ألوية النصر في الرد على خوارج العصر 2 _ السرورية

الحلقة الثانية

 

وما إن تخلصت الأمة من هذه البدعة الشنيعة حتى ظهرت بوادر عقيدة الخوارج ، وإن كانت عقيدة الخوارج هي الأسبق دائماً حتى من الناحية التاريخية ، إلا إننا في هذا العصر نجد التناوب بين هاتين العقيدتين ، فما أن تنطفيء نار إحداهما حتى تشتعل نار الأخرى ، وأهل السنَّة لهما بالمرصاد ، والخوف والعياذ بالله أن نفاجأ بعقيدة الكرامية بعد القضاء على عقيدة الخوارج.

أسباب ظهور الخوارج في بلاد التوحيد :


إن المتأمل في حال كثير من الدعوات في هذا العصر ممن يدعي الانتساب إلى مذهب أهل السنة والجماعة من صوفية ومرجئة وخوارج يلاحظ ، أنه قد تفرقت بأصحابها الأهواء ، والأسباب وراء ذلك كثيرة فمن ذلك تصدر الرويبضة.

ومن الأسباب قلة العلم وكثرة الجهل حتى أصبح العلم يطلب عند الأصاغر .
والأصاغر كما قال عبد الله بن المبارك هم أهل البدع .
وفي الصحيحين :
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا *
وما تعانيه الأمَّة في هذه الأيام من انتشار جماعات التكفير ، إلا نتيجة للجهل والتصدر قبل النضج في العلم و العقل أيضاً.
كما قال الشاعر :
إن الأمور إذا الأحداث دبرها ***** دون الشيوخ ترى في سيرها الخلل .


لقد كنا بالأمس ننكر على أصحاب ( المناهج الجديدة ) ممن نجدهم في باب الأسماء والصفات قد وافقوا السلف فلم يُعملوا عقولهم في آيات وأحاديث الأسماء والصفات كما فعلت الجهمية مثلاً ، بل قالوا نُمرَّها كما جاءت من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل ، وليسعنا في ذلك ما وسع السلف ، يقولون لأننا نعلم إن السلف أرسخ منا علماً ولو كان إعمال العقل في هذا الباب فيه خير لكان السلف أسبق منا إلى ذلك .


ثم تراهم في باب آخر مثل باب الدعوة والتربية والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يلتفتون إلى القاعدة السابقة التي تقول لو أن في الأمر خيراً لكان السلف أسبق منا إلى ذلك بل تجدهم يقدمون العقل تحت ستار ما يسمونه بفهم معتدل للنصوص يتناسب مع الزمان والحال ولا يتعارض مع مقاصد الدين ومنهج السلف زعموا ، وبعضهم بلغ به الهوى أن تجرأ فنادى بسلفية العقيدة وعصرية المواجهة !!.


ولا ندري من أين لهم هذا التفريق بين أمر من أمور الدين يلتزمون فيه بفهم السلف وأمر آخر يقدمون فيه فهمهم على فهم السلف .


بذرة الغلو في التكفير :


إن الذين بذروا بذرة الغلو في التكفير وأصلوا هذا المذهب في كتبهم وأشرطتهم منذ سنين ومهدوا لمن جاء بعدهم كما قال سفيان الثوري - رحمه الله - وهو ينقل وصية عمر رضي الله عنه ( حلية الأولياء 5/338) ، قال " واعلم أنه لم يبتدع إنسان قط بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها فعليك بلزوم السنَّة فإنها لك بإذن الله عصمة " .

