع
ساعات بالتهاب شديد في الحلق وحمى مرتفعة - أكثر
من 38 درجة- وتصبح الحنجرة وكذا اللوزتان في غاية
الاحمرار والتورم كما تتضخم العقد اللمفاوية
الموجودة عند الرقبة مسببة آلاما حادة عند اللمس.
إذاك ينبغي أن يعرض الطفل على طبيب في أسرع وقت
ممكن قصد العلاج في المستوصف أو المركز الصحي.
وإذا لم يتأت ذلك ولم يعالج التهاب اللوزتين
العلاج الفعال والمناسب عن طريق حقن الطفل بحقنة
بنزاتين بنسلين فقد يصاب هذا الأخير بالحمى
الروماتيزمية في غضون الأسبوعين المواليين وفي
حالة حصول ذلك تظهر على المصاب الأعراض التالية:
حمى مرتفعة وآلام وتورم في المفاصل وبصفة خاصة في
المعصمين والمرفقين وكذا الركبتين والكوعين.
ولكي
يشفى المريض من الحمى الروماتيزمية يجب إعطاؤه
أدوية مناسبة، لكن فترة التعافي منها تطول ويحتاج
الطفل خلالها إلى ملازمة الرير لمدة تصل غلى شهر
أة أكثر وإلى تغذيةجيدة ومتنوعة.
ولتجنب حدوث نوبة أخرى من الحمى يكون من اللازم أن
يتلقى الطفل علاجا وقائيا على شكل حقنة واحدة من
البنزاتين بنسلين مرة كل ثلاثة أسابيع وذلك لى حين
بلوغه سن الثامنة عشرة أو مدى الحياة إذا كان
القلب مصابا. وإذا لم يتم ذلك فقد يصاب الطفل بمرض
القلب الروماتيزمي الذي يحدث بالقلب إصابات مزمنة
وبالغة الخطورة.
ومع كل نوبة جديدة من الحمى الروماتيزمية تتفاقم هذه الإصابات إلى حد يجعل
المريض يعاني من ضيق في التنفس واضطرابات في دقات
القلب ويظهر عليه العياء والوهن عند قيامه بأي
مجهود بدني، وبمرور الوقت تزداد حالته سوءا مما قد
يؤدي إلى إصابته بعجز دائم أو إلى وفاته في سن
مبكرة. |