فهؤلاء القوم الذين بذروا هذه البذرة ، وسقوا شجرتها الخبيثة التي نشاهدها هذه الأيام ، هم الذين كانوا يؤيدون العنف ويعدونه من أنجح أساليب الدعوة ، حتى قال مُقدَمهم وهو يتكلم عن القدس: " إن الحديث عن الحقوق المشروعة والقرارات الدولية الذي استنزف ويستنزف من الإعلام العربي ما يملأ البحار لم يجد أذنًا - ولا عُشرَ أذن - كتلك التي أحدثها انفجار مشاة البحرية في بيروت والهجوم على ثكناتهم في مقديشو، بهذه اللغة وحدها يسحب الكفر أذيال الهزيمة وتنحني هامات الخواجات العتية أمام مجموعات طائفية وعصابات قبلية وليست جيوشًا دولية ، وإن استرداد بضعة قرى ومدن في البوسنة قلَب المؤشر الصليبي وأرغمه على إعادة حساباته ، وإن أي خطاب للكفر لا يستخدم هذه اللغة هو لغو من القول وزور من العمل".


وقال في شرحه لرسالة تحكيم القوانين: "ونحن يجب علينا أن نرد تغير الناس إلى الحق الذي لا يتغير. فالناس كانوا يكرهون الكفار، ولم يكن أحد منهم يصافحهم، كان الكافر إذا دخل جزيرة العرب إما أن يدّعي أنه حاج من إحدى الدول الإسلامية - كما فعل بعضهم - وإما أن يتبين أمره فيقتل، فكان لا يستطيع أن يذهب إلى اليمن ولا إلى الحجاز ولا إلى نجد إلا بهذه المنزلة. أما الآن فمنهم السائق والخادم ومدير الأعمال والمهندس والمستشار والخبير..إلخ. فهل تغيرت الفتوى أو نحن الذين تغيرنا؟ نحن تغيرنا، أما حكم الله عز وجل فلم يتغير، فحكم الله : إنهم نجس، ولا يجوز أن يقربوا المسجد الحرام، وإنه لا يجتمع في جزيرة العرب دينان. هذا حكم مطلق قاله النبي صلى الله عليه وسلم، وأوصى به في مرض موته وهو في النزع الأخير صلوات الله وسلامه عليه قبيل التحاقه بالرفيق الأعلى، فلا يمكن أن يتغير، ولا يمكن أن ينسخ" ، وسيأتي الجواب عن هذا.


وها نحن نراهم اليوم ينكرون ما وصلت إليه هذه الجماعات من استحلال لدماء المسلمين وقتل للمعصومين ! ، ولا غرابة في ذلك ، فهذه النتيجة وإن كان الذين زرعوها لم يتوقعوها بهذه السرعة ، إلا إنها عند الدارسين للسنَّة من النتائج الحتمية لهذا المذهب الفاسد .

ومع ذلك نجد الصيحات ترتفع من كل مكان من قبل هؤلاء المنظرين ، الذين يتظاهرون اليوم بإنكارهم لهذه الضلالات ، ولا ندري هل هذا تكتيك منهم! أم توبة ، وهل إنكارهم من أجل المكان أم من أجل الزمان أم من أجل ذات العمل ، وعلى كل حال فإن التائب اُشترط لتوبته ، أن يتنكر مما أخطأ فيه فيما مضى ، ويحذِر منه ، وهؤلاء لم نسمع منهم كلمة واحدة تشير إلى أنهم كانوا على خطأ فاهتدوا ، بل صرح كبيرهم في بيان له في مجلة مشهورة من مجلاتهم بأن على الحركة في هذه المرحلة القادمة أن تتبنى مبدأ التورية كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفعل ، فقد كان إذا أراد غزوة ورَّى بغيرها !! ، قال " واليوم تأتي مواقف تحتاج الأمة فيها إلى التورية ضمن السياسة الشرعية، ولكن ذلك لا يحدث خوفاً من الاتهام؛ لأن الاتهام عند آخرين جاهز لأدنى احتمال دون تقدير للاعتبارات العلمية والمصالح الشرعية وبُعد النظر في العواقب سواء في ميدان الجهاد أو الدعوة والإصلاح " ، ولا زالت البيانات تصدر منهم تأكيداً لهذا المبدأ نصيحة وذكرى ! ، وفيها يؤكدون على ضرورة مراعاة مصلحة الدعوة .
والمراقب لأطرواحاتهم !! قبل مرحلة السجن يجد أنها تختلف عنها بعد السجن ففي مرحلة ما بعد السجن أصبحوا يسيرون على قاعدة " التورية " وقد كنت قبل أن أقف على تصريحهم بوجوب الأخذ بهذه القاعدة أتعجب من بعض مواقفهم التي تتعارض مع طريقتهم التي كانوا عليها قبل السجن ، بل إن بعض من كانوا معهم على نفس المنهج والعقيده ناصبوهم العداء حتى أدى ذلك إلى انشقاق هذا التيار إلى جماعات متعددة لكن الملاحظ يجد أنهم في الآونة الأخيرة بدأوا يعيدون ترتيب أوراقهم من جديد وتم الاتفاق على أن هذا المنهج إنما هو تكتيك! وليس استراتيجية تقوم عليها هذه الجماعة حسب اصطلاحاتهم الحركية نسأل الله العافية ، ولا حاجة لي إلى أن أذكر القارئ بعقيدة التقية عند النجدية ، { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}.


وإنني بهذه المناسبة أقول لكل من اغتر بكلامهم وظن فيهم الظن الحسن وأن القوم تابوا وأنابوا أن يأخذ حذره وأن يسأل نفسه متى سمعهم يتبرأون من ماضيهم الذي أنكر عليهم وهل سمعهم يمدحون علماء العصر المتفق على إمامتهم ، وهل سمعهم يقررون عقيدة السلف في التعامل مع الحكام ، وهل سمعهم يبدعون من يقول بجواز الخروج على الحاكم الجائر ، ويحذرون من الافتئات على ولي الأمر المسلم ، أما كلامهم عن الجهاديين ! ، فهذه حرب أحزاب وانتصار للمنهج بعد ظهور كثير من الردود عليهم من قبل بعض خصومهم من هذا التيار ، فلا تغتر بها .


ولقد كنت أتمنى من كثير منهم أن يصرح بعقيدته أمام الملأ في ولاة الأمر عندنا ويبين عقيدته في الخروج على الحاكم المسلم وفي مسألة الولاء والبراء و أثرها في واقع الحكام والمحكومين ، وموقفهم من صاحب البدعة ، وكذلك مسألة الحكم بغير ما أنزل الله ، مدعماً قوله بالكتاب والسنَّة وآثار السلف ، حتى يستريح المحب ويستراح من المناويء ، فو الله إنَّا نتمنى أن يكونوا من أنصار السنَّة ، وأعداء الخوارج ، وأما أن يسكتوا ويبرروا مواقفهم بالمصالح والمفاسد فهذا دليل قاطع على أنهم على عقيدتهم القديمة ، وأن لمزهم للعلماء الربانيين وعدم حث الشباب على الالتفاف حولهم دليل قاطع أيضاً على صحة ما قاله الإمام الأوزاعي : " من أخفى عنَّا بدعته لم تخف عنَّا ألفته " ، فوالله إن المسلم يكاد يلتبس عليه الحق مما يشاهده ويسمعه وهو يعلم يقيناً مخالفته لطريقة السلف ، لكن تنتابه الحيرة حين يرى الكثرة تؤيد هذا المنهج ، و يرى قلة المنكرين .


ولله در سليمان بن يسار حين قال لابنه: " يا بني، لا تعجب ممن هلك كيف هلك، ولكن اعجب ممن نجا كيف نجا " رواه ابن بطة في الإبانة ، فنسأل الله أن يباعد بيننا وبين سبل أهل الأهواء .


كما إنه من الملاحظ أنهم مع إنكارهم الذي أجبرهم عليه المجتمع الذي يعيشون فيه ، أو ما يسمى بالرأي العام ، و قد جعلوا مراعاة الرأي العام من أصول دعوتهم ، وكذلك الصفعات والردود التي تلقوها من هذا التيار الذي ينعتونه بالتيار الجهادي !! ، تجدهم يحاولون بشتى الطرق أن يثبتوا للناس أن أصحاب هذا الفكر ليسوا خوارج ، بل هم بغاة ، والعلاج الناجع معهم حينئذ هو محاورتهم ومناظرتهم ، قالوا وإن أصر علماء السلطة !! على تسميتهم خوارج ، فلابد من مناظرتهم كما فعل ابن عباس مع الخوارج الأولين ، وبعض السامعين لهذا الخطاب تنتابه الحيرة ، وهو لا يعلم أن وراء الأكمة ما وراءها.


فهم لن يسمحوا بوصف أهل هذا الفكر بأنهم خوارج ، حتى لا ينقلب السحر على الساحر ، فهم يعلمون أن العقيدة واحدة وإنما الاختلاف في الأسلوب ، ولذلك أعلنوا في أول خطاب وجه منهم لتنظيم القاعدة بعد أحداث سبتمبر أن أعضاء القاعدة افتأتوا على المشايخ ! .


بل بلغ بهم الأمر إلى دعوة الناس إلى التماس الأعذار لأصحاب تيار العنف ، قال بعضهم في بيان للأمة " إن المسلم إذا اجتهد في نصرة الدين والانتقام لإخوانه المسلمين من الكفار الظالمين، وإحداث النكاية فيهم فأخطأ فهو مأجور على نيته وإن كان مخطئاً في عمله" ، وقال أيضاً منافحاً عن أعراضهم "من استحل غيبتهم والوقوع في أعراضهم مسايرة لأعداء الله ومجاراة للمنافقين والمفسدين في الأرض فهو أشد إثماً ممن فعل ذلك لحظ نفسه وهواه " .


ولقد وصل الأمر ببعضهم أن يموه على الناس بقوله أن هؤلاء – أي الذين ينعتون بالجهاديين - ينفذون أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب " ، وهو يعلم أن اليهود بقوا في المدينة في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم و في عهد أبي بكر رضي الله عنه ولم يخرجهم إلا عمر رضي الله عنه بعد أن استغنى المسلمون عنهم ، وليس في الحديث أمر بقتلهم ! ، بل ولا نقض عهدهم ، وسيأتي بحث هذه المسألة .

من هم الخوارج :


الخوارج ليس كما هو شائع أنهم فقط الذين يكفرون بالمعاصي كما يحاول بعضهم أن يؤصل هذه الفكرة في نفوس الناس إما مكراً منه أو جهلاً ، بل الذي عليه أهل العلم أن هذا الوصف يلحق بأقوام دون ذلك ، وقد كنا بالأمس نرى بعض من أنكر على من وقع في الإرجاء يقول هم مرجئة ولو قالوا : الإيمان قول وعمل ، بل تجرأ بعضهم ، ولا أدري هل هذا جهل منه أم اتباع للهوى فقال : هم مرجئة ولو قالوا الإيمان قول وعمل يزيد وينقص حتى لا يبقى منه شيء .
وقد جاء في شرح السنَّة للبربهاري " من قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره " ومثله جاء عن الإمام أحمد ، وفيه أيضاً " الإيمان قول وعمل ، وعمل وقول ، ونية وإصابة يزيد وينقص يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه شيء " ، وجاء مثل ذلك عن الأوزاعي وإسحاق بن راهويه ( انظر اجتماع الأئمة على نصرة مذهب أهل السنَّة ) .


واليوم رغم ظهور علامات الخوارج فيهم إلا أنهم لا يقرون بذلك بل وضع بعضهم شروطاً وأوصافاً للخوارج لا تجدها حتى في الخوارج الأولين ، فالتكفير بكل كبيرة و الحكم على صاحبها بالخلود في النار ، لا يوجد في بعض فرق الخوارج المشهورة والمتفق على أنها من أكبر فرق الخوارج كالنجدية .

فسبحان الله كيف يعمل الهوى في أهله ، ما كانوا يقررونه بالأمس ، أصبحوا اليوم ينقضونه ، قال الإمام أحمد : " لعن الله أهل البدع ، يقولون ما لهم ويتركون ما عليهم " .


وقد كان شيخ الإسلام رحمه الله من أعرف الناس بأهل البدع وحكمهم في الشرع وها هو في هذا النقل النادر ، الذي يذكره عنه ابن كثير تلميذه يحكم على طائفة من المسلمين ظهرت في عصره ، أنهم يقاتَلون قتال الخوارج رغم اختلافهم عن الخوارج في خصال كثيرة .


قال ابن كثير في البداية والنهاية (14/23) :
" وقد تكلم الناس في كيفية قتال هؤلاء التتر من أي قبيل هو فإنهم يظهرون الإسلام وليسوا بغاة على الإمام فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت ثم خالفوه فقال الشيخ تقي الدين هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على علي ومعاوية ورأوا أنهم أحق بالأمر منهما وهؤلاء يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق من المسلمين ويعيبون على المسلمين ما هم متلبسون به من المعاصي والظلم وهم متلبسون بما هو أعظم منه بأضعاف مضاعفة فتفطن العلماء والناس لذلك وكان يقول للناس إذا رأيتموني من ذلك الجانب وعلى رأسي مصحف فاقتلوني فتشجع الناس في قتال التتار وقويت قلوبهم ونياتهم ولله الحمد " .
فتأمل قوله في وصفهم وهؤلاء يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق ، ويعيبون على المسلمين ما هم متلبسون به من المعاصي والظلم .
وفي الاقتضاء (1/75) قال شيخ الإسلام:
" روى مسلم في صحيحه عن أبي قيس زياد بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمياء يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل ، قتل قتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها فليس مني ولست منه)، ذكر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الأقسام الثلاثة التي يعقد لها الفقهاء باب قتال أهل القبلة من البغاء والعداة وأهل العصبية"
ثم قال " والقسم الثالث ، الخوارج على الأمة إما من العداة الذين غرضهم الأموال كقطاع الطريق ونحوهم ، أو غرضهم الرياسة كمن يقتل أهل مصر ، الذين هم تحت حكم غيره مطلقاً وإن لم يكونوا مقاتلة أو من الخارجين عن السنَّة الذين يستحلون دماء أهل القبلة مطلقاً كالحرورية الذين قتلهم علي رضي الله عنه " .


فتأمل كيف جعل العداة الذين غرضهم الأموال كقطاع الطريق ونحوهم ، أو غرضهم الرياسة من الخوارج .


وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة الحسن بن صالح ( 7/363) :" دخل سفيان الثوري يوم الجمعة من الباب القبلي فإذا الحسن بن صالح يصلي فقال نعوذ بالله من خشوع النفاق وأخذ نعليه فتحول إلى سارية أخرى " .
والحسن بن صالح قال فيه الإمام الذهبي ، هو من أئمة الإسلام لولا تلبسه ببدعة.
قلت : وبدعته أنه كان يرى جواز الخروج على أئمة الجور .
قال أبو سليمان الداراني " ما رأيت أحداً الخوف أظهر على وجهه والخشوع من الحسن بن صالح قام ليلة بـ عم يتساءلون - النبأ - فغشي عليه فلم يختمها إلى الفجر " ، وروى عن الحسن بن صالح أنه كان إذا نظر إلى المقبرة يصرخ ويغشى عليه ، قال أبو سعيد ، سمعت ابن إدريس وذُكر له صعق الحسن بن صالح فقال: تبسم سفيان أحب إلينا من صعق الحسن .
فهذا من أئمة الإسلام كما نعته بذلك الذهبي لكن عد من الخوارج لموافقته إياهم في مسألة واحدة .

 


_______________